أيهما أخطر: نظام غذائي غني بالدهون أم عالي الكربوهيدرات؟

ومنذ أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين تم تشويه سمعة الدهون بعد ارتباطها بشكل روتيني بأمراض القلب وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.

لكن الأبحاث الحديثة أشارت إلى أن السكر هو العدو، مع الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون مثل الكيتو التي تكسب ثناء المجتمع العلمي.

ووجد الباحثون أن اتباع نظام غذائي منخفض الدهون يمكن أن يقلل من خطر الموت كل عام بنسبة تصل إلى 34 في المئة. وفي الوقت نفسه، أدت النظم الغذائية منخفضة الكربوهيدرات إلى زيادة خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 38 في المئة.

وأكد الباحثون “تدعم نتائجنا أهمية الحفاظ على نظام غذائي منخفض الدهون صحي مع دهون مشبعة أقل في منع الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب، والسبب المحدد بين الأشخاص في منتصف العمر وكبار السن”.

وفي هذه الدراسة، ارتبطت جميع نتائج النظام الغذائي منخفض الدهون بانخفاض إجمالي الوفيات، ما يشير إلى فوائد صحية ملحوظة لخفض الدهون الغذائية من أجل الصحة مرة أخرى.

وكانت النتائج مماثلة لتلك التي تم الحصول عليها من العديد من الدراسات المستقبلية واسعة النطاق والتجارب العشوائية ذات الشواهد، والتي اقترحت أيضا انخفاضا في الدهون المشبعة الغذائية.

وفي بحثهم، الذي نُشر في مجلة الطب الباطني، تعاون باحثون من جامعة هارفارد في كامبريدج، ماساتشوستس، وجامعة تولين، في نيو أورلينز، لويزيانا، مع علماء صينيين.

وجمعوا بيانات تعود إلى تسعينات القرن الماضي عن 371159 أميركيا، تتراوح أعمارهم بين 50 و71 عاما في بداية الدراسة.

وباستخدام دراسة النظام الغذائي والصحة في “إن إي أيتش ـ أيه أيه إر بي”، بدأ مسح في عام 1995 لقياس الروابط بين النظام الغذائي والأمراض المزمنة لدى كبار السن، وبحثوا عن الروابط بين النظام الغذائي وطول العمر.

وفي الاستطلاع، تم استجواب المشاركين حول عدد المرات التي تناولوا فيها 124 نوعا مختلفا من الأطعمة.

وباستخدام المعلومات، قام الباحثون بحساب عدد المرات التي أكل فيها الشخص الكربوهيدرات والدهون.

وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعات، حيث تم وضع 20 في المئة ممن تناولوا أقل كمية من الكربوهيدرات في مجموعة ضابطة ومقارنة بـ 20 في المئة ممن كانت وجباتهم الغذائية تحتوي على معظم الكربوهيدرات.

وللمضي قدما، صنفوا الناس على أنهم يأكلون غذاء منخفض الدهون أو منخفض الكربوهيدرات “صحيا” أو “غير صحي” بناء على ما إذا كانوا قد حصلوا على أطعمة من مصادر عالية الجودة أو “منخفضة”.

وعلى سبيل المثال، فالشخص الذي يتناول غذاء قليل الدسم والكثير من اللحوم والخضروات الخالية من الدهون سيكون متبعا لنظام غذائي صحي، في حين أن الشخص الذي يأكل السكريات المكررة والأطعمة المصنعة يعتبر نظامه الغذائي غير صحي.

ووجدوا أن الأشخاص الذين اتبعوا نظاما غذائيا منخفض الدهون، سواء أكانوا أصحاء أم لا، قللوا بشكل كبير من احتمالية الوفاة المبكرة ، مقارنة بالأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا عالي الدهون.

وانخفض خطر الوفاة لأيّ سبب كل عام بنسبة 21 في المئة للأشخاص الذين يتبعون أي نظام غذائي منخفض الدهون. وإذا كان نظاما غذائيا صحيا، فقد انخفض خطر الموت بنسبة 34 في المئة. كما أن أولئك الذين يتبعون نظاما غذائيا غير صحي قليل الدهون لا يزالون يشهدون انخفاضا في خطر الوفاة بنسبة 8 في المئة مقارنة بأقرانهم الذين يتبعون نظاما غذائيا غير صحي وعالي الدهون.

وفي الوقت نفسه، كان اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات طريقا إلى الموت المبكر. وكان الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا شبيها بحمية الكيتو أكثر عرضة للوفاة بنسبة 28 في المئة لأي سبب مقارنة بأقرانهم من ذوي الكربوهيدرات العالية.

وزاد المشاركون في نظام غذائي غير صحي منخفض الكربوهيدرات من خطر الوفاة بنسبة 38 في المئة كل عام.

ولطالما كانت الأنظمة الغذائية منخفضة الدهون المفضلة لدى الأشخاص الذين يحاولون إنقاص الوزن وتعزيز صحتهم العامة.

وستركز هذه الحميات على تناول الفاكهة والخضروات واللحوم الخالية من الدهون مع الاستغناء عن الزيوت الدهنية.

وتم تمييز الدهون المشبعة والمتحولة بشكل خاص على أنها الأفضل لتجنبها. وغالبا ما يوجد الأول في اللحوم الحمراء والزبدة والجبن والحليب كامل الدسم. وهذا الأخير شائع في الأطعمة المصنعة والمقلية.

ومع ذلك، هناك بعض الدهون الصحية. ومن المعروف أن الدهون الأحادية غير المشبعة والدهون المتعددة غير المشبعة الموجودة في زيت الزيتون والأسماك والمكسرات تساعد في الحفاظ على مستويات الكوليسترول في الدم وتعزيز صحة الدماغ.

ويمكن أيضا استخدام الدهون كمصدر لطاقة الجسم، حيث يزعم البعض أنه من الأصح تدريب الجسم على استخدامه كمصدر رئيسي للطاقة.

وأدى ذلك إلى ظهور الحميات الكيتونية المعروفة أيضا باسم “كيتو”. وأول ما برز هو نظام أتكينز الغذائي الذي طوره طبيب القلب روبرت أتكينز في الستينات.

وتحد هذه الحميات بشدة من عدد الكربوهيدرات التي يستهلكها الشخص وبدلا من ذلك يتم تناول كميات كبيرة من البروتين والدهون فيها.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى