كارفخال أحدثهم.. سر سقوط النجوم في براثن “الرباط الصليبي”

أعلن ريال مدريد رسميًّا تعرض نجمه داني كارفخال للإصابة بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي، وتمزق في الرباط الجانبي الخارجي، وتمزق في الوتر بساقه اليمنى.

جاء هذا في بيان رسمي أصدره النادي الملكي، اليوم الأحد، لتكون تلك هي الإصابة التاسعة الكبيرة في الدوري الإسباني هذا الموسم، التي تُبعد لاعب مدة أطول من ثلاثة أشهر.

سبق كارفخال، مارك بيرنال، نجم وسط ملعب برشلونة الشاب، وحارسهم مارك أندريه تير شتيغن وهماري تراوري ومختار دياخابي، وذلك فيما يتعلق بإصابات الركبة والرباط الصليبي فقط، التي لن تعيد هؤلاء النجوم قبل نهاية الموسم الجاري، وبعضهم سيمتد غيابه حتى أغسطس المقبل.

وأصيب ويليام كارفاليو، نجم ريال بيتيس، وأندرياس كريستنسن، مدافع برشلونة، بإصابات أخرى في وتر العرقوب وغيرهم العشرات من النجوم الذين تعرضوا لإصابات عضلية مختلفة.

بشكل عام وصل عدد المصابين في الدوري الإسباني وحده من دون التطرق لبقية الدوريات الكبرى أو باقي الأندية في أوروبا حاليًّا إلى 41 لاعبًا، وهو رقم ضخم للغاية، قادر على تشكيل فريق كامل بالإضافة إلى عدة معارين غير مسجلين في صفوفه.

خمس أضعاف الدقائق

كل تلك الإصابات التي يعانيها نجوم كرة القدم حول العالم تصاعدت بوتيرة كبيرة في المدة الأخيرة، والسبب خلف بجوار التهور وسوء تقدير التدخلات، هو زيادة عدد الدقائق بشكل كبير.

كشفت دراسة تحدثت عنها هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” في مايو الماضي أن اللاعبين قبل عمر الـ21 عامًا أصبحوا يلعبون ما يصل إلى ثلاثة إلى خمسة أضعاف عدد الدقائق التي كان يلعبها أمثالهم في العمر نفسه قبل ربع قرن.

أحد أبرز الأمثلة على ذلك كان الإنجليزي جود بيلينغهام، نجم وسط ريال مدريد، الذي أكدت الدراسة أنه حتى مايو الماضي فقط لعب 18,486 دقيقة، بالمقارنة بـ 3,929 دقيقة لديفيد بيكهام عندما كان في عمره نفسه، و6,987 لفرانك لامبارد في الظروف نفسها.

وكشف الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين عن نتائج استبيان تحدث فيه للاعبو كرة القدم، إذ أكد 50% منهم أنهم خاضوا مباريات في الموسم المنصرم، على حين كانوا يعانون إصابات وتحاملوا عليها.

طول مدة اللعب يزيد فرص الإصابات

تتعلق إصابات اللاعبين مباشرة بزيادة عدد المباريات والدقائق التي يخوضها كل لاعب في الموسم، إذ يعاني النجوم إرهاقًا واضحًا وسوء معاملة فيما يتعلق بطريقة توزيع الدقائق التي عليهم أن يلعبوها.

تزداد فرصة تعرض اللاعب للإصابة كلما بقى في الملعب مدة أطول، فمثلًا فرص تعرض اللاعب لتدخل خشن أو خطر أو تصرفه بشكل غير سليم مثل كارفخال يترتب عليه إصابته تزداد مع زيادة عدد الدقائق.

مثال رائع على ذلك يمكن ضربه بمارك بيرنال، لاعب برشلونة الشاب، الذي كان يجب أن يُدخَل في تشكيلة الفريق تدريجيًّا مثلما حدث مع لامين يامال، وألا يحصل على كل تلك الدقائق دفعة واحدة.

اعتمد هانزي فليك، مدرب البارسا، على بيرنال أساسيًّا من بداية الموسم، وفي مواجهة رايو فاييكانو، على حين كان برشلونة متقدمًا بهدفين مقابل هدف أعلن الحكم عن عشر دقائق وقت محتسب بدل من الضائع.

لو احتسب الحكم سبع دقائق فقط لما كان بيرنال قد أصيب، فقد جاءت إصابته في الدقيقة الثامنة من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع.

هذا إلى جوار التأثير الضار لكثرة التحميل على عضلات الجسد مدة طويلة من دون راحة كافية، في ظل وجود 3 أيام فقط راحة بين المباريات، أحيانًا تنخفض تلك المدة بسبب توقيتات خوض اللقاءات ما بين الظهيرة والعشاء.

حلول مطروحة

ظهرت خلال المدة الماضية عدة حلول من أجل تقليل عدد الدقائق التي يلعبها كل فريق، فمثلًا خرج الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”، ميشيل بلاتيني، وطالب بلعب كرة القدم بـ10 لاعبين فقط بدلًا من 11، وفي ذلك كثير من الراحة، فكل جولة في كل دوري ستشهد راحة لـ40 لاعبًا إضافيًّا على الأقل، وبشكل عام ومع التدوير سيصبح عدد المباريات التي يخوضها كل لاعب أقل بثلاث أو أربع مواجهات في بطولات الدوري فقط، من دون حساب البطولات القارية والمباريات الدولية.

حل آخر طُرِح هو أن تُخفَّض رواتب اللاعبين بعض الشيء مقابل تخفيض عدد الدقائق والمباريات، وبالتبعية تخفيض أرقام الرعاية والبث التلفزيوني الكبيرة التي تُقدَّم، وفي ذلك الحل بعض المنطق الذي يوازن بين عدد الدقائق والأموال المنفقة.

الحل الأخير هو السماح بتوسيع قوائم أندية كرة القدم، وتركهم يشاركون في البطولات التي يريدونها، وترك تلك التي لا يرونها مناسبة لهم، أو السماح للأندية بإنشاء فرق كرة قدم رديفة تلعب تلك البطولات الأقل أهمية.

في نهاية المطاف الحلول كثيرة لمن يريد إيجاد حل، وفي ظل الوضع الحالي الذي يسير نحو مستويات أصعب مع قدوم بطولة كأس العالم للأندية في شكلها الجديد ومع زيادة مباريات دوري أبطال أوروبا وخلق بطولات تستوعب أندية لم يسبق لها اللعب قاريًّا مثل دوري المؤتمر الأوروبي، لا يمكن أن تستمر الوتيرة الخاصة بزيادة الدقائق في الصعود بهذا الشكل إلا وسيستيقظ عشاق كرة القدم على كارثة في أحد الأيام.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى