اليمن : مراكز حزب الاصلاح وجماعة الحوثي الصيفية.. حَقن عقول الأطفال بالإرهاب يفجّر مطالب حقوقية بفتح تحقيق دولي مشترك

ما يزال السلام حلماً بعيد المنال، في ظل السباق المحموم للجماعات الإسلامية والطائفية على حقن عقول أطفال ونشء اليمن النازف، الملتحقين في المراكز الصيفية بمفاهيم الإرهاب وكراهية الآخر، ما يزيد من تفخيخ الطريق المنشود نحو السلام الشامل، الأمر الذي دفع حقوقيين محليين إلى المطالبة بفتح تحقيق دولي مشترك، وإدانة ومعاقبة المعرقلين.

وكشفت مصادر خاصة في المراكز الصيفية بمحافظتي مأرب وتعز، أن حزب الاصلاح الذي يسيطر على هاتين المحافظتين ضمّن المنهج الدراسي لطلبة وطالبات المراكز الصيفية مواد تعبوية معادية لكل من لا ينتمي إلى هذا التنظيم.

وأوضحت المصادر أن التنظيم الإخواني (حزب الاصلاح ) يسعى إلى غرس مفاهيم وأفكار شيطانية ملؤها الكراهية للآخر، بمن فيهم قيادات ورموز النظام اليمني والأحزاب والتنظيمات السياسية غير المنتمية للتنظيم، ليس خلال العقد العصيب لليمن الذي أدخلته وجماعة الحوثي في نفق مظلم إثر فوضى مسلحة أشعل فتيلها قبل أكثر من عقد، وما زالت تدور رحاها حتى اللحظة، بل والعقد الذي سبقه.

سموم دينية

التنظيم الإرهابي للإخوان، الوجه الآخر لمليشيا إيران في البلاد، هو تجسيد لحقيقة الفكر العدائي الواحد لجميع الجماعات والتنظيمات المتدثرة بالدين، ولإدراك مثل هذه التنظيمات الأهمية البالغة للأطفال والنشء في مستقبل الشعوب، لا تبرأ من حقن عقولهم بسموم “افاعيها الدينية والمرجعية”، بقولبتها في كُتيبات ومنشورات تدسها في المقررات التعليمية لطلبة المراكز الصيفية، مستغلة بذلك عدم إشراف وزارتي التربية والتعليم والشباب والرياضة على هذه المقررات.

فبينما اعتمدت مليشيا الحوثي، هذا العام تدريس 7 كتب لطلبة المراكز الصيفية، بينها 3 كتب من تأليف بدر الدين الحوثي، ومحمد بدر الدين الحوثي، واختصارات ملازم حسين بدر الدين الحوثي، ركزت فيها على “مذهب جماعة الحوثي في عدد من المسائل بوصفها هي الصحيحة وما دونها باطل ومحرّف، وعززت من الكراهية والانتقام للآخر”، بحسب ما كشفه تقرير حديث للمركز الأميركي للعدالة (ACJ)، ها هي جماعة الإخوان تخصص للطلبة ما يعزز مفهوم وفكر التنظيم في ملازم ومنشورات أقنعت فيها الأطفال أنها الصحيح، وهي في الحقيقة من صحيح مرشدها لا أكثر.

التنظيمان الإرهابيان، وبعد إفراغهما الدولة من محتواها، الدولة التي فُكك جيشها ومؤسساتها وفق مخططات استعانت في تنفيذها بخبراء أجانب، ها هما يقفان على أنقاض وطن، وشعب منفي في شتى أصقاع الأرض، ومن تبقى منهم داخل البلاد، لا يكادون يحصلون على قوت يومهم، فمرتباتهم الحكومية المستحقّة باتت المطالبة فيها خيانة، واما الخدمات والمزايا الحكومية فهي حكر على الحاكم.

ومع كل ذلك، يعكف التنظيمان على تكريس مفهوم الولاء المطلق لدى عامة الشعب وفي مقدمتهم أطفال اليوم، شباب الغد، حتى لا يرتفع في حضرتهما صوت مُطالِب بحقوقه.

تحقيق مشترك

إلى ذلك، طالب حقوقيون من الحكومة اليمنية المعترف بها، تحمل مسؤوليتها وإيقاف حالة الفوضى التي تعج بها الكثير من المراكز الصيفية، ومنع تلقين أي أفكار أو معتقدات مذهبية وسياسية ومناطقية للطلبة.

وشددوا المطالبة بتشكيل فريق دولي مشترك من ذوي الاختصاص والحياد في وزارتي التربية والتعليم والشباب والرياضة في الحكومة المعترف بها، وأيضاً خبراء دوليين بينهم أعضاء في فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة، لفتح تحقيق شامل في الجرائم التي يرتكبها تنظيما الإخوان ومليشيا الحوثي، وإدانة الأشخاص والجماعات والأحزاب التي تقف وراء ذلك.

ودعوا، عبر وكالة خبر، المنظمات الدولية، لا سيما المهتمة بحقوق الطفل، إلى تحمل مسؤوليتها إزاء هذا السلوك المقلق، وإدانته، مطالبين في ذات الوقت المجتمع الدولي والأمم المتحدة اتخاذ موقف جاد تجاه هذه الانتهاكات التي تشكل امتدادا لانتهاكات وجرائم تجنيد الأطفال والقاصرين، حرصا على تهيئة ارضية مناسبة لإحلال السلام الشامل والعادل في البلاد، معتبرة ما تقوم به هذه الجماعات يزيد من حدّة مخاطر مستقبل الشعوب.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى