أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من مستشفى ماساتشوستس العام بريغهام بجامعة كولومبيا، حول نشاط الدماغ أن ما يصل إلى ربع المرضى في حالات الغيبوبة ربما يظهرون “وعيًا خفيًا”، بعكس ما كان معروفًا بشكل شائع.
فبعد التعرض لإصابة دماغية شديدة، مثل الصدمة أو السكتة الدماغية، يمكن للمرضى الدخول في حالة يتوقفون خلالها عن الاستجابة للمحفزات في بيئتهم، مثل الصوت والضوء والألم والتعليمات، وبما يمكن أن يشمل حالة تشبه النوم العميق المستمر؛ حيث يمكن أن يبدو المريض مستيقظًا وحتى عينيه مفتوحتين، لكنه لا يزال لا يستجيب؛ ويُظهر حالة وعي ضئيلة، حيث يتتبع المريض الحركة بعينيه ولكن لا يمكنه الاستجابة للأوامر.
تخيل فتح وغلق اليدين
وبحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية New England، فإن نتائج الدراسة تفيد بأن عدم استجابة المريض لا تعني بالضرورة أنه ليس على دراية جزئيًا على الأقل بما يحدث.
وعلى مدى العقود القليلة الماضية، اكتشف العلماء علامات “الوعي الخفي” في بعض المرضى غير المستجيبين. وفي الاختبارات، تم إعطاء تعليمات مثل “تخيل فتح وإغلاق اليد” للمرضى أثناء مراقبة نشاط أدمغتهم من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي fMRI أو تخطيط كهربية الدماغ EEG.
ردود فعل ذكية
وبالفعل، في بعض الحالات، تشير هذه القياسات إلى حدوث ردود فعل ذكية في الدماغ، حتى بدون علامة جسدية واضحة، مثل قيام المريض بفتح وإغلاق يده بالفعل، مما يشير إلى أن المشكلة بالنسبة لبعض المرضى لا تتعلق بالإدراك ولكن بمهاراتهم الحركية، وهو ما يؤدي إلى حالة تسمى الانفصال الحركي المعرفي.
قدرة غير مرئية
وقالت يلينا بودين، الباحثة الرئيسية في الدراسة الجديدة: “تثير النتائج أسئلة أخلاقية وإكلينيكية وعلمية حاسمة، مثل كيفية تسخير هذه القدرة المعرفية غير المرئية لإنشاء نظام للتواصل وتعزيز المزيد من التعافي”.
ومن المثير للاهتمام أن نتائج الدراسة توصلت إلى أن ما يصل إلى 25٪ من المرضى كانوا قادرين على اتباع التعليمات بشكل متكرر على مدار عدة دقائق، فيما يعد أعلى من التقديرات، التي أثيرت في الدراسات السابقة، والتي رجحت نسب 15 إلى 20٪.
كما يقول فريق الباحثين إن التوصل إلى إرشادات حول كيفية تقييم الانفصال الحركي المعرفي سيكون محور العمل المستقبلي.
إن الفهم الأفضل للوعي في هذه الحالات يمكن أن يحسن النتائج للمرضى، مع بعض النتائج المبكرة الواعدة في إثارة الوعي باستخدام الموجات فوق الصوتية أو غرسات الأعصاب الغامضة.
عواقب وخيمة
وقالت بودين إن فريق الباحثين يولي المزيد من الاهتمام للعلامات السلوكية الدقيقة، التي يمكن أن تكون تحت السيطرة الإرادية، أو التحدث إلى المريض أو تشغيل الموسيقى في الغرفة، لأنه من ناحية أخرى، فإن الفشل في اكتشاف الانفصال الحركي المعرفي يمكن أن يكون له عواقب وخيمة، بما يشمل الانسحاب المبكر لدعم الحياة، وعلامات الوعي المفقودة، وعدم القدرة على الوصول إلى إعادة التأهيل المكثف”.
متابعات