كيف تقربين بين طفلك وإخوانه وأخواته بالمنزل؟
الأسرة مجتمع صغير يتدرب فيه الأبناء والبنات على أنماط السلوك، والعلاقات بين الأفراد، والابن الذي يتربى مع إخوته في جو مليء بالتوتر والتنافس، والحسد، يصعب عليه عند كبره أن يتخلص من هذه الصفات المذمومة.. مع إخوته أو مع غيرهم من الناس، وفي الجانب الآخر ينبغي أن يمتد دور الأب ومسؤوليته مع الأبناء، ليشمل بجانب توفير الطعام والشراب ومصاريف الدراسة.. تقوية أواصر المحبة والتآلف بينهم، ونجاح الأب في هذه المهمة يعتبر.. مؤشراً جيداً لإمكانية نجاح أبنائه في العيش مع غيرهم.. اللقاء مع خبيرة الأسرة وتعديل السلوك الدكتورة نوال المنشاوي؛ للشرح والتفسير.
اهتمي بمشكلة المولود الكبير
-
للمولود الأكبر أهمية في إصلاح باقي الأولاد، ولهذا يجب أن يكون اهتمام الأب به كبيراً، ومستنداً على أسس تربوية سليمة.
-
عادة ما يبدأ بغض الولد الكبير لأخيه الأصغر، عندما يجد أن الاهتمام من الوالدين قد اتجه نحو أخيه الصغير، ولم يعد هو محط نظر أو اعتبار.
-
فيلجأ إلى الانطواء على النفس، أو البكاء، أو التبول غير الإرادي، أو ربما ادعى المرض والألم؛ ليجذب نظر والديه إليه.
-
الأطفال يريدون كل العطف، وكل الامتيازات وكل الاهتمام، فإذا رأى الطفل أن بعض الاهتمام والامتياز انصرف إلى غيره من الإخوة غار وغضب.
-
وليس أمام الأب العادل لحل هذه المشكلة سوى الاجتهاد في توزيع حبه وعطفه على جميع الأولاد بالتساوي.
-
وقبولهم جميعاً على علاتهم، ولا يفرق بينهم، حتى وإن أظهر بعضهم أدباً أكثر من الآخرين، ولا يعقد بينهم المقارنات، حتى لا يزيد تنافسهم وغيرتهم.
لا تتركيهم يتنازعون على الألعاب
-
كثيراً ما يتنازع الأولاد على الألعاب، هنا ليس من الصواب أن يفرض الوالد على أحد أبنائه السماح لأخيه باللعب معه، إن كان غير راضٍ عن ذلك.
-
هذا الفرض يزيد من أنانية الولد وحقده على أخيه، والمفروض أن تنبعث الرغبة في المشاركة واللعب من نفس الولد.
-
كثير من الآباء يظنون أن اختيار الألعاب من نفس النوع للأولاد يجعلهم راضين مقتنعين بذلك، ويحسون بالعدل والمساواة.
-
والأفضل في هذا أن يختار الأب لكل ولد لعبة تناسب سنه، مع إفهامه أنها تناسبه أكثر من غيرها، ويقنعه بذلك.
انتبهي للغيرة بين الأبناء.. قبل الخامسة
-
تكون الغيرة على أشدها في السن دون الخامسة، وذلك لأن الطفل يكون أقدر على فهم مراتب الأخوة، وصلة الرحم، ونبذ الخلافات والتقاطع.
-
وفي هذا الاتجاه، نجد كثيراً ما يذم الإخوة بعضهم بعضاً عند الوالدين، وواجب الأب هنا هو كفهم عن ذلك، وعدم الاستماع إلى شيء من هذا الباطل.
-
فإن حدث من الولد أن اغتاب أحد إخوته، أو ذكره بسوء، أمره الأب بالاعتذار والتأسف لما بدر منه، هذا الأسلوب ينتزع الغيبة انتزاعاً من الولد.
ضرورة الانفراد بالطفل وحده.. لفترة
-
ليس من المستحسن أن يبقى الأولاد طوال الوقت مع بعضهم البعض في مكان واحد، ما يزيد من منازعاتهم ومشاكلهم.
-
بل الأفضل هو تفريقهم في بعض الأوقات؛ ليشتاقوا إلى بعضهم البعض.. فيجعل لكل واحد منهم غرفة تخصه.
-
وإن لم يتمكن من ذلك؛ قسم الغرفة إلى عدة أقسام، ثم يخصص لكل واحد منهم مكانه وزاويته التي تخصه.
-
كما يمكنه في بعض الأوقات اصطحاب بعضهم دون بعض عند الخروج للسوق، أو في زيارة بعض الأقارب.
-
فإذا غاب بعضهم عن بعض في بعض الأحيان؛ اشتاقوا ونسوا ما كان بينهم من خلاف وشجار.
اعدلي بين أبنائك وأوقفي الشجار بينهم
-
أوقفي الشجار بين أطفالك بلفت انتباههم إلى عمل إيجابي، كمساعدة الغير، أو بطلب مساعدتك في عمل ما، واحتفظي بهدوئك بقدر الإمكان، وكوني قدوة حسنة بعيدة عن العصبية والثورة، وكوني مستمعة جيدة لكل طفل أيضاً.
-
كوني مثالاً داخل المنزل في التعامل مع مَن تختلفين معه؛ فطفلك يراقبك، وهي فرصتك لتخبري طفلك أن الخلافات بين الناس أمر معترف به والشخصية تقوى بمواجهته، ولا تنسي أن تعلني فخرك بهم أمام كل تصرف إيجابي.
-
اعدلي بين أبنائك في المشاعر وتوزيع القبلات والأحضان، أو في الرعاية والاهتمام والحنان؛ حتى لا تزرعي بذور الكراهية والغيرة في نفوسهم بيديك دون أن تشعري؛ لأن عدم المساواة يؤدي إلى الشقاق والجفوة بين الإخوة.
لا تفرقي في المعاملة حسب حالتك المزاجية
-
بحيث يختلف رد فعلك أو تصرفك بشأن خطأ ما ارتكبه أحد أطفالك عن تصرفك بشأن الخطأ نفسه إذا ارتكبه ابن آخر، احرصي على المساواة وعدم التذبذب، وابتعدي عن نصرة الصغير أو تحميل الكبير دائماً لأنه الأكبر.
-
اجعلي كلاً منهم يقدم الهدايا للآخر؛ لتزرعي الحب تجاه بعضهم بعضاً منذ الصِغر، ونمّي لديهم الشعور بالمسؤولية والصداقة بينهم، ولا تتباهي بصفات أحدهم أمام غيره؛ فيكرهه ويفقد ثقته بنفسه.
-
واحرصي على عدم توبيخ أو تأديب أحد أطفالك أمام الآخرين؛ لأن هذا سيصيبه بالإحراج ويشعره بالإهانة، يمكنك توجيه كل منهم ومعاتبته بشكل منفصل عن إخوته.
-
لا تتدخلي في الخلافات أو المشادات إلا إذا صاحبها أيٌّ من أشكال العنف؛ حتى يتعاونوا لحلها، وعوديهم على ثقافة الاعتذار عند الخطأ، وساعديهم على تطوير مهاراتهم لحل مشكلاتهم الشخصية بأنفسهم.