من أجل ثمانية دولارات: تدافع مميت يرسم صورة مأساوية عن الوضع في اليمن
انتشرت الملابس الممزّقة والصنادل في أحد أزقة صنعاء لتكون شاهدة على حادثة تدافع مأساوية راح ضحيّتها عشرات من المواطنين الذين تجمهروا من أجل محاولة الحصول على مساعدة مالية بسيطة في البلد الفقير الغارق في الحرب.
وبينما يحقّق الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية بعد انقلابهم على السلطة الشرعية، في أسباب التدافع المميت الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 85 شخصًا، يسود شعور بالخوف والحزن هذه المنطقة من المدينة القديمة.
ويحتاج الحوثيون أمام المأساة أن يقدموا تفسيرات حقيقية لما حدث وعدم اللجوء إلى الهروب بتحميل آخرين مسؤولية التدافع، أو الوضع المزري الذي وصل إليه اليمنيون تحت حكمهم.
◙ حشود تتدفق للحصول على مساعدة من رجال أعمال بقيمة 5000 ريال (حوالي 8 دولارات) بمناسبة نهاية شهر رمضان
وقد اقتُلعت بوابات مدرسة معين في وسط صنعاء حيث وقعت الحادثة، وتكدّست الملابس والأحذية الممزقة فوق بعضها البعض وبينها عكاز، فيما بدت السلالم المؤدية إلى المدرسة ملطخة بالدماء.
قبل ساعات، ترددت في أنحاء المنطقة صرخات مئات من الأشخاص المذعورين الذين تجمعوا للحصول على تبرعات نقدية بقيمة ثمانية دولارات قبل عيد الفطر ليجدوا أنفسهم محاصرين غير قادرين على الحركة.
وأظهرت لقطات مصوّرة أشخاصا محاصرين يتوسّلون بأياد ممدودة على أمل أن يتم تحريرهم، بينما تسلق البعض فوق الحشد في محاولة للهرب.
وبدت في مقطع فيديو آخر نشره الحوثيون جثث على الأرض أثناء فرار الناجين. وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور لقتلى وجرحى مصطفين على طول جدار الزقاق لم يتم التحقق من صحتها.
وقد تدّفقت الحشود للحصول على مساعدة من رجال أعمال بقيمة 5000 ريال (حوالي 8 دولارات) بمناسبة نهاية شهر رمضان، في بلد يعتمد فيه ثلثا السكان (30 مليونا) على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.
من بين هؤلاء علاء سعيد (28 عاما) الذي تمكن من الخروج من الزقاق الضيق الذي يبلغ عرضه ستة أمتار فقط وأصيب بجروح طفيفة.
وقال “ناس كثر حضروا لاستلام الصدقة وأنا من ضمنهم. تدافع الناس فوق بعضهم البعض وتعرّض رأسي للضغط مقابل جدار من كثرة التدافع”.
أما نبيل أحمد (23 عاما) وهو أحد الناجين من الحادثة فقال “كانت هناك زحمة شديدة وأنا كنت من ضمن الناس الأخيرين وكنا نسمع أصوات صراخ من الأمام”.
ولم يحالف الحظ آخرين. وفي صور نشرها الحوثيون، كانت أكياس الجثث البيضاء مصطفة على أرض المستشفى. وفي مكان آخر، لفّت الجثث بأغطية خضراء.
◙ أكياس الجثث البيضاء مصطفة على أرض المستشفى ولفّت الجثث بأغطية خضراء، والناجون يروون تفاصيل المأساة