يعد البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم النصر السعودي، أسطورة حية بسبب أرقامه القياسية وأهدافه وما يقدمه في الملاعب حتى الآن، إذ وصل أخيرًا إلى هدفه الـ902، ويسعى لبلوغ الألف هدف، وهو رقم مذهل بكل تأكيد.
ولكن وراء هذه المسيرة قصة كفاح صعبة من عائلة كانت تعاني الفقر ووالدة كان تريد إجهاضه.
النشأة
والد رونالدو توفي عندما كان في العشرين من عمره، وعبّر اللاعب في حوار سابق عن ندمه؛ لأنهما لم يحظيا قط بحديث حقيقي، وأوضح أن والده لم يعش ليراه وهو يصل إلى الشهرة الحالية، وقال كريستيانو وهو يمسح دموعه: “والدي، لم يرَ شيئًا، مات صغيرًا،ولكن هذا هو الحال”.
ونشأ رونالدو في ماديرا، بالبرتغال، وهي جزيرة في شمال المحيط الأطلسي، إذ تمتلئ المتاجر الآن بقمصان كرة القدم الخاصة برونالدو، والقبعات، والأكواب، وحقائب الظهر، وهناك تمثال برونزي لرونالدو يستقبل الزوار في المطار الذي يحمل اسمه بالتأكيد: مطار كريستيانو رونالدو الدولي، بالإضافة إلى متحف CR7 الذي يعرض جوائزه، ويبيع الأحذية الذهبية المصغرة.
طفولة مضطربة
كريستيانو كان صبيًّا رائعًا، ولكنه مضطرب، وهو الأصغر بين أربعة أطفال، والدته عملت طاهية ومدبرة منزل، وكان الفقر المدقع الذي تعاني منه العائلة هو ما دفع والدته دولوريس أفيرو إلى التفكير في إنهاء حملها، كما كشفت في كتابها “أم شجاعة”، وقال لها “الدون” عندما علم بالأمر: “انظري أمي، أردتِ أن تجهضي حملي، والآن أنا من يتحكم في الأموال في المنزل”، كما تذكرت دولوريس لاحقًا.
واجه رونالدو صعوبة في السيطرة على غضبه، وطُرد من المدرسة بسبب رميه كرسيًّا على أحد المعلمين، وكان يفترض أنه سيصبح صيادًا في القرية ولم يكن مهتمًّا بالدراسة، ولكن كريستيانو كان مهووسًا بكرة القدم، لذلك ترك المدرسة في سن الرابعة عشرة ليتفرغ لممارستها.
عشق كرة القدم
وأشار تقرير لموقع “spyscape”، إلى أن “والد رونالدو خدم في الجيش البرتغالي، ثم عاد إلى وطنه ليواجه البطالة وأوقاتًا صعبة، على الرغم من أنه وجد لاحقًا عملًا بوصفه مسؤولًا عن المعدات في نادي كرة القدم المحلي، إذ لعب كريستيانو لفريق CF Andorinha، ثم انضم كريستيانو إلى نادي ديبورتيفو ناسيونال في ماديرا، ثم إلى سبورتينغ لشبونة قبل أن يشارك لأول مرة مع الفريق الأول لسبورتينغ في عام 2002”.
ويتذكر أحد مدربيه ويدعى فيرناو سوزا طفولة “الدون”، قائلًا: “كل ما كان يريده عندما كان طفلًا هو لعب كرة القدم، كان يحب اللعبة كثيرًا لدرجة أنه كان يتخطى وجبات الطعام أو يهرب من نافذة غرفته مع الكرة عندما كان من المفترض أن يقوم بواجباته المدرسية”.
الانتقال ليونايتد
وبحلول الثامنة عشر من عمره، كان قد وقع عقدًا مع مانشستر يونايتد، وفاز بكأس الاتحاد الإنجليزي في موسمه الأول، ثم فاز بثلاثة ألقاب متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، ودوري أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية.
وفي سن الثالثة والعشرين، فاز “الدون” بأول كرة ذهبية له، وفي ذلك الوقت، كان مشاركًا في أغلى انتقال في تاريخ كرة القدم عندما وقع مع ريال مدريد في عام 2009، صفقة انتقاله بلغت قيمته 94 مليون يورو (107 مليون دولار)، وفي النهاية، عاد كريستيانو إلى مانشستر يونايتد بعد مدة وجوده في ريال مدريد ووقته الناجح مع يوفنتوس الإيطالي.
أهمية العائلة لرونالدو
ارتبط كريستيانو رونالدو بصديقته جورجينا رودريغيز منذ عام 2017، ويتشاركان المسؤولية عن أطفالهما.
وقال كريستيانو في فيلمه الوثائقي “رونالدو” عام (2015): “إذا لم يكن لديك عائلة، ستكون الحياة صعبة للغاية”.
على حين أن العائلة وكرة القدم كانا خلاص كريستيانو، إلا أنه واجه صعوبات طوال مسيرته، إذ يمكن أن يكون مزاجيًّا داخل الملعب وخارجه، خاصة إذا لم يسجل الأهداف، وأن حياته الشخصية كانت مصدرًا للدراما والصدمات، فقد اتهمته العارضة الأمريكية والمعلمة كاثرين مايورغا باغتصابها في غرفة فندق في لاس فيغاس عام 2009، وأُعيد فتح التحقيق من قبل الشرطة في عام 2018، وهو العام الذي وصفه كريستيانو بأنه ربما كان أسوأ عام في حياته.
إلا أن مكتب المدعي العام رفض الملاحقة القضائية، حسب ما ذكرت وكالة أسوشيتد برس، وقد أنكر “الدون” مرارًا وتكرارًا هذه الاتهامات.
الجانب الخيري لرونالدو
ويبدو أن كثيرين لا يعرفون عن الدور الخيري الذي يفعله النجم البرتغالي، فعندما لا يكون في التدريبات أو مع عائلته، جعل كريستيانو النشاطات الخيرية محور تركيزه الأساسي، فهو سفير لثلاث جمعيات خيرية كبرى: “أنقذوا الأطفال”، و”اليونيسف”، و”رؤية العالم”.
وباع رونالدو جائزة الكرة الذهبية لعام 2013، وجمع ما يزيد على 800,000 دولار لصالح مؤسسة “تحقيق أمنية” التي تساعد الأطفال الذين يعانون من أمراض حرجة، وباع جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي لعام 2011 التي حصل عليها بعد تسجيله 40 هدفًا تحت قيادة جوزيه مورينيو.
فيما بعد، تبرع كريستيانو ووكيله خورخي مينديز بمبلغ 1.35 مليون دولار لدعم القضايا في البرتغال خلال جائحة كورونا، وطلب من منتخب البرتغال التبرع بنسبة 50% من مكافآت التأهل لبطولة يورو 2020 لمساعدة مرضى كوفيد-19.
ما زال يتألق في الملاعب
واختتم التقرير: “لا يزال رونالدو مطلوبًا على أرض الملعب، حتى وصل إلى 39 عامًا، إذ انتقل إلى النصر السعودي في عام 2023، ليتحول انتباه عشاق الرياضة إلى دوري روشن، وارتفع عدد متابعي حساب النادي السعودي على منصات التواصل الاجتماعي ارتفاعًا كبيرًا لمتابعة أخبار النجم البرتغالي”.