يُعد سرطان الأطفال تشخيصًا مؤلمًا لا يرغب أي والد في سماعه، ورغم أن معظم أنواع السرطان لدى الأطفال لا تنتقل وراثيًّا بشكل مباشر، فإن الأبحاث الحديثة سلّطت الضوء على دور العوامل الوراثية في تطور السرطان لدى المرضى الصغار.
في مقابلة مع إتش تي لايف ستايل، أجاب الدكتور انتظار مهدي، المدير ورئيس قسم الأورام لدى الأطفال وزراعة نخاع العظام في مركز إتش سي جي للسرطان في بنغالورو: “أن سرطانات الأطفال، رغم ندرتها، يمكن أن تكون مدمرة بالقدر ذاته”.
وأضاف: “تشمل الأنواع الشائعة من سرطان الأطفال سرطان الدم، والليمفوما، وأورام الدماغ، وورم الخلايا البدائية العصبية، وورم ويلمز، وأورام العظام. وعلى عكس سرطانات البالغين، التي غالبًا ما ترتبط بعوامل بيئية أو خيارات نمط حياة، فإن سرطانات الأطفال تميل إلى أن يكون لها أسباب مختلفة، وقد تشمل أحيانًا عوامل وراثية”.
الرابط الجيني لسرطان الأطفال
تلعب الوراثة دورًا مهمًّا في تطور السرطان. وكشف الدكتور انتظار مهدي: “عند الأطفال، يمكن لبعض الطفرات الجينية أو الحالات الوراثية أن تزيد خطر الإصابة بالسرطان. في معظم الحالات، لا تنتقل هذه السرطانات مباشرةً من الوالدين إلى الأبناء، بل تنشأ من طفرات جينية تلقائية. ومع ذلك، يرث بعض الأطفال طفرات جينية تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأنواع معينة من السرطان”.
دور الاختبارات الجينية
يمكن أن تلعب الاختبارات الجينية دورًا حاسمًا في تحديد الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان، وأكّد الدكتور انتظار مهدي قائلًا: “من خلال فحص الدم، يمكن للأطباء الكشف عن الطفرات الجينية الموروثة، وتوفير فهم أعمق لخطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
وأضاف “إذا كان لدى الطفل تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان أو ظهرت عليه أعراض متلازمة وراثية، فقد يُساعد الفحص الجيني على اتخاذ القرارات الطبية المناسبة”.
أحدث علم الجينوم ثورةً في فهم سرطان الأطفال من خلال دراسة التركيب الجيني للطفل والورم. وأفاد الدكتور انتظار مهدي: “يساعد تحديد ملف الورم على توفير تشخيص دقيق وتصميم علاجات مخصصة لاستهداف طفرات جينية محددة؛ ما يُحسّن فاعلية العلاج ويُقلل التدخلات غير الضرورية.
كما يُساعد الفحص الجيني على الكشف المبكر عن طريق تحديد الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان؛ ما يُتيح مراقبةً أدقّ وتدخلاتٍ مبكرةً لتحقيق نتائج أفضل.
ومن المهم للوالدين أن يدركوا أن غالبية سرطانات الأطفال لا تنتقل وراثيًّا بشكل مباشر. ومع ذلك، فإن بعض الحالات الوراثية تزيد خطر إصابة الطفل، ويمكن أن يساعد الكشف المبكر من خلال الفحص الجيني على تحديد المخاطر المحتملة.
متابعات