ثاني أطول برج في العالم يثير ضجة “عارمة”.. من يحتاج إليه؟!

بعد ربع قرن من تحول برجي بتروناس التوأم إلى أطول مباني العالم وإعادة تشكيل أفق كوالالمبور، تواصل عاصمة ماليزيا إضافة ناطحات سحاب جديدة على الرغم من الشكوك المتزايدة حول مستوى الطلب على العقارات.
تحتل كوالالمبور بالفعل المرتبة الثامنة عالمياً، من حيث عدد المباني الشاهقة، ومؤخراً أضافت مبنى آخر – وهو برج ميرديكا 118 الذي يبلغ ارتفاعه 678.9 متراً (2227 قدماً)، والذي سيُفتتح بالكامل للجمهور في وقت لاحق من هذا العام. ساعده برجه الطويل في التفوق على برج شنغهاي ليصبح ثاني أطول مبنى في العالم بعد برج خليفة في دبي، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ”، واطلعت عليه “العربية Business”.
ومع وجود نحو مليوني نسمة في مدينة حيث العديد من المكاتب والمنازل فارغة، هناك تساؤلات متزايدة حول انتشار ناطحات السحاب في العاصمة الماليزية. ولكن من المرجح أن يستمر هذا البناء، مدفوعاً بتفضيل العديد من المستثمرين لملاحقة العائدات في العقارات، والمطورين والقادة السياسيين الذين يسعون إلى إظهار القوة الوطنية من خلال البناء الشاهق.
من جانبه، قال مصطفى كمال ذو القرنين، المهندس المعماري الذي يركز على المدن المرنة: “إذا حكم المال، فهذا ما يحدث. نحن نبني وكأن لا أحد يراقب الطلب”.
لقد لاحظ زعيم ماليزيا ذلك. في خطاب ألقاه الشهر الماضي، حث رئيس الوزراء أنور إبراهيم على التركيز بشكل أكبر على الإسكان بأسعار معقولة، فضلاً عن المتاجر والمطاعم الصغيرة.
وقال: “هناك بالفعل العديد من ناطحات السحاب. إذا كان القطاع الخاص يريد بنائها، فالرجاء القيام بذلك. لكن الحكومة لم تعد تجعل هذا أولوية”.
أكبر 10 مدن تضم أكثر عدد من ناطحات السحاب

أكثر 10 مدن ازدحاماً بناطحات السحاب
بدأت الطفرة في ثمانينيات القرن العشرين، مدفوعة بمشاريع البنية التحتية الضخمة التي نفذها رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد بهدف دفع النمو الاقتصادي السريع والتفوق على الغرب. وعندما اكتمل بناء برجي بتروناس التوأم في عام 1996 تحت إشرافه، وتفوقا بالكاد على برج سيرز في شيكاغو، كانت هذه هي المرة الأولى منذ أكثر من قرن من الزمان التي لا يكون فيها أطول مبنى في العالم في الولايات المتحدة.
تأسست كوالالمبور في خمسينيات القرن التاسع عشر كمدينة تعدين، ولم يكن عدد سكانها عند الاستقلال سوى حوالي 300 ألف نسمة، يعيش العديد منهم في منازل صغيرة على قطع أراضي فردية محاطة بغابات مطيرة. وفي العقود الأخيرة، تم بيع العديد من هذه المناطق للمطورين الذين بنوا أبراجاً شاهقة. والنتيجة: مدينة مجزأة ذات ناطحات سحاب ومراكز تسوق ضخمة مرتبطة بشبكة مترامية الأطراف من الطرق السريعة.
أطول مباني كوالالمبور

أطول ناطحات سحاب في كوالالمبور