واشنطن بوست : كييف تستخدم حسناوات وعارضات أزياء لتجنيد الشباب

في كييف، وفي جلسة تصوير غير اعتيادية، يركز أحد الجنود المدفعيين ببندقيته في مشهد لا يعكس ساحة معركة، بل حملة إعلانية مبتكرة للواء الهجومي الثالث الأوكراني.

هدف الجندي؟ ليس العدو، بل غسالة كهربائية، فيما تقوم عارضة أزياء بملابس جريئة بالاسترخاء على سقف سيارته العسكرية.

الكاميرات تلتقط المشهد، وجنود الوحدة يسعون إلى اجتذاب المجندين بأسلوب غير تقليدي يمزج بين الدعاية الجريئة وجماليات الحرب العالمية الثانية.

كل هذا هو رصد لإحدى الدعايات التي يستخدمها الجيش الأوكراني لاستقطاب الشباب للمشاركة في الحرب عن طريق “الإغراء” بحسب ما أورده تقرير لصحيفة “واشنطن بوست”.

الحاجة الملحة للمجندين

مع اقتراب الحرب مع  روسيا من دخول عامها الثالث، تتزايد الحاجة إلى الجنود في أوكرانيا. تواجه الوحدات العسكرية نقصًا في المجندين، مما دفع بعض الألوية إلى اعتماد حملات تجنيد مبتكرة.

dbe273b6-b35c-4e8c-be78-421ee944bf8d

اللواء الهجومي الثالث، الذي اشتهر بمعاركه العنيفة في باخموت وخاركوف، يتصدر هذه الحملات بأساليب إعلانية غير تقليدية، تهدف إلى إقناع المواطنين بالتطوع للانضمام إلى صفوفه، عبر الاستعانة بحسناوات وعارضات أزياء أوكرانيات.

الحملة الجديدة للواء الهجومي الثالث أثارت جدلاً واسعًا، حيث اعتمدت على عارضات يرتدين ملابس جريئة مع رسائل تجنيد محفزة.

وفقًا لقائدة الفريق الإعلامي للواء، كريستينا بوندارينكو، الهدف من هذه الحملة هو “بيع فكرة أن الانضمام إلى الجيش أمر رائع”.

ورغم الجدل المثار، يأمل اللواء أن تجذب هذه الحملات انتباه الشباب الأوكراني وتثير رغبتهم في الانضمام إلى الجيش.

تسويق الحرب.. منافسة بين الألوية الأوكرانية

تتنافس الألوية العسكرية الأوكرانية في تقديم حملات تجنيد مبتكرة، بدءًا من الإعلانات التي تصور الجنود بملابس عسكرية تقليدية وصولاً إلى الصور التي تبرز الجانب الإنساني للحرب.

241e6ca7-d178-499c-8462-c29678d11b9c

اللواء الآلي الثالث والتسعون، على سبيل المثال، يظهر صورًا لمدنيين يقودون دبابات أو يعدون الطعام على الجبهات، في حين يركز اللواء الثالث عشر على مهام غير قتالية، مسوقًا لفكرة أن “العقل هو السلاح”.

ورغم أن فعالية هذه الحملات غير معروفة بدقة، حيث لا تعلن القوات المسلحة عن أعداد المتطوعين، إلا أن التقارير تشير إلى أن جهود اللواء الهجومي الثالث قد أثمرت بشكل ملحوظ.

الحملة التي أطلقت في مارس 2023 قد ولّدت ما بين 150 إلى 200 طلب تطوع يوميًا، ورغم أن واحدًا من كل 10 فقط يتم قبوله، إلا أن المسؤولين يعتبرون ذلك نجاحًا في ظل الظروف الصعبة.

تأثير الحملة

حملة اللواء الهجومي الثالث لم تقتصر على وسائل الإعلام التقليدية، بل توسعت إلى منصات التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب وإنستغرام، حيث يمتلك اللواء أكثر من مليون مشترك ويحقق إيرادات تزيد عن 15,000 دولار شهريًا من قناته على يوتيوب.

c79be243-a432-4e95-898b-38ccc7c40e28

وقد توسع اللواء أيضًا في تقديم منتجات ذات طابع حربي، مثل القمصان والشعارات التي تعكس ثقافة الحرب في أوكرانيا.

ومع بدء ظهور الإعلانات في أكتوبر 2023، تباينت ردود الفعل.

بعض المواطنين وصفوا الحملة بأنها “محرجة”، بينما أشاد آخرون بروح الابتكار التي تعكسها.

وبينما تجذب الحملة الأنظار وتثير الجدل، يظل الهدف الرئيس هو تعزيز الروح الوطنية واستقطاب المزيد من المجندين للدفاع عن البلاد.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى