من المتوقع أن تعج المستشفيات قريباً بأطباء وممرضين آليين يقومون برعاية المرضى والرد على أسئلتهم واستفساراتهم وتقديم الرعاية اللازمة لهم، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته التجارب في هذا المجال، خاصة مع تصاعد وتيرة الأزمة الناتجة عن نقص الأطباء والعاملين في المهن الطبية في العديد من دول العالم بما يؤخر من عمليات العلاج التي يحتاجها المرضى.
وبحسب التفاصيل التي نشرتها جريدة “ديلي ميل” البريطانية، واطلعت عليها “العربية نت”، فقد نجحت تجربة مهمة في هذا المجال ببريطانيا، حيث حقق “الروبوت” نجاحاً كبيراً في التعامل مع المرضى والإجابة على استفساراتهم، وهو ما يُمكن أن يخفف بشكل كبير من الأعباء الملقاة على عاتق الأطباء وكادر التمريض في المستشفيات.
وقالت الجريدة “إنه يمكن لروبوتات الذكاء الاصطناعي أن تخفف بعض العبء عن كاهل الممرضات المنهكات من خلال التعامل مع أسئلة المرضى وأداء مهام بسيطة”.
وأجريت تجربة ناجحة مؤخراً في إحدى المستشفيات، وتبين أن الروبوتات كانت قادرة على الإجابة “بسلاسة” على الاستفسارات المتعلقة بطول الوقت حتى يصبح الطبيب متفرغاً ومواضيع أخرى.
وكانت الآلات أيضاً قادرة على المشاركة في “دردشة عامة” مع المرضى، بالإضافة إلى تقديم الاختبارات والألغاز وحتى تمارين التنفس المهدئة، والأهم من ذلك، أنهم وجدوا أنهم قادرون على مواكبة المحادثات التي تشمل العديد من الممرضات والمرضى في وقت واحد.
ممرضات في بريطانيا
ولعب “الروبورتاريوم الوطني” في بريطانيا -ومقره جامعة هيريوت وات في إدنبرة- دوراً محورياً في مشروع “الروبوتات المساعدة اجتماعياً في الرعاية الصحية للشيخوخة” الذي يموله الاتحاد الأوروبي بقيمة 7 ملايين جنيه إسترليني.
وتهدف تجربة أجريت على مرضى كبار السن في أحد مستشفيات باريس إلى اختبار ما إذا كانت الروبوتات قادرة على “مساعدة المرضى، وتخفيف قلقهم، وتخفيف الضغط على طاقم التمريض”.
وقال العلماء إن الروبوتات يمكن أن تكون حيوية في “تعزيز الإنتاجية” فيما يتعلق “بالواجبات البسيطة ولكن المتكررة” في الرعاية الصحية، وأشاروا إلى أنه يمكن بفضل هذه الروبوتات أيضاً تقليل خطر انتقال العدوى عن طريق تقليل الاتصال الجسدي المحتمل بين الأطباء والمرضى.
وتم إدخال ما يسمى بـ”الروبوتات الاجتماعية” بشكل متزايد إلى الأماكن العامة باستخدام نفس التكنولوجيا التي تستخدمها روبوتات الدردشة لإجراء محادثات بطلاقة تشبه المحادثات البشرية مع الزوار.
وقال أوليفر ليمون، أستاذ الذكاء الاصطناعي والقائد المشارك في برنامج (National Robotarium) إن النتائج تمثل “معلماً هاماً” في جلب الروبوتات الاجتماعية إلى المستشفيات.
وأضاف “إن احتمال تعاون الروبوتات بسلاسة مع موظفي المستشفى لتعزيز تجربة المريض أصبح الآن أقرب إلى الواقع”،
وتابع: “لقد أظهرت التجارب الأولية الواعدة قدرة الروبوت الخاص بنا على التحدث بفعالية مع المرضى ومرافقيهم في وقت واحد”.
وأوضح أن الآلات كانت قادرة على تنفيذ “المهام الروتينية”، مثل إعطاء التوجيهات وتوفير المعلومات العامة، مع الإجابة أيضاً على “الأسئلة المتكررة”، مثل أوقات العمل و”كم من الوقت يجب أن أنتظر؟”. وأضاف أنه يمكنهم أيضاً “المساعدة في التخلص من القلق وتوفير الترفيه”، من خلال تمارين التهدئة وممارسة الألعاب مع المرضى.
وقال الوزير في الحكومة الاسكتلندية مالكولم أوفورد “إن التجارب المبكرة على الروبوتات المساعدة تثبت نجاح الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها هذه التكنولوجيا المتقدمة لتقديم الدعم الحيوي للعاملين في مجال الصحة، وتحسين رعاية المرضى ومنع انتشار العدوى والأمراض”.