يعد السفر مع الأطفال تجربة قد تبدو فوضوية ومجهدة في بعض الأحيان، ما يدفع البعض لتأجيلها إلى أن يكبروا. لكن خبراء التربية يؤكدون أن فوائد السفر مع العائلة تفوق بكثير التحديات، حيث يعزز السفر قدرات الأطفال، ويساهم في تشكيل شخصياتهم بطرق قد يغفل عنها الكثيرون.
وتوضح “جيا جامبارو بلونت”، خبيرة تعليم الوالدين وتطوير الطفل، أن السفر يمنح العائلات فرصة للتعلم معًا. فهو يتيح للأطفال رؤية آبائهم يتعلمون ويتكيفون مع مواقف جديدة، مما يخلق بيئة تعلم مشتركة. كما يشجع السفر على التخلي عن الروتين اليومي، مثل مواعيد الطعام والنوم، ويعلم الأطفال التكيف مع التغيرات.
من جانب آخر، تقول “ميشيل فيلدر”، الاختصاصية الاجتماعية ومدربة الأبوة: “إن السفر يساعد الأطفال على توسيع آفاقهم واكتساب رؤى جديدة من خلال التعرف على ثقافات وتقاليد جديدة، مما يعزز لديهم قيم التعاطف، وتقبل التنوع”.
وتضيف أن التفاعل مع الناس في بيئات مختلفة يجعل الأطفال يدركون التشابهات الأساسية بين البشر، بغض النظر عن اختلاف الثقافات.
السفر أيضًا يعزز الفضول لدى الأطفال. فالتجارب الجديدة مثل ملامسة المحيط لأول مرة أو استخدام وسائل نقل غير مألوفة، تثير لديهم الكثير من الأسئلة حول كيفية سير العالم من حولهم.
وهذا الفضول يمكن أن يكون بوابة لتعلم أشياء جديدة من خلال التجارب الواقعية.
وترى “فيلدر” أن السفر يلهم الأطفال لترك بصمة إيجابية في العالم.
فالتعرض لتحديات جديدة يجعلهم يرغبون في المساهمة بحلول، سواء كان ذلك من خلال حماية البيئة أو المساعدة في حل الأزمات الاجتماعية.
ويتفق الخبراء على أن السفر يعزز من مهارات التنظيم لدى الأطفال، ويزيد من ثقتهم بأنفسهم. وتعلمهم هذه التجارب كيفية التعامل مع المواقف الجديدة، مثل قراءة الخرائط أو التحدث مع السكان المحليين، مما يمنحهم شعورًا بالفخر والقدرة على التكيف مع التحديات، وهو ما يستمر معهم بعد العودة إلى المنزل.
متابعات