تجمع الفنانة يمنى بو هدير بين الكتابة والمسرح والفنّ، لأنّ المثلّث يشكّل شغفها ولم تستطع أن تختار مجالاً على حساب آخر… و”هيك بعرف عبّر”، كما تقول في لقاء مع “لها”.
منذ صغرها كانت الموسيقى قطعة من حياتها، فتعلّمتها وهي تلميذة مغتربة في هونغ كونغ. وعند عودتها إلى لبنان، تابعت دراسة الموسيقى، مع أنّ الأدب الإنكليزي كان مجال تخصّصها. واليوم، أصبحت الموسيقى مهنتها، والمسرح الغنائي له مكانة خاصة في فنها “لأنني دائماً أحب البحث عن الشخصية في قلب الأغنية وأحلّل الكلام وأتعاطف مع الشخصية، ثم أقرّر كيف أُقدّم الأغنية”. تعتبر أنها تلعب دوراً وهي تغنّي، وتشعر بالفرح تماماً كما شعار حفلها الذي ستحييه على مسرح “المدينة” في ١١ أيلول/سبتمبر: “Let me sing & I’m happy” وهو تحية للفنانة Shirley Bassey.
أحلام “صامتة” تتحقّق
كيف تربط يمنى بين الغناء والسعادة مع Shirley Bassey؟
قصة هذا الحفل تعود إلى طفولتي، عندما كنت أستمع إلى الفنانة و”كانت حياتنا ع السكت، وأحلام الولاد على السكت”… فالسعادة كانت عندما لا نكون صامتين، و”نطلّع الصوت لبرا” لكي نعبّر عن كل ما نشعر به، بكل القوى: بالصوت والحركة والتعبير. وهو ما أعمل عليه، فالفن تعبير حرّ وكامل، بلا قيود. وهكذا هي السعادة.
هل حقّقت يمنى الشابة طموح يمنى الطفلة في مجال الفن؟
مع هذا الحفل، أنا أحقّق الحلم الثاني لـ”يمنى الصغيرة” التي كان عمرها سبع سنوات… بعد أن حقّقتُ الحلم الأول بمشاركتي في عرض المسرح الغنائي “شيكاغو بالعربي”. وهذا يساعدني على الشفاء فأتصالح مع نفسي، وأشارك يمنى الصغيرة فرحتها.
ما الذي ساعدتك الموسيقى على الشفاء منه؟
عندما تتعقّد الأمور، أنا معتادة على الهروب إلى مكان آمن في رأسي… والموسيقى تضيء لي هذه الطريق، وألحق الموسيقى وكأنها ضوء.
ما الذي يميّز التجربة المشتركة مثل “شيكاغو” (مع ماثيو الخضر وميرفا القاضي وسينتيا كرم وفؤاد يمين) عن تلك الفردية؟
الكثير… فرصة هذا العمل كانت كبيرة لأنه قبلها كانت العروض محصورة مع جمهور صغير، وهي عروض أقدّرها وأحب الجمهور الذي كان يأتي ليسمعني. ولكن مع “شيكاغو” ومشاركة المسرح مع شخصيات لهم مكانة في الوسط الفني، كان مميزاً أن أشارك المسرح معهم. وأحبّ في العروض المشتركة، كيف تكون الطاقة مضاعفة في الكواليس، ونكون جميعاً على “نفس الغيمة” عندما ننزل عن المسرح.
الشهرة قرار
ما الذي يمنع أن تكون “يمنى” فنانة “مشهورة”؟
لا شيء يمنعني من أن أكون فنانة مشهورة. فالشهرة قرار كما كل شيء، وأكون واعية بما أقوم به ولا أؤمن بالقدر. “وما بعرف إذا أنا بدي هالشي”، لأننا نساوم على قصص كثيرة إذا اخترنا الشهرة، منها نوعية العمل ونوع الفن الذي سنقدّمه. ومن ناحية أخرى، الفن الذي أقدّمه يحتاج إلى مَن يؤمن به، وينتج له و”إن شاء الله يؤمن بي أحد المنتجين، ويقرّر أن ينتج لي”.
ما هي التحدّيات التي تواجه الفنانين “الجُدد” مقارنةً بالفنانين المشهورين على الساحة الفنية؟
التحديات كثيرة، وأبرزها انشغال العالم بالمشاهير الذين اعتادوا على رؤيتهم في الحفلات والإعلام والسوشيال ميديا… ممّا يشغلهم عن إمكانية أخذ الوقت لرؤية الفنانين الجدد، والذين لديهم طاقات ولكن لا يتمّ تسليط الضوء عليهم. ومن المهم “البحث عن الناس اللي مليانين ضو بس مش مسلّط عليهم الضوء”، والإعلام يلعب دوراً مهماً في هذا الموضوع. من الجيّد أن يدخل “دم جديد” على الساحة، وأن تُعطى للجمهور فرصة أن يرى شيئاً جديداً، وتكون لديه خيارات جديدة.
تصادفك مواهب كثيرة بحكم تدريسك لمادة الغناء.. برأيك، ما الذي يمنع البعض من تحقيق “النجاح”، بينما “تنقش” مع آخرين؟
أغلب تلاميذي مبتدئون وهواة من أعمار مختلفة (٨ سنوات، ٣٠ و٤٠ سنة) والبعض يتمتّع بصوت “بيركّع الجبال”. ويفرحني وجود هذه الطاقة، وأتحمّس للعمل مع طبقة صوتية خام… ولا شيء يمنعهم من تحقيق النجاح، إلا العمل على الصوت وتنميته، ومع الوقت يصلون إلى النجاح الذي يطمحون إليه.
أعلنت هوليوود أخيراً السماح ببيع حق استنساخ أصوات المشاهير عبر الذكاء الاصطناعي… هل “تبيعين” صوتك للـ AI؟
أعتقد أن الوقت لم يحِن بعد لأقرر في هذا الأمر… أطمح للتعرّف أكثر على صوتي، لكن أشعر أنني لن أبيعه، لأن صوتي ملكٌ لي ولا يستطيع الروبوت أو أي شخص آخر أن يقوم بما أقوم به. يمكن الذكاء الاصطناعي أن يقلّد أي صوت، ولكن ثمة إنسان وراء الصوت ومشاعر وعواطف ورسائل مع طريقة أداء وغنى وشخصية وروح، وهو ما لا يملكه الـ AI.