لم تكن العبارة الشهيرة “كرة القدم صنعها الفقراء واستولى عليها الأثرياء” مجرد شعار أطلقه بعض الخبراء والمؤرخين في كرة القدم، لكنها كانت تلخص بالفعل منبع اللعبة الشعبية الأولى التي كانت ملجأ الطبقات الفقيرة في القرون الوسطى، وعندما بدأت تظهر إلى الوجود لأول مرة.
وينحدر أغلب نجوم كرة القدم، خصوصا في أمريكا الجنوبية وإفريقيا من أوساط اجتماعية فقيرة ومعدمة، حتى إن الكثير من الخبراء والملاحظين لا يترددون في إبداء ذهولهم عندما يشاهدون برازيليًا ثريًا يمارس كرة القدم.
وباستثناء قلة قليلة من النجوم، يتقدمهم صانع ألعاب ميلان وريال مدريد السابق كاكا، لا يمكنك أن تؤمن بأن لاعبًا برازيليًا يمكنه أن يصل إلى أعلى درجات المجد في عالم الساحرة المستديرة.
ونشر موقع “أول فوتبول” (All Football) قائمة من أشهر نجوم كرة القدم في العالم، ممن داعبوا الساحرة المستديرة لأول مرة داخل أحياء فقيرة في البرازيل أو الأرجنتين أو أوروغواي، البلدان الثلاثة من أمريكا الجنوبية المتوجة بكأس العالم.
وبعد حياة الفقر والطفولة المعدمة والبائسة، أصبح هؤلاء من الأثرياء الكبار في العالم، بل نجح عدد منهم في شراء أندية أوروبية وامتلاكها وتسييرها.
وفي ما يلي أشهر 10 نجوم في تاريخ كرة القدم في العالم وأوروبا ممن حولتهم كرة القدم من براثن الفقر إلى أعالي الثراء والحياة الفارهة:
ليونيل ميسي (الأرجنتين)
ولد ليونيل ميسي في مدينة روزاريو في الأرجنتين عام 1987، وينحدر من أحد أكثر الأحياء ارتفاعًا في مستوى الفقر والجريمة، كما كانت الأرجنتين في تلك الحقبة تعيش أزمة اقتصادية حادة.
ظهرت موهبة ميسي في عام 1995 عندما كان معدل البطالة في روزاريو 20 في المئة وفرص النجاح محدودة للغاية، ومع ذلك، وصل ميسي الذي كان والده مجرد عامل بسيط في مصنع للحديد، ووالدته عاملة نظافة بدوام جزئي، إلى أعلى درجات المجد والشهرة والثراء، بعدما بات عند انتقاله إلى برشلونة أو فيما بعد لباريس سان جيرمان أو إنتر ميامي الأمريكي أثرى لاعبي كرة القدم على مر التاريخ.
وكان الفتى الأرجنتيني في سن الحادية عشرة أصيب بمرض غدة هرمون النمو، وكان يحتاج إلى 600 جنيه إسترليني على الأقل شهريًا للعلاج، قبل أن يصبح حاليًا أثرى الرياضيين في العالم.
نيمار (البرازيل)
يروي كثير من المقربين من النجم البرازيلي هداف منتخب بلاده التاريخي أنه حصل على أول حذاء كرة قدم من مكب للنفايات عندما كان يرافق والده العامل البسيط، الذي يتنقل بين المواني ومواقف السيارات.
وقبل أن يصبح نجم كرة قدم عالميًا، كانت طفولة نيمار مرتبطة بالفقر والخصاصة، لكنه بعد سنوات مع سانتوس البرازيلي انتقل إلى برشلونة، قبل أن يصبح في عام 2017 اللاعب الأعلى قيمة بصفقة ناهزت 222 مليون يورو.
ويعد النجم البرازيلي الذي يلعب حاليًا في الهلال السعودي أثرى الرياضيين في البرازيل.
ألكسيس سانشيز (تشيلي)
كان ألكسيس سانشيز نجم إنتر ميلان الإيطالي وبرشلونة وأرسنال السابق، وبطل كوبا أمريكا مع تشيلي في 2015 و2016، عاملا في غسل السيارات خلال طفولته، لكنه أضحى بفضل كرة القدم واحدًا من مشاهير كرة القدم في أوروبا وفي العالم.
وينحدر النجم السابق لبرشلونة من عائلة فقيرة، إذ كان والده يعمل في المناجم، وبعد انفصال والديه، عاش ألكسيس مع والدته وزوج أمه في منزل صغير، لكن بفضل موهبته الكروية الخارقة وعمله الجاد أصبح أليكسيس أحد أغنى اللاعبين في تشيلي.
روبينهو (البرازيل)
عاش النجم السابق لريال مدريد حياة يطغى عليها الفقر والخصاصة، ولكن موهبته الكروية حملته إلى أوروبا ليصبح نجمًا لريال مدريد وأحد أبرز لاعبي المنتخب البرازيلي.
حياة روبينهو كانت مليئة بالمشكلات والتتبعات القضائية بعد تورطه في الكثير من الجرائم، أبرزها في قضايا الاعتداء الجنسي، لكنه كان أحد أثرياء البرازيل بفضل كرة القدم التي منحته الشهر والمال، لكنها لم تستطع أن تبعده عن حياة اللهو التي تسببت في سجنه وقضائه وقتًا من حياته خلف القضبان.
داني ألفيس (البرازيل)
تكاد حياة روبينهو تكون مشابهة لما عاشه مواطنه وزميله السابق في المنتخب البرازيلي داني ألفيس، الذي يعد أثرى أثرياء الرياضة في بلاد السامبا، بفضل ترسانة الألقاب والتتويجات التي حققها مع برشلونة ويوفنتوس وباريس سان جيرمان، التي جعلته واحدًا من أكثر اللاعبين فوزًا بالألقاب.
ورغم الأموال والشهرة والألقاب، لم يحسن ألفيس التعامل حياته خارج ملاعب كرة القدم، وتورط في قضية اعتداء جنسي على فتاة إسبانية في مدينة برشلونة في ديسمبر 2022، ليقضي أشهرًا في السجن قبل الإفراج عنه بعد دفع كفالة مالية ناهزت مليون دولار.
أنخيل دي ماريا (الأرجنتين)
ولد دي ماريا في مدينة روزاريو تمامًا مثل ميسي، وهي إحدى المناطق الأشد فقرًا والأكثر معدل جريمة في الأرجنتين، لكنه نجح في أن ينأى بنفسه عن ذلك ويحقق شهرة لافتة في كرة القدم، بعد انتقاله في سن 19 عاما إلى بنفيكا البرتغالي.
لعب دي ماريا في ريال مدريد ومانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان وتوج بكأس العالم 2022 وكوبا أمريكا 2021 و2023 مع بلاده، ليصبح أثرى اللاعبين في العالم.
وعندما وقع دي ماريا أول عقد في مشواره الكروي الحافل اقتنى منزلًا في الأرجنتين لوالديه.
لويس سواريز (أوروغواي)
يعد لويس سواريز الذي أعلن أخيرًا اعتزاله اللعب دوليًا، أحد أشهر وأفضل لاعبي أوروغواي على مر التاريخ، ولكن قبل أن تحوّله كرة القدم إلى أثرى الرجال في بلاده، عاش اللاعب طفولة قاسية وعانى شظف العيش.
وُلد لويس سواريز في عائلة وفيرة العدد وشديدة الفقر، وعندما كان يبلغ من العمر 12 عامًا، غادر والده العائلة تاركًا والدته مع 7 أطفال، وعملت أمّ سواريز عاملة نظافة وكانت تكسب القليل، لكن سواريز كان يأخذ منه ليقتني حذاء رياضيًا، بعد أن لعب كرة القدم حافي القدمين في مناسبات كثيرة.
اليوم يعد نجم برشلونة وليفربول سابقًا أحد أثرى الرياضيين في أوروغواي بفضل الكرة.
كارلوس تيفيز (الأرجنتين)
هو قطعًا أحد أكثر لاعبي كرة القدم فقرًا في طفولته، وأكثرهم تعرضًا لنوائب الحياة، بما يجعل وصوله إلى تلك الدرجة من الشهرة والثراء أمرًا أشبه بالمعجزة أو القصة الخيالية.
تيفيز، نجم يوفنتوس ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وبوكا جونيورز، ولد في حي فقير جدًا في الأرجنتين. عندما كان كارلوس يبلغ من العمر ستة أشهر، تركت والدته الأسرة، وفي سن السادسة، قُتل والده.
عاش تيفيز وإخوته مع عمتهم حياة بائسة، لكنها لم تتخلَ عن أبناء أخيها. وكان من الممكن أن يصبح تيفيز رجل عصابات، لكنه اختار الطريق الصحيح وأصبح لاعب كرة قدم ثريًا ومشهورًا.
رونالدو (البرازيل)
ولد رونالدو نازاريو داليما في عائلة فقيرة، ولم يكن يملك حتى ثمن تذكرة القطار للذهاب للتدريبات، قبل أن يتعاقد مع كروزيرو البرازيلي ثم إندهوفن الهولندي؛ من هناك انطلقت رحلة المجد والشهرة.
لعب النجم البرازيلي بطل العالم 1994 و2002 وصاحب الكرة الذهبية مع برشلونة وإنتر ميلان وريال مدريد وميلان، وأصبح أحد أشهر لاعبي كرة القدم في التسعينيات من القرن الماضي، وأثرى الرياضيين في البرازيل.
رونالدينهو (البرازيل)
ينحدر رونالدينهو من عائلة موريرا التي تعد إحدى الأسر المعوزة في حي بورتو أليغري، أحد الأحياء الأشد فقرًا في بلاد كرة القدم.
وحصلت لعائلة النجم البرازيلي عندما كان طفلا مأساة، بعدما توفي والد رونالدينيو فجأة على إثر إصابته بنوبة قلبية في حمام السباحة.
كانت مهارات رونالدينهو الفائقة في كرة القدم هي التي قلبت الأمور رأسًا على عقب، وحوّلت حياته من جحيم الفقر إلى أوج الشهرة والثراء.
ولعب رونالدينهو في نادي غريميو البرازيلي ثم باريس سان جيرمان الفرنسي وبرشلونة وميلان الإيطالي، وتوج بالكرة الذهبية عام 2005 وكأس العالم 2002.
ورغم الشهرة والمال، كان رونالدينهو مثل أغلب نجوم الكرة في بلاده ضحية للمشكلات الشخصية والانحراف وحياة اللهو والتتبعات القضائية بسبب التورط في جرائم مختلفة.