واشنطن تايمز: ذوبان الجليد بين إيران والسعودية لا يعني أن إيقاف حرب اليمن سيكون سهلاً

قالت صحيفة “واشنطن تايمز”، إن أزمة اليمن ما زالت مستعصية على الحل رغم ذوبان الجليد في العلاقات بين إيران والسعودية، موضحة أن هذا الاختراق الدبلوماسي لا يعني بأن إيقاف الحرب في اليمن سيكون سهلا.

وأضافت الصحيفة الأمريكية، إن التقارب الأخير بين السعودية وإيران جلب معه الأمل المتجدد في أن اتفاق سلام شامل ودائم قد يلوح في الأفق في اليمن، مسرح حرب أهلية استمرت قرابة عقد من الزمان وغذت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على هذا الكوكب.

لكنها عادت لتقول، إن المسؤولين الأمريكيين ومحللي السياسة الخارجية يحذرون من أن التفاؤل قد يكون سابقًا لأوانه. إذ يقولون إن الاتفاق التاريخي بين الرياض وطهران لإعادة العلاقات الدبلوماسية يمكن أن يتحول في الواقع إلى مؤشر بارز في عملية السلام باليمن، ولكن فقط إذا اتخذت الحكومتان -وخاصة الجانب الإيراني- خطوات ملموسة على المدى القصير.

وقالت “واشنطن تايمز”، إن مسؤولي إدارة بايدن يريدون على وجه التحديد، أن يروا إيران توقف شحنات الأسلحة وغيرها من المساعدات للمتمردين الحوثيين الذين يقاتلون منذ 2014 ضد القوات الحكومية اليمنية المدعومة من تحالف تقوده السعودية.

ورأت أن الاتفاق الإيراني السعودي -الذي توسطت فيه الحكومة الصينية ويعد إشارة إلى القوة الجيوسياسية المتصاعدة لبكين– لم يقدم أي التزامات ملموسة بشأن إنهاء الحرب في اليمن.

وتابعت: “يقول بعض محللي السياسة الخارجية إنه يبدو بأن أحد الإنجازات الرئيسية للصين كان إقناع الرياض بالموافقة على الصفقة دون وعود من إيران بأنها ستوقف دعمها للحوثيين على الفور”.

واستدركت الصحيفة: “لكن المسؤولين يقولون إن على إيران أن تتخذ هذه الخطوة. حيث يحتجون بأن إيران لديها فرصة لإظهار جديتها في إعادة العلاقات الدبلوماسية الطبيعية مع الرياض، ولعب دور إيجابي في إنهاء الصراع الإقليمي، بدلاً من المساعدة في إدامة الصراع”.

وقالت الصحيفة الأمريكية، إن المحللين يحذرون من ربط عملية السلام في اليمن مباشرة بجهود التطبيع السعودية الإيرانية. حيث يقولون إنه من السهل للغاية تأطير الحرب الأهلية في البلاد على أنها معركة بالوكالة بين إيران والمملكة العربية السعودية، ويؤكدون أنه لا يمكن للرياض ولا لطهران ببساطة إلغاء القتال في أي لحظة إذا فضلوا ذلك.

جيرالد فيرستاين، زميل بارز في الدبلوماسية بمعهد الشرق الأوسط وسفير الولايات المتحدة السابق في اليمن من 2010 إلى 2013 قال “القضايا الرئيسية داخلية بالنسبة لليمن ويجب أن يكون حل النزاع داخليًا في اليمن”.

وقال فيرستاين في مقابلة: “الكثير من أهمية الاتفاق [السعودي الإيراني] لا يزال غير مثبت. أعتقد أنه ليس من الواضح على الإطلاق أن ذلك يعني الكثير، وأظن أن حل النزاع لا يزال يتعين أن يأتي من خلال مفاوضات داخلية يمنية يُفترض أنها مدعومة برعاية الأمم المتحدة”.

وشدد فيرستاين على ضرورة أن يقتنع الحوثيون بأنهم لا يستطيعون كسب الصراع عسكريًا، وبالتالي فإن أفضل خيار لهم هو الدخول في مفاوضات مباشرة. لكن يمكن للحوثيين من الناحية النظرية مواصلة القتال دون دعم إيراني مباشر، مما يعني أن أي صفقات تعقدها طهران سيكون لها تأثير محدود على صنع القرار الحوثي.

وتابع: “الحوثيون قادرون تمامًا على الاستمرار في هذا الصراع بدون إيران. أعتقد أن توفير الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية، على الأقل مكونات هذه الأشياء للحوثيين، كان مهمًا بالنسبة لهم على مدى السنوات القليلة الماضية. لكن هل يمكنهم الاستمرار في القتال بدون الإيرانيين؟ نعم، يمكنهم بكل تأكيد”.

ومع ذلك، فإن استمرار الصراع على المدى الطويل سيكون بالتأكيد أكثر صعوبة بالنسبة للحوثيين دون دعم إيراني. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، أصرت المملكة العربية السعودية في البداية على إنهاء المساعدة للمتمردين الحوثيين. لكن يبدو أن مشاركة بكين ساعدت في تغيير تلك الحسابات.

وقالت ياسمين فاروق، باحثة الشرق الأوسط في كارنيغي: “تضمن موقف الرياض الأولي شروطًا مسبقة لأي محادثات مع إيران بشأن ‘ترك طهران اليمن لليمنيين’، حيث اعتبرت المملكة دعم إيران للحوثيين عقبة رئيسية أمام أي خفض للتصعيد”.

وعلى الرغم من الأسئلة العالقة، يعتقد المسؤولون والمحللون إلى حد كبير أنه لم تكن هناك لحظة واعدة أكثر من أي وقت مضى لإنهاء الصراع كما هو الحال اليوم.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى