الثقة مهمة للغاية لسعادة الطفل وصحته ونجاحه في المستقبل. فالأطفال الواثقون من أنفسهم يكونون أكثر قدرة على التعامل مع ضغوط الأقران والمسؤولية والإحباطات والتحديات والعواطف الإيجابية والسلبية، لكن عليك أن تسألي نفسك قبل البدء بهذه المهمة التربوية، ما هو العامل الأساسي في تنمية ثقة الطفل بنفسه؟ أنت ووالد الطفل أم معلموه.
طرق لتعزيز الثقة بالنفس
في الواقع، يمكنك جعل الأمر ممتعًا! لكن استخدمي هذه الاستراتيجيات الفعالة والمستندة على الأبحاث، التي قام بها تربويون وخبراء نفسيون، لبدء تعزيز ثقة أطفالك أو طلابك من سن 5 إلى 11 عامًا. بالطرق الآتية:
1. تأكدي من أن أطفالك يعرفون أن حبك لهم غير مشروط
إن الطريقة التي نرى بها أطفالنا (أو الطريقة التي يعتقد أطفالنا أننا نراهم بها) لها تأثير عميق على الطريقة التي يرون بها أنفسهم. أوضحي لأطفالك (أو لطلابك) أنك تحبينهم وتهتمين بهم حتى عندما يرتكب أطفالك الأخطاء أو يتخذون قرارات سيئة، وتجنبي انتقادهم بشدة أو إهانتهم.
2. علمي الأطفال أن يكونوا إيجابيين
غالبًا ما يكثر الأطفال من ثرثرة سلبية ومدمرة مع أنفسهم: “لا أستطيع أن أفعل هذا”، أو “أنا سيئ في كذا” أو “ما الخطأ فيّ؟”، أو “لن أكتب جيداً غداً في الامتحان”! قومي بنمذجة وتعليم الأطفال التأكيدات الإيجابية باستخدام أساليب الثناء على الأطفال الشهرية أو اليومية، لتثبتي لهم أنك متأكدة من نجاحهم، في تنفيذ المهام.
وهذا يتضمن أيضاً إحاطتهم بأفراد إيجابيين واثقين من أنفسهم، يدعمون طفلك ويشجعونه بدلاً من أن يحطموه، سواء كانوا من الأصدقاء أو الأقارب.
أيها المعلمون، كونوا قدوة إيجابية واثقة لطلابكم وعلموا طلابكم أن يكونوا لطفاء وأن يبنوا بعضهم البعض.
3. خاطبيهم بأسمائهم
إن مخاطبة الأطفال بأسمائهم هي طريقة قوية وبسيطة لإرسال رسالة مفادها أنهم مهمون، خاصة عندما يقترن ذلك بالتواصل البصري الودي مع الأطفال.
4. كوني واثقة من نفسك أنت أيضاً
هذه ليست خطوة يمكنك إنجازها بين عشية وضحاها، ولكنها واحدة من أهم الخطوات في هذه القائمة. يعد الوالدان قدوة أولى وأفضل بالنسبة للطفل، لذا خذي وقتك لإصلاح ثقتك بنفسك إذا لزم الأمر. ابدأي بتقديم تعليقات إيجابية عن نفسك والآخرين في حضور طفلك. وينبغي للمعلمين أيضًا تجنب النقد الذاتي وتقديم نموذج الثقة أمام طلابهم.
5. أعطيهم “مهاماً خاصة” مناسبة لأعمارهم لمساعدتك
بالإضافة إلى الأعمال المنزلية وأعمال الفصل الدراسي، أعطِي الأطفال “مهامًا خاصة” لمساعدتهم على الشعور بالفائدة والمسؤولية والكفاءة. إن استخدام كلمة “خاصة” يمنح الأطفال دفعة ثقة أكبر. وعندما يقوم الأطفال بالأعمال المنزلية أو الوظائف الصغيرة، فإنهم يشعرون بأنهم يقدمون مساهمة قيمة، مما يمنحهم شعوراً بالكفاءة والثقة.
في المنزل، يمكن أن تشمل هذه المهام الخاصة المساعدة في رعاية حيوان أليف أو شقيق أصغر سناً حسب الحاجة، أو أن يكون “مساعدك” في الطبخ، أو بالنسبة لطفل صغير جدًا، مجرد ارتداء الطفل ملابسه بنفسه، يعبر عن الثقة بالنفس.
أما في الفصل الدراسي، فيمكن للأطفال المساعدة في صنع زخارف الفصل الدراسي، وسقي النباتات، ومسح السبورة، وما إلى ذلك.
6. انضمي إليهم في اللعب لكن دعيهم يقودون اللعبة
إن المشاركة في لعب الطفل ترسل رسالة مفادها أنه مهم ويستحق وقتك. وأثناء وقت اللعب، يمكن للوالدين السماح للأطفال ببدء النشاط أو اختياره، وكذلك قيادته. عندما يشارك الآباء في نشاط يقوده الطفل ويبدو أنهم يستمتعون به، يشعر الطفل بالقيمة والإنجاز. كما يمكن لمعلمي الأطفال الصغار تنفيذ هذه الاستراتيجية في الفصل الدراسي أيضًا.
7. اطلبي منهم النصيحة أو الرأي
اطلبي من الأطفال نصائحهم أو آراءهم بشأن المواقف المناسبة لأعمارهم لتظهري لهم أنك تقدرين أفكارهم، فهذا يساعد الأطفال أيضًا على بناء الثقة من خلال إظهار أن البالغين أيضًا يحتاجون إلى المساعدة في بعض الأحيان، وأنه من الجيد طلبها.
8. خصصي وقتًا لقضائه معهم
يعد الحب والقبول من المكونات الأساسية للثقة بالنفس وتقدير الذات، لذلك يجب على الآباء قضاء وقت ممتع مع الأطفال لإظهار قيمتهم. خذيهم في نزهة، وتناولوا العشاء معًا، أو العبي معهم الألعاب، أو اذهبي معهم للخارج، أو قومي بأي نشاط آخر يسمح لك ولطفلك بالاستمتاع بالوقت معًا.
يمكن للمعلمين مساعدة الأطفال على الشعور بالحب والقبول من خلال التعرف على اهتمامات الطلاب أو هواياتهم والحرص على إجراء محادثات شخصية مع كل طفل، مثل، “كيف كانت مباراة كرة القدم الخاصة بك بالأمس، جهينة؟” أو “أعتقد أنك قد تحبين هذا الكتاب عن الديناصورات، رندة”.
9. علمهيم كيفية تحديد الأهداف وتحقيقها
إن تحديد أهداف واقعية صعبة وتحقيقها يمكن أن يساعد الأطفال على الشعور بقدرة أكبر على تحقيقها. ساعدي أطفالك أو طلابك على تحديد أهداف محددة والالتزام بها، إن مساعدة الأطفال على تقسيم الأهداف إلى خطوات قابلة للتنفيذ هي مهارة لا تقدر بثمن، فمن خلال تقسيم الأهداف الكبيرة إلى مهام أصغر قابلة للتنفيذ، يتعلم الأطفال فن التخطيط والتنظيم الفعال، ولا تجعل هذه العملية أهداف الطفل أقل صعوبة فحسب، بل إنها توفر لهم أيضاً خريطة طريق واضحة للتقدم.
10. اغمريهم بالعناق
احتضان الأطفال ينقل المودة الجسدية والحب والقبول والانتماء، مما يجعل الأطفال سعداء وواثقين من أنفسهم، يمكن للآباء والمعلمين أن يعطوا الأطفال تربيتاًعلى الظهر، أو تشبيكاً للشعر، والكثير من العناق لإظهار الاهتمام والتقدير لهم.
11. شجعيهم على تجربة دروس المسرح
تعتبر دروس المسرح للأطفال وسيلة رائعة لتعزيز الثقة بالنفس. فمحاولة شيء جديد يساعد الأطفال على الشعور بالقدرة، كما يعلمهم المسرح التحدث بثقة أمام الآخرين وتوسيع منطقة الراحة لديهم.
يمكن للوالدين والمعلمين على حد سواء تشجيع الأطفال على تجربة المسرح، وقد يتمكن المعلمون أيضًا من دمج ألعاب لعب الأدوار أو الدراما في الفصل الدراسي.
12. امدحيهم بالطريقة الصحيحة
إن مجرد إغداق الثناء على الأطفال ليس فعالاً، ولكن الثناء على الأطفال بالطريقة الصحيحة يمكنه بالتأكيد بناء احترام الأطفال لذاتهم.
امنحي الأطفال الثناء الحقيقي والمحدد الذي يركز أكثر على الجهد بدلاً من النتائج (مثل الحصول على درجات ممتازة) أو على القدرات الثابتة (مثل الذكاء).
وامتنعي عن الثناء العام مثل “عمل جيد!” بدلاً من ذلك، استخدمي الكلمات والأمثلة مثل: “أعجبتني طريقة رسمتك اليوم” أو “أنا أقدر تصرفك عندما وقعت اليوم عن الدراجة”.
وهناك طريقة أخرى سريعة وسهلة لتعزيز ثقة الطفل بنفسه هي أن تجعليه “بطريق الخطأ” يسمعك تمدحين إنجازاته وجهوده أمام الآخرين، يشعر الأطفال أحيانًا بالتشكك عندما نمدحهم بشكل مباشر، ولكن سماعك تكررين هذا الثناء للآخرين يجعله أكثر قابلية للتصديق.
13. علّقي إنجازاتهم على الجدار
في المنزل أو في الفصل الدراسي، يمكنك إظهار فخرك وتقديرك لإنجازات الأطفال من خلال إنشاء “حائط الجهود” الذي يعرض الإنجازات مثل الدرجات الجيدة، والمشاريع الفنية، والكؤوس أو الشهادات، وصور الطفل وهو يشارك في الألعاب الرياضية للأطفال أو الأنشطة المفضلة الأخرى، وغيرها، حيث يمكن لحائط الجهود المثمرة أن يسلط الضوء على جهود الطفل وتصميمه، ما يمنحه دفعة من الثقة يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص في أوقات الشك الذاتي. .. نعم، حتى شيء بسيط مثل تعليق صور العائلة في منزلك يمكن أن يزيد من ثقة طفلك بنفسه!
كما يمكن للمعلمين أيضًا في الفصل الدراسي نشر صور طلابك. ويمكنك أيضًا أن تطلبي منهم رسم صور ذاتية لهم أو تصميم أعلام أو قطع ألغاز تمثل شخصياتهم واهتماماتهم، وما إلى ذلك، وتعليقها في جميع أنحاء الفصل الدراسي.
14. لا تقارنيهم بالآخرين
تجنبي مقارنة الأطفال بإخوتهم أو زملائهم في الفصل بأسئلة مثل: “لماذا لا تتصرف مثله/مثلها؟” أو “انظر إلى مدى نجاح أختك في المدرسة! لماذا لا تستطيع فعل ذلك؟”
تؤدي هذه المقارنات إلى جعل الأطفال يشكون في أنفسهم، ويعتقدون أنهم لا يستطيعون إرضاءك أو تلبية توقعاتك، وفي النهاية يفقدون الثقة.
15. دعيهم يتخذون خيارات مناسبة لأعمارهم
اسمحي للأطفال باتخاذ قرارات مناسبة لأعمارهم مثل ما يرتدونه، وماذا يأكلون في وجبة الإفطار قبل الذهاب إلى المدرسة، وما اللعبة التي يلعبونها أو اللون الذي يستخدمونه، وأين يذهبون في نزهة، وما إلى ذلك.
يمكن للمعلمين بناء الاختيار في الفصل الدراسي من خلال السماح للطلاب باتخاذ القرارات حول كيفية إظهار إتقانهم لمهارة ما (إظهار ما يعرفونه عن الطقس من خلال رسم صورة أو كتابة أغنية أو إنشاء قصة) أو السماح للفصل بمناقشة واختيار كتب أو أنشطة معينة.
وتأكدي من أنهم يعرفون أنك منزعجة من اختياراتهم، إن أخطأوا، وليس من شخصيتهم.
16. شجعيهم على تجربة أشياء جديدة لتطوير مهارات جديدة
غالبًا ما يتجنب الأطفال الذين يفتقرون إلى الثقة تجربة أشياء جديدة أو مواجهة تحديات جديدة. شجعي الأطفال في حياتك على تجربة أنشطة جديدة وتطوير مهارات جديدة. فهذا يمنح الأطفال الثقة في قدرتهم على مواجهة أي شيء يعترض طريقهم، ومن المهم أيضًا أن يكتشف الأطفال اهتماماتهم وشغفهم . فعندما يجد الأطفال ما يحبونه ويتفوقون فيه، فإنهم يكتسبون الثقة في أنفسهم وقدراتهم.
ابتكري الفرص لأطفالك أو طلابك لتجربة الأنشطة التي تهمهم، وكوني داعمة لهذه المساعي.
17. ساعديهم على التغلب على الخوف من الفشل
إن الخوف من الفشل غالبا ما يمنع الأطفال من بذل قصارى جهدهم والوصول إلى أقصى إمكاناتهم، ما قد يقلل بطبيعة الحال من الثقة.
ساعدي الأطفال على التغلب على الخوف من الفشل من خلال تعليمهم أن الأخطاء جزء مقبول تمامًا من الحياة وأن الناس نادرًا ما يحققون النجاح دون تحديات ونكسات.
18. شجعيهم على التعبير عن مشاعرهم
عندما تنتقدين مشاعر الطفل أو تتجاهلينها، فقد يشعر بأن عواطفه لا تهم، ويستنتج أن هذا يعني أنه لا يهم أيضًا.
وجهي كل الانتقادات إلى هذه الأفعال بدلاً من انتقاد الطفل بعبارات مثل “أنت كسول جدًا!” أو “لماذا أنت مهمل جدًا؟”، وشجعي الأطفال على التعبير عن مشاعرهم الإيجابية والسلبية، وساعديهم على التحدث عن هذه المشاعر بطريقة صحية.
*ملاحظة: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص