على مدى أسابيع، وبدقة فائقة خطط جهاز الاستخبارات المركزية الأميركية لعملية قتل زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في أفغانستان من دون أن تسفر عن سقوط ضحايا.
الدقة في العملية تترجمها لحظة التنفيذ حين استهدف صاروخان من نوع هيلفاير شرفة المنزل الذي كان الظواهري يقيم فيه في العاصمة الأفغانية كابل.
المعلومات تشير إلى أن الصاروخين قتلا الظواهري، السبت، من دون حتى تدمير المنزل، وهو ما يشير إلى مستوى الدقة في الاستهداف الذي يراعي عدم التعرض للمدنيين ووضع حياتهم في خطر.
وهيلفاير هو صاروخ جو-أرض، موجه بالليزر ، دون سرعة الصوت مع قدرة كبيرة مضادة للدبابات. كما يمكن استخدامه كسلاح جو-جو ضد طائرات الهليكوبتر أو الطائرات ذات الأجنحة الثابتة بطيئة الحركة.
يمكن استخدام Hellfire كصاروخ جو – جو أو صاروخ جو – أرض. يوفر Air-to-Ground (AGM) -114 قوة ضرب دقيقة ضد الدبابات والهياكل والمخابئ وطائرات الهليكوبتر.
وصاروخ هيلفاير قادر على هزيمة أي دبابة معروفة في العالم اليوم. يمكن توجيهه إلى الهدف إما من داخل الطائرة أو بواسطة الليزر خارج الطائرة.
وقال محلل لصحيفة نيويورك تايمز إن صور الغارة المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي توحي بضربة صاروخية من طراز هيلفاير مسلحة بشفرات طويلة تهدف إلى قتل أهداف بطاقة حركية لتقليل الأضرار الجانبية الكبيرة.
مفاجأة المكان
لكن المفاجأة الأخرى التي كشفتها مسؤولة في البيت الأبيض، هي أن الظواهري كان موجودا في العاصمة كابل بعلم شبكة حقاني وقادة طالبان.
وأكدت المسؤولة في البيت الأبيض أن استهداف الظواهري في أفغانستان ليس خرقا للقانون الدولي.
وأشارت المسؤولة الأميركية إلى أن بايدن أراد معرفة تأثير هذه العملية على فرص دخول أفغانستان في عميلة مكافحة الإرهاب في المستقبل.
ويشير وجود الظواهري في كابل إلى أن طالبان خرقت التزاماتها في الامتناع عن فتح المجال للجماعات الإرهابية التي تهدد الأمن القومي الأميركي باستخدام الأراضي الأفغانية لتحركاتها.
وأفاد مسؤول أميركي رفيع، الاثنين، أن وجود الظواهري في كابول كان “انتهاكا واضحا” لاتفاقية عام 2020 التي وقعتها طالبان مع واشنطن وتعهدت فيها بعدم السماح بأن تصبح أفغانستان ملاذا لـ “الجهاد الدولي”.
ومع إعلان بايدن مقتل الظواهري، السبت، في غارة بطائرة مسيرة في العاصمة الأفغانية، قال المسؤول الرفيع في الإدارة الأميركية “نتوقع منهم الالتزام ببنود اتفاق الدوحة. ووجود الظواهري في وسط كابول كان انتهاكا واضحا لذلك”.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للمنزل الذي استهدفته الغارة الأميركية التي قتلت الظواهري في كابل.
بايدن
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، أكد في كلمة له أن هذه المهمة أعدت بعناية لتجنب سقوط مدنيين.
وأكد أن واشنطن ” لن تسمح أبدا بأن تكون أفغانستان ملاذا آمنا للإرهاب”.
وقال بايدن إن الظواهري قتل بغارة من طائرة مسيرة “دون وجود قوات أميركية على الأرض”، مضيفا أن العملية “تم الإعداد لها وتنفيذها بدقة عالية”.
وأضاف قوله: ” أعطيت التصريح بقتل الظواهري بعد أن تمكنت استخباراتنا من تحديد موقعه، حيث انتقل إلى وسط كابل (العاصمة الأفغانية) للقاء أفراد من عائلته”.
وأكد أنه “بعد مراجعة المعلومات بدقة، صرحت بالضربة الدقيقة التي ستخرجه من ميدان المعركة، مرة وإلى الأبد”.
وأضاف أنه “لم يتعرض أي من أفراد عائلته أو أي مدنيين آخرون إلى الضرر بسبب الضربة”.
وأوضح أن “كل من يهدد الأميركيين، لا يهم الوقت الذي يستغرقه الأمر، ولا يهم أين يختبئ، ستجده الولايات المتحدة وستتخلص منه”.
وأكد الرئيس الأميركي أن واشنطن “لن تسمح بتحول أفغانستان إلى منصة لانطلاق هجمات ضد الولايات المتحدة”.
وأردف قائلا: “لم نسع إلى هذه الحرب ضد الإرهابيين بل هم جاؤوا إلينا”، وأكد أنه “لن نسمح بتحول أفغانستان إلى ملاذ آمن للإرهاب، وسنبقى متيقظين وسنفعل كل ما يلزم لضمان سلامة الأميركيين في العالم”.
وتولى الظواهري زعامة القاعدة عام 2011 بعد مقتل، أسامة بن لادن، الذي يعد العقل المدبر لهجمات سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة التي أودت بحياة ثلاثة آلاف مدني.
متابعات