من الخرف وألزهايمر إلى الارتجاج الدماغي.. ما مدى خطورة “الكرات الرأسية” في مباريات كرة القدم، وهل يجب إيقافها؟
حصل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم مؤخراً على إذن من مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB)، لإجراء تجربة لا يُسمح من خلالها للاعبين الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً باستخدام “الكرات الرأسية” خلال التدريبات، ويأتي ذلك على خلفية مطالبة الخبراء بمنع استخدام الرأس خلال المباريات لخطورتها على الدماغ.
ما الذي تسببه الكرات الرأسية لدماغ اللاعب، وهل فعلاً هناك مخاطر شديدة تهدد سلامتهم؟
هل يجب منع الكرات الرأسية في مباريات كرة القدم؟
أكدت دراسة حديثة أجرتها كلية ألبرت أينشتاين للطب، أن الضربات الرأسية في كرة القدم يمكن أن تسبب أعراض ارتجاج وعواقب طويلة المدى.
ووفقاً للدراسة التي ظهرت، فإن اللاعبين الذين يستخدمون ضربات الرأس بشكل متكرر في التدريبات والمباريات أكثر عرضة بثلاث مرات للإصابة بأعراض معتدلة (ألم ودوخة) إلى شديدة (تؤدي إلى خروج اللاعب)، من اللاعبين الذين لا يلجأون إلى هذه التقنية مثل حارس المرمى مثلاً.
ضربات الرأس لها تأثير على وظيفة الإدراك اليومي
ذكرت
دراسة أمريكية حديثة نشرتها دورية Frontiers في العام 2016، أن “ضربات رأس” لاعبي كرة القدم قد يكون لها أثر على وظيفة الإدراك اليومي أكبر بكثير من خبطات الرأس العرضية.
وتابعت الدراسة تأثير ضربات الرأس على بنية الدماغ، باستخدام تقنيات التصوير العصبي، وبالمثل كانت هناك بعض الدراسات الحديثة التي تبحث في العلامات البيوكيميائية لإصابة الدماغ لدى لاعبي كرة القدم، وقد تبين أنّ هناك دليلاً على وجود ارتباط بين الرأس وبنية الدماغ غير الطبيعية.
كما لفتت الدراسة إلى أنَّ تأثر الدماغ بسبب الارتطام بالكرة، يُمكن أن يسبب ضعفاً إدراكياً، مؤكدةً أن ما يصل إلى 22% من إصابات كرة القدم هي ارتجاجات في الدماغ.
ما المخاطر المحتملة لاستخدام ضربات الرأس في المباريات؟
لا شكَّ في أن استخدام الرأس يعتبر مهارة من المهارات الأساسية في كرة القدم، لكنها في الوقت ذاته تمثّل خطراً في إصابة الرأس والدماغ، قد يكون بعضها شديداً بما يكفي لإحداث مشاكل على الفور أو بعد عدّة سنوات، لكن من الممكن أيضاً أن تظهر الأعراض ببطء بعد تكرار الإصابات الصغيرة.
ويمكن أن تحدث هذه الإصابات بسبب ملامسة الكرة للرأس، أو قد تحدث أيضاً في أثناء ارتطام رأسين ببعضهما، وتشمل الإصابات المحتملة, ما يلي:
ارتجاج الدماغ
يحدث ارتجاج في المخ عندما تضرب رأسك بشدة، ويسمى ارتجاج الدماغ الرضخي.
بعد حدوث الارتجاج، قد تظل مستيقظاً مثلما حصل مع حارس ليفربول السابق لوريس كاريوس في نهائي دوري أبطال أوروبا، أو قد تفقد وعيك كما حدث مع العديد من اللاعبين على مر التاريخ، فيما تشمل الأعراض المحتملة الأخرى ما يلي:
-
صداع الرأس
-
صعوبة في التركيز
-
فقدان الذاكرة
-
ارتباك
-
رؤية ضبابية
-
دوخة
-
مشاكل التوازن
-
غثيان
-
حساسية للضوء أو الضوضاء
إصابات تحت الارتجاج
تحدث الإصابة تحت الارتجاج أيضاً عندما يضرب رأس الشخص بقوة شديدة، ولكن عكس الارتجاج، فهو ليس شديداً بما يكفي لإحداث أعراض واضحة.
ومع ذلك، لا تزال الإصابة تسبب بعض التلف للدماغ، وبمرور الوقت يمكن أن تتراكم إصابات الارتجاج المتكررة وتؤدي إلى أضرار أكثر خطورة.
يرتبط هذا النوع من إصابات الرأس المتكررة بالاعتلال الدماغي الرضحي المزمن ( CTE)، وهو مرض تنكسي عصبي تدريجي.
يكون خطر الإصابة بالاعتلال الدماغي الرضحي المزمن أعلى عندما يعاني شخص ما من إصابات دماغية ارتجاجية وارتجاجية على مدى سنوات عديدة.
لم يتم فهم الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن بشكل كامل حتى الآن، وقد تؤثر العديد من العوامل، مثل الجينات والنظام الغذائي، على كيفية تسبُّب صدمة الرأس في الإصابة بالاعتلال الدماغي الرضحي المزمن.
تختلف الأعراض أيضاً من شخص لآخر.
تشمل العلامات المبكرة المحتملة ما يلي:
-
ضعف ضبط النفس
-
سلوك مندفع
-
مشاكل الذاكرة
-
ضعف الانتباه
-
مشكلة التخطيط والقيام بالمهام (الخلل التنفيذي)