مروان خوري يكشف مشاريعه المقبلة مع جورج وسوف وهاني شاكر

في صيف 2023، أنهى الفنان مروان خوري تصوير الموسم الخامس من برنامج “#طرب مع مروان”. عُرضت 3 حلقات منه، ثمّ توقّف البرنامج بسبب العدوان على غزة منذ ما يقارب السّنة، ليعاود الانطلاق بحلقات قديمة جديدة. بعدها، خضع للتّعديل بسبب مرور الوقت على بعض الحوارات.

سنة كان المزاج قد تبدّل في خلالها، وطرأت الكثير من المتغيّرات على أحوال الفنّ والنّاس. نسأل مروان: “أنت متخوّف من عرض البرنامج بعد سنة على تصويره، أم أنّ طبيعة البرنامج غير مرتبطة بالترند؟”. يقول: “فنياً غير مرتبطة بالتأكيد، لكن أحياناً ثمّة أحاديث يفوتها الوقت، أو مزاج الحوار يبدو في مكانٍ آخر مختلفاً عن الواقع

فنياً، يقول خوري إنّ البرنامج يتضمّن أغاني قديمة، وأخرى من ضمن إصدارات الفنانين الجديدة. يتابع: “لا يقلقني سوى أن تبدو بعض الحوارات خارج السّياق”.

مروان وهاني شاكر… تعاون مؤجّل

لن يكمل البرنامج من حيث توقّف. سيُعيد بثّ الحلقات الثلاث، وأوّلها حلقة الفنان هاني شاكر التي غنّى فيها مروان “أصاحب مين”، وانتشرت بصورة كبيرة على “تيك توك”، وأعادت معها نشر قديم الفنان المصري الذي كان قد انشغل لسنوات بالعمل النّقابي، قبل أن يعود أخيراً بانطلاقة فنيّة قويّة.

نسأل مروان: “حلقة طرب مع مروان، إلى أيّ مدى أعادت هاني شاكر إلى الساحة العربية؟”. يقول: “لا أستطيع أن أقول إنّ هذه الحلقة أعادته، لكن ثمّة تراكمات كثيرة، منها العمل النقابي. وأنا شخصياً خضت غماره لمدة سنتين، وتركته سريعاً، لأنّني شعرت بأنّه يأخذ من الفنّان ولا يُعطيه. ثانياً، على الفنان أن يركّز على الإنتاج الفنّي والتسويق. الأغنية هذه الأيام، إذا لم يتم تداولها على تيك توك، ولو بمقطع قصير، فلن تحقّق الانتشار. للأسف هذا هو الواقع”.

بالعودة إلى هاني شاكر، يقول مروان: “الحلقة كانت جميلة، وأغنية “أصاحب مين” انتشرت بسرعة على تيك توك، اخترتها من ضمن أرشيف كبير للفنان يحمل الكثير من الروائع لأنّني أحبّها، وأعاد المقطع المنتشر تذكير الناس بها”.

هذا الصيف، جمع حفل في بيروت بين الفنانين مروان خوري وهاني شاكر، فغنّيا معاً على المسرح “أصاحب مين”. نسأله: “عندما أعلن شاكر عن أغنية باللون اللبناني، توقّعنا أن تحمل توقيعك. لماذا لم تتعاونا معاً بالرغم من تجربتكما النّاجحة؟”. يقول: “طلب مني الأستاذ هاني أغنية، وكان من المقرّر أن يطلقها في الحفل الذي أحييناه معاً. لكنّني تأخّرت، فعمل على أغنية جديدة، وأنا ما زلت مصرّاً على تقديم أغنية له. لكن مشكلتي أنّني أعيد كثيراً وأعدّل، وحالياً لديّ أكثر من فكرة قد تكون أغنية لبنانية وقد تكون مصريّة”.

 

نجوم الموسم الجديد

نعود إلى “طرب مع مروان”. مَن هم نجوم الموسم الجديد؟

“مرّ وقت طويل على تصوير الحلقات. أتذكّر أسماء كثيرة، منها إليسا، صابر الرباعي، بلقيس. كان فيها حوارات جميلة، وفيها مادّة موسيقيّة مهمة”، يجيب خوري.

من مفاجآت الموسم أغنية ديو بين الرباعي وخوري، تمّ تنفيذها مباشرةً على المسرح، ويأمل الأخير أن تلقى أصداءً إيجابية. يتحدّث كذلك عن حلقة إليسا التي قاما فيها بغناء الأرشيف الذي جمعهما، أجمل ما غنت إليسا وأجمل ما لحّن وكتب مروان.

ماريلين نعمان… ضيفة مرحّب بها

في هذه السنة، برز العديد من النّجوم، من بينهم ماريلين نعمان. نسأل مروان: “هل كنت لتستضيف ماريلين لو صوّرت الحلقات اليوم؟”. يقول: “هذه الشابة لفتت نظري، صوتها ناعم، وضعت داخل إطار يناسبها. نوعية الأغاني التي تقدّمها جديدة، من كلمات وألحان، تجربتها جميلة، فيها شيء من الحداثة والجنون”.

نقول لمروان إنّ هذا الجنون يذكّرنا بجنون بداياته، حين أطلق أغاني مثل “خيال العمر” و”يا شوق”. “لماذا ابتعد عن هذا النمط الموسيقي؟”.

بالنسبة إلى مروان، “العمر له تأثير كبير، والبدايات دائماً لها وهجها. عندما يكبر الفنان يصبح محصوراً بتجربته، ويصبح اسمه أيضاً عبئاً عليه؛ لذا أقول إنّ على الفنان أن يجرّب دوماً كلّ جديد، سواء نجح أم لم يوفّق”.

عندما انطلق “طرب مع مروان” قبل سنوات، لم يكن ثمّة “تيك توك” تنتشر عليه المقاطع ويشاهدها الملايين، لم يكن ثمّة سوشال ميديا داعمة كما هي عليه اليوم. بين الأمس واليوم ماذا تغيّر؟ يجيب: “من المفترض أن تكون التغيّرات التكنولوجيا لصالح الفنان، لكن بما أنّ الإنسان هو قائدها، وهو الذي يوجّهها، فهي للأسف تتّجه نحو الأسوأ. ثمّة استسهال، تسرّع، خفّة. لكن بالعموم هذه الأمور تساعد على الانتشار، فالفن بجزء كبير منه تسويقيّ”.

معيار الأغنية الضاربة… لغز غامض

استضاف مروان عشرات الضيوف في المواسم الماضية، غنّوا مئات الأغاني، غير أنّ ثمة مقاطع انتشرت أكثر من غيرها، فما مقياس انتشار الأغاني؟ يقول: “لا أعرف”.

هذا لغز غامض ينطبق أيضاً على الأغاني التي يطلقها. يشعر أحياناً أن هذه الأغنية مميّزة، لكنّه لا يستطيع التكهّن إذا ما كانت ستنتشر أم لا. ثمّة ما هو غير خاضع لأيّ منطق عندما نتحدّث عن أغنية ضاربة. يُفاجأ الفنان نفسه أحياناً بتحطيمها سقف التوقعات، وتخيّب آماله أغانٍ وضع فيها كلّ جهده… فمرّت كما لم يكن مقرّراً لها أن تمرّ.

تردّد الموسم الأوّل… ثقة الموسم الأخير

هذا البرنامج إلى أيّ مدى أنصفك؟ يقول: “أنصفني مع أنّني كنت متردّداً جداً في الموسم الأوّل ومتخوفاً من فكرة طرح نفسيّ كمحاور، لكننا تمكنّا بفضل دعم المحطة وفريق العمل من الوصول إلى فكرة تكون قريبة مني، من شخصيتي، وأن تضيف إليّ. وأدى المخرج وليد ناصيف دوراً كبيراً في بلورة الفكرة. وبعد حلقات قليلة شعرت بارتياح للبرنامج. وفي كلّ مرّة أصوّر أشعر بسعادة، بالرغم من الإرهاق الشديد، لأنّنا نصوّر حلقتين في اليوم أحياناً، فكلّ الأدوات موجودة بين يدي، من بيانو، إلى كلمات وألحان، وحديث ضمن إطار عملي الفني، كما أنّني أستضيف أشخاصاً أحبهم”.

يؤكّد مروان أنّ ما نسبته واحد في المئة من ضيوفه لم يكن راضياً عنهم، لكن معظم الضيوف كانوا موفقين.

تعاون قريب مع سلطان الطرب

عن جديده، يقول مروان إنّه يحضّر لمجموعة أغان: “نعيش اليوم ما يشبه المطحنة، المحرقة. هناك الكثير من الإنتاجات الفنية. لم يعد بإمكاننا الانتظار والتريّث. أنا بالنهاية ملحن وشاعر لديّ عدد كبير من الأغاني التي أحاول تحريكها من جديد. سأكون أكثر إنتاجاً في المرحلة المقبلة، كما أسعى إلى جمع أغانيّ الجديدة في ألبوم جديد”.

يشير مروان إلى أنّ البعض قد ينتقده عندما يجدّد في نمطه الموسيقي. ردّه أنّ كل أغنية هي تجربة، لا تمثّل المشوار. هي جزء من هذا المشوار؛ مجرد خطوة. لذا يرى أن فكرة الألبوم منصفة أكثر، ولا تختصر تجربة الفنان كلها في أغنية.

يحضّر مروان مجموعة أغانٍ لأكثر من فنان، من بينهم السيدة ماجدة الرومي، التي تعاون معها في أكثر من أغنية، ولا يعرف أياً منها ستُطلق. كذلك أنجز تحضير أغنية لملحم زين، سوف تبصر النور قريباً. ويتعاون أيضاً مع نوال الزغبي. وفي تجربة جديدة، يتعاون مع الفنان جورج وسوف في أغنية مميزة.

بعد كريستال… تتر جديد

أما عن التترات، فيقول مروان إنّه يحضّر لتتر جديد، بعد تجربته الأخيرة مع “كريستال”، والتي حققت نجاحاً كبيراً.

عن سرّ نجاحه في أغاني التترات يقول: “هذا يعود إلى المنحى التصويريّ في أغاني. أغنيتي تظلم عندما يتمّ بثها على الإذاعة فحسب. أغنيتي تحمل معنى ما وصورة معيّنة، وإطار المسلسل يخدمها”.

يعطي مروان مثالاً على الرحابنة، الذين قدّموا أعظم أغانيهم على المسرح، ووضعوها في إطار مسرحيّ.

يحلم مروان بما يشبه المسرح الغنائي، ليقدّم أغانيه على المسرح مباشرة. لكن الظروف لم تساعد. يتمنّى أن يحقّق حلمه يوماً ما.

حقّقه جزئياً في “طرب مع مروان”. هو ملك مسرحه، يغنّي ويعزف، يعيد نشر تراثٍ قديم، يغني الحديث. إنّه قليل من كلّ شيء. هي خلطة فنيّة مميّزة تمتدّ لمواسم… برامج كهذه لا يفوتها الزمن مهما كان متغيراً.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى