اليمن / ظروف حرجة للطالبات في مخيمات “مأرب”
واقع التعليم بمخيم النازحين يدفع 70 في المئة من الفتيات إلى هجر المدارس كرهاً
شباك من الحديد وخرق ممزقة يطلق عليها مجازاً خياماً، وساحة مفتوحة تمتلئ بمئات الطلاب والطالبات يطلق عليها مدرسة، وآباء وطلاب يقفون في الاتجاه المقابل للساحة يرفعون لافتات عدة احتجاجاً على تردي العملية التعليمية المهددة بالانقطاع عن مدرستين من خمس مدارس داخل مخيم تقطنه آلاف الأسر النازحة. هكذا بدأت ملامح وضع العملية التعليمية في مخيم السويداء أحد المخيمات المتناثرة في شمال غربي مدينة مأرب.
في الوقفة الاحتجاجية طالب النازحون المحتجون الجهات الحكومية بسرعة إنقاذ الموقف تفادياً لانقطاع التعليم في مدرستهم بسبب ظروف غياب مستلزمات التعليم الأساسية، وأهمها المدرسون.
ورفع النازحون في الوقفة بينهم فتيات وطلاب المدرسة لافتات عدة أبرزها مطالبة بفصول إضافية تقلل من الازدحام الحاصل في الفصول وتوقيع عقود مع المدرسين الذين يعملون بلا عقود منذ بداية العام الدراسي وتوفير الكتاب المدرسي.
السبورة ليست مطلباً كبيراً
في الوقفة الاحتجاجية قال مدير المدرسة عبده شايف، “نواجه ازدحاماً في المدرسة وكثافة طلابية كبيرة. الفصول ليست كافية للطلاب والطالبات، ولذلك نطالب السلطة المحلية بإيجاد عقود للمعلمين، لأن المدرسين يدرسون من بداية العام من دون عقود، فبعض الفصول أو أغلبها يزيد على 100 طالب وطالبة، وبهذا لا يسعهم الفصل، كما أن كثيراً من الفصول لا يوجد بها سبورات، فلا يجد المدرس سبورة يكتب عليها للطالب، مضيفاً بكل أسى، “نطالب بالضرورات التعليمية لا أكثر مثل السبورات والكتب المدرسية وترميم المدرسة، فهي متهالكة بسبب الرياح وعوامل المناخ”.
الهرب من التعليم
يقول فضل مغلس، وهو مدرس، إن “أسباب انتشار التسرب من المدارس عدة أسباب أهمها العامل المادي والمدارس داخل المخيم قليلة عليها ازدحام شديد”.
وأضاف “من بين الأسباب كذلك عدم وجود الكادر الكافي من المدرسين فنحن اليوم قاربنا من نصف العام الدراسي وبعض المواد الدراسية لم نجد لها معلماً حتى اللحظة”.
وعن وضع التعليم في المخيم يقول “التعليم ضعيف نسبياً بالمدارس داخل المحافظة”.
تسرب الفتيات
وعن تسرب الفتيات يقول فضل مغلس، إن “السبب هو اختلاط الطلاب بالفتيات في المدارس، فبعض الآباء محافظون لا يرغبون في فصول مختلطة بعد سن البلوغ، والبعض الآخر لا يستطيع إحضار بناته لمشقة الطريق والظروف الأخرى، ونتج عن ذلك انقطاع 70 في المئة من فتيات المخيم وحرمانهن من التعليم، ولهذا السبب نطالب بوجود فصول خاصة بالفتيات وفصول خاصة بالبنين”، وهو مطلب قد يبدو غريباً في بيئات أخرى، لكنه وجيه جداً في المجتمع اليمني المحافظ الذي يتزوج فيه الشبان في سن مبكرة.
طلاب وطالبات يمنيين رفعوا لافتات احتجاجية على تردي العملية التعليمية في البلاد