مقال رأي
على التحالف ان يدرك ان قطعه لرواتب الموظفين لم يكن في صالحه ولن يكون في صالحه يوما من الايام
بقلم/ القاضي / علي يحيى عبدالمغني
على التحالف ان يدرك ان قطعه لرواتب الموظفين اليمنيين وضغوطه على الامم المتحدة والبنك الدولي لنقل البنك المركزي من مقره الرئيسي في صنعاء الى عدن لم يكن في صالحه ولن يكون في صالحه يوما من الايام ومحاولاته اليائسة بتهييج الشارع من خلال ادواته في الداخل قد باءت بالفشل لان الشعب اليمني يعلم علم اليقين ان من عمل على نقل البنك المركزي وقام بنهب الغاز والنفط ويغلق المطارات والموانئ هو من يقطع الرواتب اما الحكومه في صنعاء فصرفت الرواتب خلال السنتين الاولى من الحرب لكل الموظفين شمالا وجنوبا و حافظت على العملة وهذا ما لم يتحقق في المحافظات التي تسيطر عليها ما تسمى الشرعيه واصرار الوفد المفاوض على صرف الرواتب وربط الهدنة بها هو التزام سياسي واخلاقي للتخفيف من معاناة شريحة واسعة من ابناء الشعب اليمني صبرت رغم المعاناة الكبيرة وتحملت رغم الظروف القاسية وتأقلمت ومستعدة ان تصبر اكثر مما قد صبرت وان تضحي اكثر مما قد ضحت في سبيل عزة وكرامة هذا الشعب وسيادته واستقلاله
صحيح ان معاناة الموظفين اليمنيين منذ ان انقطعت رواتبهم كبيرة فهناك من القصص والمآسي ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فانا اعرف معلما من منطقتي ذهبت والدته البالغة من العمر سبعين عاما تجمع الحطب من الجبل المطل على اموال والدها بعد ان اصيب ابنها بحالة نفسية ولم يعد يفارق البيت لحظة واحدة الا ان والدته لم تعد من الصباح حتى وقت متأخر من النهار واثناء البحث عنها وجدوها مرمية اسفل الجبل مضرجة بدمائها فهذه واحدة من القصص وهناك آلالاف القصص المحزنة
الشعب اليمني على وجه العموم ليس من الشعوب التي يمكن ان يخرجها الفقر للتسول في الشارع فاغلب الناس مستعد ان يموت في بيته من الجوع دون ان يسأل الناس وخصوصا المعلم في المدرسة والدكتور في الجامعةوغيرهم وهناك قصة اخرى اذكرها وهي اني سمعت امرأة جاءت الى زوجتي تطلب منها خبزا تطعم اطفالها فاعطتها ذلك بالاضافة الى مبلغ بسيط من المال كان في جيبي فسألتها عن هذه المرأة فرفضت ان تخبرني من هي قالت لانها اخذت مني يمين ما اخبر احدا عنها وتترجاها أن لا يعلم زوجها فألحيت عليها فقالت لي زوجها هو صديقك فألحيت عليها اكثر حتى اخبرتني فحزنت حزنا شديدا حتى سالت الدموع بغير ارادة كيف اصبح هذا المعلم الذي كان يستضيفني في منزله ويشجعني على الدراسة ويعد لي الطعام باشكاله والوانه عندما كنت طالبا في الجامعة فذهبت لزيارته فوجدته في حالة لا يعلم بها الا الله له ايام ما خرج من منزله واطفاله يتضورون جوعا فشعرت بالحسرة والالم وتاكدت اننا اصبحنا وحوشا وايقنت ان الدنيا لا تساوي شيئا وانه لا يبقى بين الناس الا المعروف فقدمت له مساعدة ماليه وعيني تفيض من الدمع ومع ذلك لم يأخذها الا بعد اقسمت عليه وبعد إلحاح ورجاء بعد ذلك جمعنا من التجار وفاعلي الخير مبلغا يتم توزيعه شهريا على المدرسين في تلك المدرسة ثلاثين الف ريال لكل واحد منهم ومنذ ذلك العام والى الان ونحن نجمع من التجار والمغتربين وفاعلي الخير مبلغا بداية كل عام دراسي يتم توزيعه عليهم طوال العام
ولذلك نطالب الوفد المفاوض بضرورة الزام التحالف وما تسمى شرعيه بصرف الرواتب فهذا حق من حقوق الموظفين