7 خطوات علمها لطفلك كي يحتفظ بالسر .. وقصتان توضحان ذلك
لست الأم الوحيدة التي يفشي طفلك سرّك، فربما تحملينه سراً من باب حسن النية والظن بالطفل، لكن بالمقابل احذري فهناك أشخاص ممن حولك، يتصيدون الأطفال ويجبرونهم على إفشاء السر. فتعلمي أن هناك قواعد تزرعينها في طفلك قبل إعطائه أي سر! الدكتور محمد بن جرش، كاتب وباحث إماراتي، يعطيك أفضل النصائح لتربية طفل يحفظ سراَ.
د. محمد بن جرش
أنواع الأسرار
علمي طفلك حول أنواع الأسرار المختلفة التي من المحتمل أن يواجهها، ومدى أهمية كتمانها بالنسبة لك، ولمن يأتمنونه عليها:
أسرار مرحة
قد تتضمن أسرار المرح حفلة مفاجئة أو هدية لشخص ما. وقد يتم إخبار طفل، “لا تخبر أمي عما اشتريناه لها لعيد ميلادها”، أو “لا تخبر جدي أننا نخطط لحفلة يوم ميلاد مفاجئة له”، ورغم أن غفشاء الطفل للسر لا يتسبب بأزمة كبيرة، لكنه قد يخفف لحظات السعادة لدى الشخص الآخر، وهذا ما يجب على الطفل أن يدركه، فاجعليه شريكاً في زرع السعادة في قلوب الآخرين، من خلال الاحتفاظ بالسر.
الأسرار التي يحتمل أن تكون ضارة
قد يُطلب من الأطفال الاحتفاظ بالأسرار بنية حسنة، ولكن هذه الأسرار تبقى ضارة. فقد تقول الجدة، “لا تخبر والديك أنك بقيت مستيقظًا بعد وقت نومك”، أو قد يقول أصدقاؤك، “تعال معنا إلى بيت صديقنا، ولكن لا تخبر والدتك فهي لا تطمئن له!” والنتيجة أن تلك الأسرار قد تضع الطفل في مشكلة لقول الحقيقة، كما أنها قد تخفف ثقة الأبوين بتربية الجدة أو المربية، التي قد تلجأ لمثل هذا الأسلوب، ما يسبب الاضطراب في العلاقات الاجتماعية والأسرية.
الأسرار الخطيرة
كأن يتفق طفل شقي مع آخر قائلاً: “هذا هو سرنا ولا يمكنك إخبار أي شخص.” وقد يهدده بعدة طرق لإسكاته. فلا يجرؤ الأطفال الذين لم يتعلموا التعامل مع الأسرار غالبًا على إخبار أي شخص، ومثل كتمان هذا السر سيعرض الطفل بالتأكيد للتنمر، من قبل الطفل الشقي، الذي سيستغل دائماً السر لابتزاز طفلك دائماً، والذي قد يصل لدرجة الابتزاز المالي.
كيف تتحدثين مع طفلك عن الأسرار؟
كيف تتحدثين مع طفلك عن الأسرار؟
-
علمي طفلك في سن صغيرة أنواع الأسرار، وفرقي بين الآمنة منها وغير الآمنة. ابدئي بالتحدث مع طفلك عن الأسرار غير الآمنة. ووضحي له أن الناس يطلبون من الأطفال في بعض الأحيان الاحتفاظ بالأسرار؛ لأنهم يفعلون أشياء محرجة، اجعليها مناقشة منتظمة مع طفلك كلما أحسست بأن قدرته على الاستيعاب تزداد.
-
علمي طفلك ما يحق للآخرين لمسه، وما لا يحق لهم، كأن يلمس أحد جسده تحت ثياب السباحة، وأفهميه أن هذا من حق الوالدين والجدة فقط، لمساعدته في ارتداء الملابس، وعليه ألا يعتبر الأمر سراً إذا تعرض لهذه اللمسات من الأشخاص الآخرين.
-
استخدمي كلمة “مفاجأة” بدلاً من “سر”. وفرقي بين الاثنين، فالمفاجآت تكون سعيدة، مثل رحلة إلى الشاطئ أو هدية، ويجب أن يعرف الجميع بها قريبًا، على عكس السر الذي قد يكون “إلى الأبد”.
-
ناقشي معه أهمية التحدث إلى البالغين الموثوق بهم. وتأكدي من أن يعرف أنه يمكنه دائمًا إخبارك إذا طُلب منه الاحتفاظ بسر. حتى لو كانت جليسة الأطفال، التي ربما أوصته قائلة: “هذا ليس من شأن والديك”.
-
طمئني طفلك أن قول الحقيقة لن يؤدي إلى عقاب؛ لأنه غالباً إذا ائتمنه شخص على سر مؤذٍ، فسيزرع في تفكيره، أن إفشاءه للوالدين سيعرضه للعقاب.
-
علميه الفرق بين السرية والخصوصية، فكشفه الأسرار لوالديه لا يعني أن عليه إخبار من حوله عن خصوصياته أو خصوصيات رآها شخص ممن حوله، مثل استخدام الحمام أو عند ارتداء الملابس، فهذه عليه احترامها وعدم التفوه بها، واطرحي عليه مثالاً: “إذا طرقت باباً مغلقاً فانتظر إذن الدخول، ولا تقتحم خصوصيات الآخرين”.
-
أخبريه أن بعض المعلومات تكون محرجة، وتعتبر سراً لا يجب إفشاؤه، مثل أن يواجه البيت مشاكل مالية، أو أن أحد الأقارب يفشل في مادة الرياضيات. وكيف أن مشاركة القصص المحرجة يزرع الكره في النفوس.