سهام قصير ..قصة أقوى امرأة عربية
تخطّت بشجاعتها ومثابرتها كل الحدود، رياضية لبنانية دفعتها إرادتها الصلبة وحبّها لاكتشاف قوتها البدنية إلى الخروج عن المألوف وتحقيق ما يصفه الكثيرون بالمستحيل، من حمل الاوزان الثقيلة الى جرّ السيارات والشاحنات والطائرات، حصلت على لقب أقوى امرأة في لبنان عام 2024 ضمن بطولة اللقاءات العربية بعد حصولها على المركز الأول ، بالاضافة الى لقب المرأة العربية الخارقة ولقب أقوى امرأة في لبنان والعالم العربي لمدة 8 سنوات، ولا يبدو أن سهام قصير تنوي التوقّف عند هذه الإنجازات فحسب، بل تسعى إلى حفر إسمها في ذاكرة التاريخ، حيث سجّلت رقماً قياسياً من جر سيارات وطائرات وغيرها، إلى تأسيس أول فريق من الفتيات فقط لمرافقة وحماية الشخصيات في لبنان خاصة وأن رسالتها مفادها أن الأنثى يمكنها أن تكون جميلة وقوية في الوقت نفسه من دون أن تنافس الرجل أو تمحو دوره من حياتها، ومن إنجازاتها تدريب 3 لاعبات رماية سعوديات شاركن في أول بطولة رماية في السعودية ، وتمكن من المنافسة مع 18 متسابقة وحصدن المراتب الاولى والثانية والثالثة بكل جدارة.
إعداد : عفت شهاب الدين
الجمع بين الأنوثة والقوة
أسّست منذ فترة قصيرة أول شركة أمن في لبنان خاصة لحماية الشخصيات تتألّف من الفتيات فقط وشاركت في بطولة أقوى امرأة في لبنان عام 2024 ضمن اللقاءات العربية وحصلت على المركز الاول بالاضافة الى لقب المرأة العربية الخارقة ولقب أقوى امرأة في لبنان والعالم العربي لمدة 8 سنوات.
تُعرف بالفتاة الخارقة لأنها تجرّ السيارات والشاحنات والطائرات. حصلت على لقب أقوى امرأة في العالم العربي عام 2016، وهي اليوم رئيسة لجنة السيدات الخارقات في العالم العربي، تملك نادياً رياضياً للتدريب الرياضي وتقدّم النصائح الغذائية لجميع المشتركين للحصول على صحة سليمة وجسم رشيق.
تبدأ سهام قصير (مواليد 1993) حوارها مع “سيدتي” قائلة: “منذ صغري ( 4 سنوات) وأنا ألاحظ أنني أتمتّع بقوة خارقة، ولكن لا أعرف كيفية توظيفها والإفادة منها إلى حين جاء الوقت المناسب بفضل تشجيع ووقوف والدتي الدائم والمستمر إلى جانبي وإحرازي المراتب الأولى طوال أعوام دراستي في مشاركتي بعدة بطولات للدراجات الهوائية، وجدت والدتي أن هذه القوة يجب أن تكون في مكانها المناسب وهو الرياضة كالسباحة إلى الركض والتزلج وغيرها دون التسبّب بأي أذى أو ضرر نفسي أو جسدي، وهكذا بدأت رحلتي مع التدريب تحت إِشراف أهم الاختصاصيين الرياضيين وتمكّنت مع مرور الأيام من جرّ السيارات والشاحنات في العام 2016 وصولاً الى جرّ طائرة في مطار رفيق الحريري الدولي عام 2018 التي بلغ وزنها 6 أطنان و300 كيلو لأكون الفتاة الأولى في لبنان التي تتمتّع بهذه القوة وهذه الموهبة معاً، مع العلم أن هذه ظاهرة لم تحصل بعد لا في العالم العربي ولا في العالم الغربي.
أنهت سهام دراسة الحقوق وحصلت على إجازة جامعية في التربية الرياضية والبدنية من الجامعة اللبنانية، رفعت إسم لبنان عالياً في المحافل الرياضية العالمية عندما حملت رسالة مفادها أن الأنثى يمكنها أن تكون جميلة وقوية في الوقت نفسه من دون أن تنافس الرجل أو تمحو دوره من حياتها، وهنا تقول “أنا لا أجرّ سيارة أو شاحنة أو طائرة إلا وأنا مرتدية فستاناً حتى أقول للناس إن الفتاة قادرة على أن تجمع بين القوة والأنوثة”.
التحديات والإنجازات
عن القدرة الغريبة التي تتمتّع بها تضيف سهام تشير الى أن “اكتشاف هذه القدرة أتى بعد تحديات كثيرة خضعت لها مع عدد من الأشخاص ولا زلت حتى يومنا هذا مستمرة بالمواظبة والمثابرة وقد أسّست شركة الأمن والحماية الخاصة بي والمؤلفة من 5 فتيات. هي أول شركة أمن مؤلفة من الفتيات فقط في لبنان تأسّست منذ فترة بسيطة وأنا صاحبة الفكرة من بعد عملي الدوؤب في هذا المجال منذ 3 سنوات تقريباً أي مجال الحماية والأمن لشخصيات وحصلت على شهادات عديدة خوّلتني الى القيام بالتدريب داخل وخارج لبنان.
تضيف : درّبت شباب وشابات وقمت بعدة مهمات حماية خارج لبنان مع شخصيات مشهورة جداً ومن ثم استلمت في لبنان حماية وأمن شخصيات نيابية في لبنان. هذا الفريق بالنسبة الي قادر على أن يصل الى مكان مهم جداً لأن الفتاة لم يعد ينقصها أي شيء على الإطلاق سواء كان لناحية المهارات الموجودة لدى الشباب على سبيل المثال بل على العكس باتت قادرة على أن تصل الى جميع المراكز والمناصب مهما كان نوع خطورتها. هنا أشدّد وأقول الى أن هذه المهنة لم تعد حكراً فقط على الشباب بل الفتاة اليوم تقود سيارة حماية عادية وسيارة مصفّحة وتكون مسؤولة عنها خاصة وأن حسّ المراقبة لديها دقيق جداً لانها تلتزم بنقل المعلومات ضمن خطة أمنية واضحة وصريحة وتساهم في تحضير المهمة الامنية وإدارة كافة التفاصيل Operation Plan من الألف الى الياء. الفريق مقسّم الى مجموعتين: الاولى تجهّز المهمة ومن ثم تذهب المجموعة الثانية (السبّاقة) لكشف المكان كله وتعطي للمجموعة الاولى التي ترافق الشخصية كافة التفاصيل. كل هذا بحاجة إلى دورات وتدريبات مكثّفة حتى لو تعرّضت الشخصية لأي طارئ على الطريق يتم حمايتها ونقلها من موقع أى موقع آخر يكون أكثر أماناً”.
تتابع سهام : بالنسبة لأعمار فتيات فريق الامن والحماية من الأكيد أنه فوق الـ 18 عاماً والتمتّع بلياقة بدنية كبيرة جداً تسمح لهن بالركض السريع عند الضرورة وتوفّر بعض الأمور الصحية البديهية والاساسية كسرعة البديهة والانتباه إلى أدق التفاصيل ونقل المعلومات بكل سرية واحترافية للفريق لإنجاح المهمة. من الصعب جداً أن نصادف بنات قلبهن قوي ويردن الدخول في هذا المجال. نحن نشق طريقنا بأيدينا وأنا شخصياً أنقل خبرتي للصبايا لتقويتهن خاصة وأنهن قادرات على الوصول إلى ما أنا وصلت اليه، فكلنا نؤمن أننا سوف نصل بشكل مبدع”.
حلوة وسيدة نفسك
تتمرّن يومياً وتقوم بتدريب رياضيين آخرين لـساعات أخرى، وتتبع نظاماً غذائياً وتتابع كل جديد فيما يخصّ الرياضة التي تمارسها مع اختصاصيين من حول العالم، للاطّلاع على القواعد السليمة للتدريب والاستعدادات المختلفة لها.
حول الجمع بين الجمال والقوة تصرّ سهام على أن ترتدي فستاناً عند كل تحدي جديد لانها تؤمن أن “المرأة سيدة نفسها، ويمكنها تحقيق كل أهدافها وممارسة أي رياضة تحبها من دون أن تفقد أي شيء من أنوثتها”. تصرّ سهام على هذه الرسالة، وترفض بالتالي المقولات الجاهزة القائلة إن ممارسة الرياضة تتغيّر من طبيعة المرأة وتنزع عنها عباءة الأنوثة. وعلى أساس هذه القاعدة بات لقبها اليوم المرأة الخارقة، التي تحدّت نفسها ومجتمعها وكسرت الصورة النمطية للمرأة. وإلى إنجاز جرّ طائرة من 6 أطنان، يسجّل لها قيامها أيضاً بجرّ 3 سيارات متّصلة ببعضها البعض، وأيضاً بجرّ شاحنة، خلاصة القول : “لا يكفي أن تكوني حلوة… كوني سيدة نفسك” شعار سهام قصير بهدف حماية النساء وتمكينهن من الدفاع عن أنفسهن، في حال تعرّضهن لأي اعتداء أو تحرّش.
هنا تشير سهام “طاقتي الغريبة ومَتانة أعصابي لفتت أيضاً انتباه أصدقائي في الجامعة، حيث كنت أدرس التربية البدنية، فشجّعني أحدهم على المشاركة في مسابقة لجرّ سيارة وقبلت التحدي ومن يومها بدأت رحلتي مع شدّ الأوزان”.
قد يتخيل سهام البعض بعضلات نافرة وكبيرة تشبه أبطال كمال الأجسام ليُفاجأ بفتاة رشيقة، فالقوة بحسب سهام ليست في تربية كتلة من العضلات بل باتباع التمارين والمثابرة عليها. ولا بدّ من الذكر الى أن قدراتها لاقت استغراباً، لاسيّما من جانب الرجال. أما من جانبها، فهي ترى في هذه القدرات رسالة إلى العالم حول قدرة المرأة، وتعتبر أن المرأة يمكن أن تكون جميلة وقوية في آن من دون أن تنافس الرجل أو تمحو دوره من حياتها.
تنصح سهام كل امرأة بعدم التفكير بالاستسلام في حال كانت تؤمن بنفسها وبإمكانياتها، فرغم الصعوبات التي تواجهنا نتعلّم منها وتكسبنا خبرة وقدرات للتغيير. أما رسالتي الثانية فهي مقولة رائعة بمعانيها القيّمة للإمام علي بن أبي طالب “أقوى النساء من تكون في حضور الرجل أنثى وفي غيابه رجل”.
تضيف سهام : لا أخفي سراً إذا قلت بأنني المسؤولة عن فريق أمن وحماية النائب بولا يعقوبيان التي فتحت أمامي الطريق لأُثبت جدارتي وكفاءتي في هذا المجال على الرغم من المعارضة التي لقيتها من الرجال معها، ولكنني تمكّنت من تخطي جميع الصعاب ووصلت مع الفريق الى رؤية ثابتة جداً في هذا المجال. كما أنني كنت منذ فترة قصيرة في السعودية لتدريبت 3 شابات سعوديات شاركن في أول بطولة رماية في السعودية ، تمكن من المنافسة مع 18 متسابقة وحصدن المراتب الاولى والثانية والثالثة بكل جدارة، وكنت فخورة جداً بهن وبالانجاز الذي أحرزنه”.
أرقام قياسية وألقاب
