مايا الهواري
الأخلاق عنصر أساسيّ في العلاقات، وقد بُعِث نبيّ الأمّة محمد، صلى الله عليه وسلّم، ليتمّم مكارم الأخلاق، وذلك نظراً لأهمّيتها، (إنّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق)، لذا تقوم العائلة بتربية أبنائها تربية سليمة وتزرع داخلهم الأخلاق الحميدة، ليكبروا وتكبر معهم هذه الصّفات الحسنة، وليكون ميزان علاقاتهم قائماً على الأخلاق، فيتعاملون في المدرسة وفق أخلاقهم، وفي العمل، ومع الأصدقاء كذلك، أي أنّ الأخلاق هي شريعة يمشي وفق مقتضاها الإنسان، حتّى وإن حصل خلاف بين الأشخاص، فإنّ الأخلاق هي ما يحب أن يحكمهم، وعليهم أن يتعاملوا بالأخلاق مع خصمهم، وأكثر مثال يُبرز أهمية الأخلاق ودورها الكبير في الحياة هي عندما يتعامل المطلّق مع طليقته، أو العكس، ما ينعكس إيجاباً على الأبناء، منطلقين من فكرة أنّ العلاقة بين الزّوجين انتهت مدّتها، والانفصال كان هو الحلّ الوحيد، لكنّ هذا الانفصال تمّ وفق أسس الأدب والأخلاق، فنراهم يستمرّون بالتّعامل في ما بينهم إن اقتضى الأمر بصورة أخلاقيّة جميلة تعود آثارها الإيجابيّة على الأبناء، فلا يتأثّرون الأثر الكبير بانفصال والديهم، على عكس من يقوم بافتعال المشاكل بعد الطّلاق والانفصال، والعجب العجاب من ذلك إن قام أحد الطّرفين بزرع النّكد في حياة الآخر وخاصّة بعد الانفصال، وبالتّالي تسوء الحالة النّفسيّة للأبناء، وتتدهور حياتهم وتعود للوراء، والأمر الغريب أنّ المطلّقة تبدأ بالتّدخّل في حياة طليقها أو العكس، والعجب أنّ الطّلاق تمّ وانتهت العلاقة، فلماذا التّدخّل بحياة الطرف الآخر وافتعال المشاكل والمنغّصات عليه، ولماذا الطّلاق والانفصال إن كان يرغب في البقاء معه، وبالتّالي ستعود هذه المشاكل على الأولاد، وعلى النّقيض إن تمّ الانفصال برقيّ وأخلاق وعلم كلّ من الطّرفين، فإنّ الانفصال هو أفضل الطرق لهما مع بقاء الهدف الأوّل في حياتهما، وهو الأبناء، فيستمرّون برعايتهم وحمايتهم رغم انفصالهما.
نستنتج ممّا سبق أنّ الأخلاق هي التي تحكم العلاقات بين البشر، لأنّها بوصلة الرّقيّ والازدهار، ومتى سادت الأخلاق في المجتمعات ساد الرّقيّ والحضارة، وبلغ التّطوّر أوجه.
متابعات