وكالة دفّاق نيوز للأنباء تنشر استطلاعا يناقش حوادث قتل الأقارب باليمن : استمرار الحرب منذ أكثر من سبع سنوات ً حتى اليوم مثل سببا رئيسيا ومباشرا لانتشار حوادث قتل الاقارب
لكشف اعماق مشكلة سلسال الدم في المجتمع اليمني : وكالة دفّاق نيوز للأنباء تنشر استطلاعا شبه استقصائي يناقش حوادث قتل الأقارب: * استمرار الحرب منذ أكثر من سبع سنوات ً حتى اليوم مثل سببا رئيسيا ومباشرا لانتشار حوادث قتل الاقارب * الحرب أحد الأسباب الرئيسية للعنف الأسري * عدم القدرة على تأمين الحد الأدنى من الأساسيات يجعل من الشخص وحشا كاسرا
***
أثار استمرار نزيف سلسال الدم المتمثل بتزايد ارتكاب جرائم قتل الأقارب في الجمهورية اليمنية غضبا واسع النطاق على مستوى الشارع اليمني وهزت هذه الجرائم وجدان الإنسان اليمني النقي حيث انتشر هذا النوع الجديد من هذه الجرائم الوحشية التي يرتكب معظمها الأبناء بحق آبائهم او الازواج ضد بعضهم البعض او الاقارب ضد بعضهم البعض خلال السبع السنوات الأخيرة في اليمن حيث تزايدت أعداد الجرائم من هذا النوع إلى حد باتت فيه أقرب للظاهرة منها للحوادث الفردية حتى إنه لا يكاد يمر وقت طويل على وقوع إحداها حتى تكون جريمة أخرى مماثلة لها قد وقعت في مكان آخر، ضمن تصاعد مريع لسلسلة جرائم القتل الأسري في اليمن .
وكالة دفّاق نيوز للأنباء تنشر استطلاع شبه استقصائي حول تزايد حالات قتل الأقارب.. وتشخيص الأسباب الحقيقية لذلك هل بسبب الحرب ام ان للوضع الاقتصادي والفقر والجهل وانعدام فرص التعليم سبب في ذلك وفي هذا الاستطلاع تم استضافت عددا من الاكاديميين والمختصين والمستشاريين والباحثيين في علم الإجتماع وأطباء نفسيين للكشف عن الاسباب الحقيقيه لانتشار وتفاقم مشكلة قتل الأقارب والتي تعتبر من الأفعال المشينة والغريبةوالدخيلة على المجتمع اليمني الذي يرفض العنف بكل أشكاله وصوره المختلفة فإلى حصيلة خلاصة الإستطلاع الميداني التالي : خاص / وكالة دفّاق نيوز للانباء بداية قال نشوان السميري /مستشار إعلامي ومدرب / ان بروز حوادث العنف الأسري إلى درجة القتل وإزهاق الروح ظاهرة موجودة في أي مجتمع بما فيها المجتمع اليمني غير أن ما جدّ مؤخرا بالفعل هو ملاحظة الناس بشكل أوضح لزيادة معدل هذه الجرائم بشكل مقلق، وفي اعتقادنا أن أسباب هذه الجرائم ودوافعها غالبا هي ذات منشأ خلافي بين أفراد الأسرة، وأدى إلى تراكم هذه الخلافات أو المشاكل وعدم حلها أدى إلى تفجرها أحيانا كثيرة في شكل عنف مفرط ومميت، طبعا في ظل غياب أو ضعف ثقافة الحوار داخل الأسرة اليمنية؛ وفي المجتمع عموما. واضاف كما أن للوضع العام المحبط، وطول أمد النزاع الممتد لسنوات انعكاساته النفسية على سلوك الناس وداخل الأسرة، وأحيانا بسبب التطرف والتعصب الذي لا يقبل تعدد الهويات والآراء وتابع قائلا لكن هذا التحليل لا يمنع الدوافع المتكررة مثل مشاكل الإرث، والغيرة والأحقاد والغضب، والخيانة الزوجية، والأمراض النفسية غير الملحوظة في وقتها، وربما تعاطي بعض المواد المسكرة أو المخدرة، وكذلك سوء التعامل المفرط لأحد الزوجين (الزوج غالبا) إلى درجة العنف الشديد والإساءة المستمرة والإهانة التي لا تنتهي، وفي غياب قوانين تجرم حوادث العنف الأسري خاصة تلك الصادرة عن أقارب الدرجة الأولى. أو ما نسميه بالعنف القائم على النوع. من جانبه اوضح المستشار الاقتصادي الدكتور عبدالصمد امين ان للعامل الاقتصادي (ظروف المعيشية) دور مهم غي تطور مشكلة قتل الاقارب لما يشبه الظاهرة. حيث تنعكس في توترات شخصية تتطور لتوترات اسرية وعائلية يتم فيه تبادل العنف واحيانا التنمر الذي يطال الاولاد والاخوة او العنف ضد الزوجة او اقاربها او الاقارب بصورة عامة كما نلاحظ من تنامي لهذه المشكلة وتطورها فلا تختفي او يتم التستر عليها بحكم فضاءات التواصل المفتوحة والاعلام وحتى في ساحات القضاء… واضاف هناك تدني في الوعي المجتمعي بأهمية العلاقات الاجتماعية وبخاصة بين الاقارب والمطلوب التعامل الحسن وتوفير الامن والطمأنينة لهم وتابع ان جرائم قتل الأقارب تتناسل بشكل واسع وتؤرق اليمنيين بسبب الضغوط المعيشية الكبيرة منبهاً إلى أن جرائم القتل العائلي تتضاعف كلما ساءت الأحوال المعيشية، وارتفعت الأسعار، وتراجعت القدرة الشرائية، وهو ما يحدث في اليمن منذ سنوات الحرب. وقال ان دور الفقر ومتطلبات الحياة الكثيرة إذ يجد أفراد أنفسهم في موقف بين إغراء تلبية هذه المتطلبات بوسائل خارج القانون بعد انعدام الفرص المشروعة؛ ومقاومة القيم المجتمعية التي تربوا عليها، وغالباً ما تنفجر هذه الضغوط في وجه أقرب الناس إليهم، وهذا غالباً ما يحدث على هيئة خلافات عائلية وخصومات قد تمتد إلى سنوات، لكن عندما يكون الوضع النفسي للفرد تفاقم إلى حد انفصام الشخصية؛ فإن النتائج تكون وخيمة، وتصل إلى حد قتل الأقارب. الى ذلك أكد الأستاذ الدكتور طه ناجي العوبلي استاذ الصحة النفسية المشارك أن حوادث قتل الاقارب هي احداث وحوادث متفرقة لا نستطيع ان نقول عنها بانها ظاهرة في المجتمع اليمني .. واضاف ان اهم الاسباب والعوامل التي جعلت من هذه الحوادث تبرز الى السطح هو مجال السوشل ميديا ومواقع التواصل و ما رافقه من تهويل في عرض هذه الحوادث من زوايا يغلب عليها الطابع الاعلامي المنفلت مع الأسف .. وارجع الدكتور العوبلي العوامل التي قد تكون وراء هذه الحوادث بالقول المجتمع اليمني كغيره من المجتمعات العربية التي زادت فيه هوة الفقر والبطالة والصراعات السياسية فزادت من الضغوط الحياتية ووسعت من الشعور بالاحباط على مستوى الافراد والجماعات .. كما ان للغزو الثقافي والتغريب دور كبير في ذلك .. وأوضح بان الابتعاد عن ثوابت الدين الاسلامي الحنيف من العوامل الرئيسية في اغتراب الافراد والجماعات عن قيمها ومعتقداتها السوية.. وتردي الاوضاع الامنية وجعل اليمن ساحة صراع للاطماع الاقليمية والغربية جعل الكثير من الافراد يعيشوا حالة التوهان والدوران حول الذات وفقدان القيمة الذاتية .. ومضى الدكتور العوبلي في حديثه للوكالة إلى القول :ويعد الوضع الاقتصادي وانقطاع الرواتب وانخفاض مستوى دخل الفرد وضعف الاسرة في مواجهة الكلفة المالية على المواد والمتطلبات الاساسية والتعليم والصحة وغيرها قد ولد لدى العديد من الاسر حالة من العدائية والعدوانية بين افراد المجتمع بل وافراد الاسرة الواحدة ..واثبتت نتائج العديد من الدراسات السيسيولوجية والسيكولوجية بان المجتمعات التي تتوسع فيها هوة الفقر والبطالة تزداد فيها الكثير من الامراض والاضطرابات النفسية الاجتماعية منها على سبيل المثال – الانتحار- القتل – الخيانة – الادمان على المخدرات وغيرها من الاضطرابات النفسية والاجتماعية .. وأشار العوبلي إلى أن هناك العديد من الاجراءات الوقائية منها :- نشر الوعي بقيم ديننا الاسلامي الحنيف ..و التاكيد على روح التعاون والتكافل والعيش المشترك و قيام الجهات الرسمية بواجباتها في تخفيق حالة الفقر والبطالة و تشجيع المبادرات الاجتماعية للاسهام في نشر الوعي وطرق التعامل مع ضغوطات الحياة و الاسهام الواعي من المثقفين في نشر الوعي عبر الوسائل المختلفة .. وحول الاجراءات الامنية والقانونية ومدى فاعليتها للجم مثل هذه المشكلة يقول الدكتور العوبلي :قانون الجمهورية اليمنية والضوابط الرادعه في مثل هذه الحالات واضحة ومحددة بشكل ضوابط عقابية خاصة .. اما الدكتور مطهر صوفان اكد بالقول نحن لا يمكن أن نحكم بوجود ظاهرة معينة إلا من خلال وجود إحصاءات وأرقام رسمية و إن وجود أحداث قتل هنا أو هناك لا يمكن أن تكون سوى أحداث فردية متفرقة يمكن أن تحصل في أي مجتمع بشري على إمتداد التاريخ والمساحة الجغرافية ولكل حادث قتل أسبابه المختلفة عن الآخر وقال صوفان : أعتقد من خلال معرفتي وخبرتي في الوضع الاجتماعي للناس في اليمن غالبا تكون العلاقة بين الأقارب علاقة حساسة وإذا لم يكن هناك ضوابط جيدة للعلاقات بين الأقارب فإنها سرعان ما تتحول إلى عداء أكثر شدة من العداء مع غير الأقارب ومع تدهور الحالة المادية وضعف العلاقات الأسريةوقلة التعليم والوعي تتدهور الصحة النفسية ويتصرف البعض بعدائية شديدة وخصوصا مع الأقارب ولذلك نسمع عن أحداث قتل متفرقة البعض منها صحيحا والبعض عبارة عن شائعات الهدف منها لفت الإنتباه والحصول على الشهرة أو التشهير بأحد مثلا وخصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف: لا أعتقد أن لهذه الأحداث جذور تاريخية وإنما هي تعبير فردي عن حالة من اليأس و الغضب الذي يعاني منه الكثير نتيجة دخول اليمن في صراعات محلية وإقليمية ودولية. وما نتج عن ذلك من نتائج نفسية واجتماعيةوأقتصادية وأسرية ومضى الدكتور مطهر صوفان في حديثه للوكالة إلى القول: تم قطع مرتبات الكثير من الموظفين وارتفعت أسعار السلع أضعافا كثيرة و انعدمت الفرص الوظيفية وأصبح التعليم معطلا في كثير من المناطق وخصوصا الريفية و شبه معطلا في معظم المناطق اليمنية ولم يستطع الكثير من الشباب الحصول على فرص كافية للتعليم واصبح الكثير منهم لا يعرف حتى القراءة والكتابة وأوضح صوفان ظهرت المشكلات الأسرية نتيجة انعدام الدخل وضيق الحالة المادية والنفسية للزوج والزوجة مما أدى إلى طلاق الكثير من الزيجات وتشتت الأطفال وتقطعت الكثير من العلاقات الاجتماعية. مشيرا إلى أن دخول البعض في صراعات اسرية بين اسرة الزوج وأسرة الزوجة ثم تتوسع الصراعات وتتعقد ولا تجد من يحلها مما قد يلجأ البعض لاستخدام العنف في نهاية المطاف. معتبرا أن شعور المواطن اليمني بالظلم المتراكم سواء من قبل حكومة صنعاء أو حكومة عدن والشعور المتزايد بالاحباط وفقدان الأمل نتيجة إنسداد الأفق السياسي واستمرارالحرب وتردي الوضع المادي والأسري والتعليمي وما ينتج عن ذلك من تدهور الصحة النفسية لدى الكثير ثم التفكير بطرق سلبية ثم التصرف بطرق عدائية وخصوصا من قبل فئة الشباب الذين لم يجدوا فرص كافية للتعلم في المدارس ولم يجدوا فرص للعيش ولم يجدوا فرص للسفر واللجوء ولم يجدوا فرص للتنفيس عن مشكلاتهم وهذا ما يدفع البعض منهم إلى إدمان المخدرات والعمل ضمن عصابات إجرامية يكون نهاية ذلك تحول الشاب إلى شخص عدواني وعنيف على القريب والبعيد واعتبر صوفان أن من أهم المعالجات لهذه المشكلة تبدأ بتقديم خدمات التعليم والتربية والصحة وإصلاح الإختلالات ومحاربة الفساد والرشوة والمحسوبية والوساطة بحيث يجد المواطن العدالة الاجتماعية وأن الوطن لجميع أبنائه وأن المعيار الأساسي في المفاضلة هو الكفاءة بحيث يتم بناء الثقة بين المواطن والدولة من خلال العمل والقدوة. واستطرد قائلاً:اعتقد أن توفر ما تم ذكره سابقا سوف يجعل المواطنين سعداء محبين لقيادتهم ومخلصين لوطنهم وسوف تختفي الكثير من المشكلات الفردية والجماعية كما ينبغي علينا أيضا عدم استبعاد آثار ثقافة العنف الموجودة في الألعاب والأفلام والمسلسلات التي حلت محل ثقافة السلام والتعايش وحل المشكلات عن طريق الحوار وتحقيق المصالح المشتركة ونوه صوفان في سياق حديثه إلى أن كثير من المنازعات بين الأقارب تكون حول الميراث ومع طغيان القيم المادية على القيم الاخلاقية والدينية لدى بعض الأسر اليمنية وتحول البعض إلى أشخاص ماديين والحكم على قيمة الشخص من خلال ما لديه من مال وهذا ما قد يدفع البعض إلى الحصول على المال بطرق غير مشروعة وقد يدفع البعض حرمان أقاربه من الورث والبعض الآخر ممن قد فقد إنسانيته قد يدفعه ذلك إلى أن يستعجل موت والده أو والدته أو أحد أقاربه حتى يحصل على الثروة والميراث كما التقت الوكالة بالدكتور / هشام مقبل العلوي نائب المدير الطبي في مستشفى الامراض النفسية والعصبية بصنعاء حيث قال أن من أهم وأبرز العوامل التي ساعدت على استفحال مشكلة قتل الأقارب اليوم في الأوساط الاجتماعية – الفقر – الجهل – انعدام فرص التعليم أمام الكثير من النشئ والشباب الشعور بالفراغ وتصاعد نسبة البطالة لتصل الى نسبة اكثر من ٨٠٪ أن جملة هذه العوامل مجتمعة لا شك أسهمت بشكل مباشر وغير مباشر على خلق هذه المعضلة الخطيرة (قتل الأقارب ) وأضاف الدكتور / العلوي أيضا سقوط بعض الشباب في مستنقعات الجشع وحب الذات مع الابتعاد عن هدى الله سبحانه وتعالى بالإضافة إلى أن استمرار الحرب منذ أكثر من سبع سنوات ً حتى اليوم قد مثل سببا رئيسيا ومباشرا لانتشار ثقافة العنف الأسري وخلق واقع اكتئاب حاد لدى الكثير من النشئ والشباب