بين الطلاب والمعلمين حذر واجب

بقلم /مارلين سلوم

قبل أن تَخلق التكنولوجيا ساحات جديدة للاتصال والتواصل المباشر والسريع بين البشر، لم يكن للطالب ولولي أمره أي علاقة بالمدرسين خارج حدود المؤسسة التعليمية، سواء كانت مدرسة أو جامعة أو معهداً.. وكنا نعتبر الطالب محظوظاً إذا اكتشفنا أن المعلّم (أو المعلمة) جاره أو يسكن في نفس الحي أو الشارع، وكانت كل العيون تراقب الطرفين لمعرفة ما إذا كان هناك أي تمييز وواسطة في معاملة هذا الأستاذ لذاك التلميذ.
اليوم، في زمن التواصل الاجتماعي والعالم الواسع المفتوح، وسهولة الاتصال المباشر بين كل الناس، لم يعد صعباً الوصول إلى أي مدرّس والتواصل معه بعيداً عن المدرسة أو الجامعة، إلا إذا وضع المعلّم أو الأستاذ الجامعي ضوابط صارمة لعلاقته بطلابه وأولياء الأمور، واتخذ التدابير اللازمة لكي يبقى بعيداً عن كل وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يقتصر الأمر على عدم تداول رقم هاتفه الخاص ولا ال «واتساب» الخاص به، بل يشمل أيضاً صفحاته الشخصية على الوسائل الأخرى مثل «فيسبوك» و«إنستغرام» و«إكس».. والتي صار من السهل الوصول إليها بعملية بحث بسيطة من خلال الاسم أو الصورة.
تلك الاحتياطات ضرورية، بل واجبة، كي لا تختلط الأمور، ويتجاوز أي طالب أو ولي أمر حدوده، معتبراً أن العلاقة التي تربطه بالمعلّم خارج جدران المبنى التعليمي تمنحه مساحة أكبر للتعامل بأريحية مع أستاذه، ويتمادى البعض في الضغط على المعلّم لمنحه فرصة مؤكدة لضمان النجاح، خصوصاً أن قلة من الناس تعرف كيف تلتزم بحدود الأخلاق، ولا تسمح لنفسها بالتجاوز والتطاول واستغلال مساحة خصوصية الآخرين، لاسيما المدرسين على صفحات التواصل الاجتماعي.

بداية من العام الدراسي المقبل 2025- 2026، ستكون المدارس ملزمة باتباع السياسة الرقمية الجديدة التي حددتها دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، بهدف توفير الأمان الرقمي في عمليتي التعليم والتعلم والاستخدام الآمن للتكنولوجيا الرقمية، خطوة مهمة وضرورية دفعت ببعض المدارس إلى مطالبة المعلمين فيها بحذف أي طالب أو ولي أمر من حساباتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، و«حظر قبول دعوات التواصل أو المتابعة، وحظر التواصل معهم عبر برامج المراسلة، وعدم التعريف بأنفسهم على حسابات التواصل الاجتماعي كمنتسبين للمدرسة، إضافة إلى حظر استخدام عناوين البريد الإلكتروني الشخصية للتواصل مع الطلبة أو أولياء الأمور»..

هذه الالتزامات تضمن التعامل الآمن بين الطلاب والمعلمين، وتوفر علاقة تعليمية تربوية سليمة داخل المؤسسة التعليمية وخارجها، كما تبعد المدرسين عن دائرة التنمر أو الحرج من أي ولي أمر.

متابعات

إقرأ ايضا

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى