يمثّل سهيل راشد من الشخصيات الأكثر غموضا في ملف ارتباطات الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بالرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي.
والمصور الصحفي اللبناني السابق هو “من الشخصيات التسع التي لا يُسمح لنيكولا ساركوزي بمقابلتها” وفق ما ذكر تقرير نشره موقع “موند أفريك”.
وبحسب التقرير كان راشد في شبابه “ناشطا شجاعا وحازما” في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، المنظمة الفلسطينية التي تزعمها جورج حبش، وبهذه الصفة، التقى أثناء حرب لبنان بدوائر المخابرات الفرنسية وكذلك بالعقيد الليبي صالح الدروقي، الذي كان آنذاك سفير ليبيا في بيروت.
مسيرة طويلة
وبعد تقديمه في طرابلس إلى العقيد معمر القذافي “بدأ الشاب سهيل مسيرة مُبهرة مع موسى كوسا، الذي كان مسؤولاً، تحت سلطة القذافي المباشرة، عن الملفات الحساسة كافة في الخارج”، وفقا للتقرير.
وبهذه الصفة، تفاوض كوسا مع الإنجليز حول ملف “لوكربي”، اسم القرية الاسكتلندية التي تحطمت فيها طائرة، العام 1988، وكانت ضحية هجوم أوقع 270 قتيلا وُجهت فيه أصابع الاتهام إلى ليبيا.
وحتى التدخل في ليبيا العام 2011، كان سهيل راشد، الناطق بالفرنسية والمحب للفرانكوفونية، “الرجل الأكثر معرفة بالعلاقات بين طرابلس وباريس”، كما روت الصحفية كاثرين جراسييت في كتاب “ساركوزي القذافي، التاريخ السري للخيانة”.
وفقا لـ “موند أفريك” تمتد منطقة تدخل ونفوذ سهيل راشد إلى أفريقيا الناطقة بالفرنسية، وفي ذلك الوقت، أراد القذافي أن يكون ملك منطقة الساحل الأفريقي، حيث ضخ عشرات الملايين من الدولارات، وكانت تلك الدول ذات نفوذ فرنسي، إذ سخّر سهيل راشد كل موهبته للجمع بين رجال القذافي والدبلوماسية الفرنسية ورؤساء الدول الأفريقية، خاصة في مالي والنيجر.
وبحسب التقرير أيضا فإنه يتم حتى اليوم استشارة “رجل الظل” هذا من قبل الرئيس المالي، أما في النيجر فلم يعد شخصاً مرغوباً فيه، لأن المؤسسة العسكرية النيجرية انتقدت الطريقة التي شكك بها في عدم كفاءتها وفسادها مع الرئيس النيجيري الأسبق محمد إيسوفو، كما يقول التقرير.
وخلال إقامته الأخيرة في النيجر، تولت المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية إخراجه بعد أن أراد زعماء الجيش النيجري قتله.
علاقات وثيقة
وحافظ سهيل راشد على علاقات وثيقة مع أصدقائه في المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية، وهو ما يفسر سبب بقاء إقامته في باريس أمرا سريا، لكن القضاة لا يريدون الاستماع إلى شهادته بشأن الاتهامات الشهيرة المتعلقة بالتمويل السياسي الذي منحته طرابلس للساسة الفرنسيين في عامي 2006 و2007، وما قد يقوله هذا الشاهد الرئيسي لا يتماشى مع ما نسمعه بشكل عام حول هذه القضية، إذ يُقال إن نيكولا ساركوزي فقط متورط.
ولدى هذا الشاهد قصة مختلفة تماما، ويقول إنه تم دفع 11 مليون دولار لساركوزي على دفعتين: 7 ملايين ثم 4 ملايين دولار، عبر ألمانيا، ولكن تم منح 10 ملايين دولار أيضا لشخصية يسارية بارزة جدًا في الحزب الاشتراكي، وفق ما ذكر التقرير.
متابعات