نوبات غضب الأطفال والمراهقين بسبب الطعام

هل يأكل طفلك الوجبات الخفيفة فقط؟ هل تعانين من أجل جعله يتغذى بالملعقة؟ ربما ابنك المراهق أيضاً صعب الإرضاء للغاية؟ يمكن أن يكون إقناع طفلك بتناول نظام غذائي متوازن بمثابة معركة يومية، هنا نلقي نظرة على بعض أكبر مشكلات التغذية التي يواجهها الآباء، برأي الخبراء والمتخصصين.
قبل أن تصبحي أمّاً، ربما كنت تحلمين بوجبات عائلية حول مائدة العشاء معاً – حيث يتناول الجميع طعامهم بسعادة. في الواقع، هذا ليس هو الحال بالنسبة للعديد من العائلات.
يمكن أن تكون أوقات الوجبات صعبة إذا لم يأكل طفلك، ما يؤدي إلى الكثير من نوبات الغضب والتوتر والقلق بشأن ما إذا كان يحصل على ما يكفي من الطعام والتغذية. بالنسبة للكثير من الآباء، يعد تناول الطعام الانتقائي عند الأطفال مشكلة تظهر في السنوات القليلة الأولى من حياة طفلهم أثناء تطوير براعم التذوق لديهم. ومع ذلك، يمكن أن تكون أيضاً مشكلة تؤثر على الأطفال الأكبر سناً والمراهقين أيضاً.

كيف تجعلين طفلك يتناول نظاماً غذائياً أكثر تنوعاً وتوازناً؟

لكن ما مدى القلق الذي يجب أن تشعري به إذا لم يأكلوا بعض الأطعمة، مثل الفاكهة والخضروات؟ لذلك يساعدك الخبراء في فك رموز اختيار الأكل والنظر في بعض المشكلات الشائعة التي تسببها، مع نصائح مفيدة يمكنك تجربتها مع طفلك الانتقائي للأكل

افهمي مراحل نمو الرضع والأطفال الصغار

افهمي مراحل نمو الرضع والأطفال الصغار

عندما يتعلق الأمر بإعطاء طفلك مذاق الطعام الأول، يمكن أن يتم ذلك بعدة طرق. فقد يرمي طفلك معظم طعامك المنزلي على الأرض أو يقضم بكل سرور أي شيء تضعينه أمامه. ومع ذلك، على الرغم من أن الأمر مرهق، فمن الطبيعي تماماً أن يرفض الرضع والأطفال الصغار تناول الطعام أو تذوقه.
لدى الأطفال الرضع حوالي 30.000 برعم تذوق، حيث ينضج ثلثها فقط عندما يصبح مراهقاً. ويمكن أن يكون سبب تناول الطعام الانتقائي لدى الأطفال هو كره بعض الأطعمة أو القوام، مثل الأطعمة الطرية أو المتكتلة، أو يمكن أن يكون مرتبطاً بتعرض الطفل لصعوبات في التغذية المبكرة أو الشعور بالضغط لتناول الطعام، ما قد يسبب القلق بشأن الطعام. ولحسن الحظ، فإن الحليمات الذوقية تتطور مع تقدم الأطفال في السن، وبحلول سن الخامسة تقريباً، تصبح أكثر استقراراً.

فك رموز رفض الأكل عند الأطفال الصغار

التزمي بالروتين أو وجبات الإفطار والغداء والعشاء

بدلًا من التركيز على ما يأكله طفلك في يوم واحد، فكري فيما تناوله على مدار الأسبوع. اجعلي هدفك جعل طفلك يتناول بعض الأطعمة من المجموعات الغذائية الرئيسية بما في ذلك الفواكه والخضروات والكربوهيدرات النشوية ومنتجات الألبان والبروتين والدهون. طالما أنه نشيط وما زال يكتسب الوزن، فلا داعي للقلق. فيما يلي بعض النصائح للتعامل مع طفل صغير صعب الإرضاء أو في مرحلة ما قبل المدرسة:

  • كوني مطمئنة أن أطفالك سيحصلون على ما يكفي من الخضار “المخفية” في أطباق اللحم المفروم عن طريق بشر الفلفل الحلو الأصفر والأحمر وتقطيعه جيداً إلى لازانيا.

  • التزمي بالروتين أو وجبات الإفطار والغداء والعشاء لمساعدته على التعود على وقت الطعام والشعور بالراحة.

  • مع تطور الحليمات الذوقية، جربي مجموعة متنوعة من الأطعمة الجديدة، ولكن استمري في العودة إلى الأطعمة التي لم يحبها طفلك من قبل. قد يستغرق الأمر الكثير من المحاولات حتى يحب الطعم.

  • تناولي الطعام معه، فهذه طريقة رائعة له للتعلم. أعطي طفلك نفس الطعام الذي تتناولينه، بدون الملح.

  • لا تجبريه على تناول الطعام إذا رفضه وحاولي عدم التعليق على الكمية التي تناولها.

  • كوني هادئة وإيجابية، وامدحيه كلما جرب طعاماً جديداً، مهما كان صغيراً، فرفضه للطعام قد لا يكون نقصاً للشهية.

  • لا تدعيه يشعر بالجوع أو التعب الشديد حتى يتناول الطعام.

  • قدمي له أجزاء صغيرة حتى لا يشعر بالإرهاق.

فك رموز رفض الأكل عند الأطفال الأكبر سناً

فك رموز رفض الأكل عند الأطفال الأكبر سناً

هل يتعين عليك إعداد وجبات منفصلة لطفلك البالغ من العمر عشر سنوات؟ وهل لديك مراهق يرفض تناول بعض الأطعمة؟ في حين أن معظم الأطفال يرضون بالطعام الذي يقدم لهم، إلا أن بعضهم يمكن أن يصاب فجأة بمشاكل مع الطعام بعد سن الخامسة.
قد يكون هذا بسبب عدم إعجابهم ببعض القوام أو الروائح، وربما لا يحبون تلامس الأطعمة مع بعضها البعض. وقد يرغب بعض الأطفال الأكبر سناً في تناول الأطعمة الصحية فقط أو قد ينشأ لديهم خوف من تجربة أطعمة جديدة – أو ببساطة لا يرغبون في الابتعاد عن الوجبات التي يحبونها. لذلك اتبعي ما يلي من النصائح:

  • شجعي طفلك على تجربة طعام جديد عن طريق وضع كمية صغيرة جداً من الطعام في طبقه. دعيهم يلمسوها قبل أن يضعوها في أفواههم.

  • إذا كان منفتحاً على تجربة أطعمة جديدة، فحاولي القيام بذلك يومياً. يمكنك أيضاً تعلم الأكلات التي يحب تذوقها، ولاحظي أنه يراقب ما تقدمينه.

  • توقفي عن الإشارة إليه على أنهم “من الصعب إرضاؤه في الأكل”، فهذا يزيده عناداً وبعداً عن نوع الطعام.

  • إذا كان لا يحب الطعام، فذكّريه أن الأمر يستغرق حوالي عشر مرات حتى يعرف ما إذا كان يحب الطعام أم لا.

  • لا تتحكمي بنوع الطعام الذي تقدمينه، ودعي ابنك يشاركك في قرار اختيار الوجبات وتحضيرها في وقت العشاء.

  • كوني إيجابية وتخلصي من التوتر الناتج عن أوقات الوجبات. سيساعده ذلك على تقليل القلق بشأن الطعام.

أسباب أخرى لرفض الطعام

في بعض الحالات يمكن ربط هذه المشكلات بحالات مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد والوسواس القهري. مهما كان السبب، قد يكون من الصعب جداً إقناع الطفل الأكبر سناً بتغيير عاداته الغذائية، خاصة إذا كان من الصعب إرضاؤه عند تناول الطعام لفترة طويلة. غالباً ما يكون لديهم “أطعمة مرغوب بها” فهم يعرفون أنهم انتقائيون ولا يريدون التغيير.
ومع ذلك، هناك بعض الفوائد لمساعدة الطفل الأكبر سناً على تطوير عادات غذائية أفضل، فهو يتمتع بمهارات تواصل واستدلال أفضل من الأطفال الرضع أو الصغار، لذا يمكنك التحدث معه حول هذا الموضوع.

تجربة أمّ مع طفل صعب الإرضاء في الطعام

تجربة أمّ مع طفل صعب الإرضاء في الطعام

تحكي فاطمة أمّ لخمسة أطفال عن تجربتها مع أبنائها الأربعة في تقديم الطعام وتقول: “كنت من الاثنين إلى الجمعة، أطعمهم الطعام الذي يحبونه بالتأكيد، حتى أنني أقدم ما لذَّ وطاب لأصدقائهم أثناء اللعب، إذا زارونا في بيتنا، قبل الساعة الخامسة، وعندما نتناول العشاء في حوالي الساعة 7 مساءً، كانوا ينضمون إلينا على الطاولة للدردشة وكان لديهم الحرية في تذوق الطعام، وحتى تناول جزء منه، فلا أجد أنها مشكلة إذا ترك الطفل القليل من الطعام في صحنه”.
لم يكن لدى السيدة فاطمة ما يدعو للقلق إذا لم يعجب أطفالها العشاء ولم يتناولوه، لأنها في عطلة نهاية الأسبوع، تصنع أطباقاً عديدة ومختلفة الطعومات، بحيث يمكن أن يحصل كل طفل على ما يريد، تتابع قائلة: “على سبيل المثال، أضع المعكرونة، والصلصة الخاصة بها في طبق منفصل لتغميسها إذا أرادوا، والقليل من الجبن المبشور وقطع السلطة على طبق جانبي وأضعها معاً كما يحبون، لقد راقبت حقاً النظام الغذائي الذي أتبعه مع أطفالي، وتوصلت إلى ما إذا كان يحتوي على توازن بين الكربوهيدرات والدهون والبروتينات، وتوجهت إلى إعداد وجبات تكون مقبولة لنا جميعاً وقمت بطهيها. وتوقفت عن طهي وجبات متعددة لأنها تضر بأطفالي على المدى البعيد. لقد تأكدت أيضاً من حصولهم على الفيتامينات المتعددة، تحسباً لذلك. وقد سمعت نصائح الخبراء، وقبل كل شيء، أسقطت مصطلح “الأكل صعب الإرضاء” لأنه يجعل الأمر يبدو كما لو أنه يثير غضب الآخر عن قصد، فأنا لا أقبل المواجهة مع أطفالي لأجل الطعام، لأنني أقدم أكثر من نوع، حسب المتاح، ليتمكن الجميع من تجريب كل جديد، وأحد أجمل المواقف، مع أنها تثير قلقي في البداية، عندما يرفض طفلي تناول طبق ما، ثم يراجع نفسه ويقبله لاحقاً”.
ملاحظة قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى