هاجم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، شركات النفط والغاز «الجشعة» وداعميها الماليين وحث الحكومات حول العالم على «فرض ضريبة على هذه الأرباح الباهظة» لدعم الفقراء.
وقال للصحفيين مساء الأربعاء في نيويورك «من غير الأخلاقي أن تحقق شركات النفط والغاز أرباحاً قياسية من أزمة الطاقة هذه على حساب معاناة الناس والمجتمعات الأكثر فقراً، وبتكلفة فادحة للمناخ.»
وجنت أكبر شركتين أمريكيتين للنفط، «إكسون موبيل» و»شيفرون»، و»شل» التي مقرها المملكة المتحدة و»توتال إنرجيز» الفرنسية مجتمعة أرباحا بلغت حوالي 51 مليار دولار في الربع الثاني من هذا العام، أو نحو ضعفي ما حققته في الفترة نفسها العام الماضي.
وقال غوتيريش «أحث كل الحكومات على فرض ضريبة على هذه الأرباح الباهظة، واستخدام الأموال لدعم الناس الأكثر فقراً خلال هذه الأوقات الصعبة.»
وتابع «كما أحض الناس في كل مكان على بعث رسالة واضحة إلى قطاع صناعة الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز) ومموليه بأن هذا الجشع البشع يعاقب الاشخاص الأكثر فقراً وضعفاً، بينما يدمر وطننا المشترك الوحيد كوكب الأرض».
ولفت غوتيريش إلى أن الارباح الإجمالية لشركات الطاقة الكبرى في الربع الأول من العام بلغت قرابة 100 مليار دولار.
وحذر الأمين العام من أنه بين الآن وحتى نهاية العام سيعاني 345 مليون شخص «انعدام الأمن الغذائي الحاد» أو سيكونون عرضة لـ»خطر انعدام الأمن الغذائي» في 82 دولة، بزيادة 47 مليون شخص بسبب تأثير الأزمة الأوكرانية. وأشار إلى أن «العديد من الدول النامية غارقة في الديون.
وأقرت بريطانيا الشهر الماضي ضريبة على فائض أرباح منتجي النفط والغاز في بحر الشمال. ويناقش المشرعون الأمريكيون فكرة مماثلة، رغم أنها تواجه خلافات منذ وقت طويل في الكونغرس.
وقال غوتيريش أن حرب روسيا في أوكرانيا وانهيار المناخ يذكيان أزمة عالمية في الغذاء والطاقة والتمويل.
وأضاف «دول نامية كثيرة- تغرق في الديون وليس أمامها سبيل للحصول على تمويل وتجد صعوبة في التعافي من جائحة كوفيد-19، قد تذهب إلى حافة الهاوية… نحن نرى بالفعل إشارت تحذير من موجة اضطرابات اقتصادية واجتماعية وسياسية لن يسلم منها أي بلد.»
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده غوتيريش مع ريبيكا جرينسبان، الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد»، بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، لمناسبة صدور تقرير «الاستجابة للأزمات العالمية: الغذاء والطاقة والتمويل».
ويتناول التقرير تداعيات الحرب في أوكرانيا على قطاعات الغذاء والوقود والتمويل. وقال غوتيريش «ما تزال الحرب في أوكرانيا ذات تأثير مدمر على شعب ذلك البلد.. هذه حرب لا معنى لها، وعلينا جميعا أن نفعل كل ما في وسعنا من أجل إنهائها عن طريق حل تفاوضي يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة». وأضاف أن «أسعار النقل والطاقة التي يغذيها التغير المناخي والحرب، تهدد بحدوث أزمة مجاعة لأشد الأسر فقراً.. العديد من البلدان النامية غرقت في الديون، وتكافح للتعافي من جائحة كورونا». وسلط الأمين العام الضوء على أربع توصيات واردة بتقرير الاستجابة للأزمات العالمية. كما دعا إلى «تسريع الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، والتي في معظم الحالات هي أرخص من الوقود الأحفوري، وتأمين التمويل الخاص والمتعدد الأطراف للانتقال إلى الطاقة الخضراء وتوسيع نطاقها.
على صعيد آخر ولكن في السياق نفسه أعرب وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر عن اعتقاده بأن الضرر الناجم عن فرض ضريبة خاصة على الأرباح الإضافية لشركات الطاقة سيكون أكبر من المنفعة.
وكتب رئيس الحزب الديمقراطي الحر القريب من قطاع الأعمال على تويتر أمس الخميس أن الشركات في ألمانيا تدفع بالفعل ضرائب عالية.
ورأى النائب الثاني للمستشار أولاف شولتس أن طلب المزيد من قطاع بعينه الآن «يبدو لي تعسفيا ويدمر الثقة في نظامنا الضريبي».
كما أعرب ليندنر عن اعتقاده بأن فرض ضريبة على الأرباح الزائدة يمكن أن يضر بألمانيا كمركز للابتكارات « لأن الأرباح العالية غالبا ما يتم تحقيقها من قبل الرواد الذين استثمروا بقدر كبير من المخاطرة على مدار سنوات».
وأضاف « سيكون من المؤسف إذا أقدموا في المستقبل على أخذ قرار ضد ألمانيا بدافع الخوف من التعرض للمعاقبة على أدائهم».
وقال أيضاً أن الأرباح العالية في قطاع مثل طاقة الرياح يعد حافزا على مستوى اقتصاد السوق لزيادة الاستثمار في هذا المجال بالتحديد « ومن خلال ذلك سينخفض السعر والربح أيضا في وقت ما ولن يتطلب هذا ضريبة خاصة».
متابعات