شقيقان يفترقان في الطفولة ويتحوّلان إلى عدوّين في “العميل”

شقيقان تفرّقهما الحياة في الطفولة، وتعيد لمّ شملهما في مرحلة الشباب ليتواجها طوال الأحداث. أحدهما يعمل في سلك الشرطة، والآخر عضو بارز في واحدة من أشهر عصابات المافيا، وذلك ضمن أجواء من التشويق والإثارة وحبس الأنفاس في الدراما الاجتماعية العربية “العميل” على MBC1 وشاهد.

تنطلق الأحداث حين يكلَّف خريج أكاديمية الشرطة “أمير” باختراق عصابة إجرامية، ويكتشف في سياق الأحداث أن أخاه، الذي اختُطِف في الطفولة، ينتمي إلى واحدة من أخطر المنظّمات. العمل مقتبس من المسلسل التركي (Icerde – “في الداخل”)، وتولّى إعداد السيناريو والحوار للنسخة العربية منه رامي كوسا، ويحمل توقيع المخرج بارباروس بيلجن، وإشراف عام سارة دبوس. يضم العمل كوكبة من الممثلين السوريين واللبنانين، أبرزهم: النجم القدير أيمن زيدان، سامر إسماعيل، وسام فارس، فادي صبيح، طلال الجردي، أيمن رضا، يارا صبري، عبدو شاهين، رشا بلال، ميا سعيد، هند باز، حازم زيدان، وهمام رضا.

أيمن زيدان: خضت معركة مع شخصية “ملحم” كي أخرجها من طابع الكليشيه!

يشكل العمل خارج إطار الوطن العربي أمراً مهماً ومحفزاً للنجم أيمن زيدان، ويعتبرها “مناسبة لأن نعمل مع بلاد يختلف أسلوب عملها عن أسلوبنا في الدراما، ثم تقديم أعمال مع جهات لها حضورها وموقعها كمجموعة MBC ومنصة شاهد”. يتحدث زيدان عن مدى جاذبية شخصية “ملحم” وتلوّنها، فيقول إنه “عاش معركة مع الشخصية من أجل إظهارها بصورتها النهائية، فهو رجل كان يعمل لحّاماً ثم افتتح مطعماً وتحول إلى رجل عصابات وزعيم مافيا شرس، وقد أردتُ أن أخرجه من قالب الكليشيه والنمطية، وأجعله إنساناً من لحم ودم، وبالتالي هو شخص يفرح ويحزن ويحب رغم كل شروره، لأن الإنسان بطبيعته مجبول بالخير والشر، فالشرير هو الشخص الذي يطغى الشر لديه على الخير من دون أن يلغيه، والخيّر هو الشخص الذي يطغى جانب الخير على شخصه من دون أن يلغي الشر في داخله”. ويضيف: “كبشر نحتمل هاتين المعادلتين، والعمل على الشخصية كان مُرهقاً، إذ تعاملت معها بجدية تامة، وحاولت أن أسلّط الضوء على كيفية وصولها إلى مفاهيمها وطباعها وقراراتها”.

يأمل زيدان أن يكون قد نجح في ما يعتبره اختباراً، متمنياً “أن تأتي النسخة العربية بطعم جديد ونكهة مختلفة، وأن نكون قد نجحنا في تقديم المشروع بعين عربية، رغم التحديات التي واجهتنا”.

وعن الشخصية التي يقدّمها ضمن السياق الدرامي للأحداث، يقول أيمن زيدان: “”ملحم” هو أب من نوع خاص، تُختَبر أبوّته على أكثر من صعيد لأسباب معينة سنراها خلال الأحداث، وقد عمدتُ إلى كشف الجانب العاطفي والخيّر في شخصيته كوالد، لكي يبدو إنساناً حقيقياً، وهذه التركيبة تعطي الممثل متعة في الأداء”.

وختاماً، يثني أيمن زيدان على حضور بطلَي العمل سامر إسماعيل ووسام فارس مشيداً بموهبتهما، بالقول: “اللافت هو جديتهما في التعاطي والإحساس بالولاء للمشروع، وقد مرت علينا الفصول الأربعة حتى انتهينا من تصوير العمل. شخصيات العمل مهمة ومواقعه كثيرة، وما نقدّمه أقرب لأن يكون 90 فيلماً، مما يجعله مشروعاً متكاملاً من الناحية البصرية ومُجهداً للممثلين على صعيد الأكشن والحركة”.

سامر اسماعيل: “أمير” لم ترحمه الحياة ومكنوناته تتناقض مع ما يُظهره

يوضح سامر اسماعيل أن الدور هو صورة لصراع الخير والشر في المقام الأول، فأولوية “أمير” هي حماية عائلته، وقد اضطر الشاب أن يتحمل المسؤولية منذ أن كان صغيراً، إذ تزامن ذلك مع عملية اختطاف أخيه واختفاء أبيه، وهو يحاول أن يتعايش مع الشك بأن أخاه لم يمُت، وهذا ما خلق لديه بعداً ثانياً للتعامل مع الحياة. ويشير إسماعيل إلى أن “هذا العمل لا يشبه التجارب الأخرى من المسلسلات المعرّبة، إذ إن مسلسلنا قاسٍ رغم الجوانب الإنسانية الكثيرة فيه، ويروي قصة عائلة بطريقة مؤثرة وعميقة، إلى جانب مشاهد أكشن صُوّرت على مستوى عالمي، فحلقات العمل هي بمثابة سلسلة أفلام سينمائية لجهة قيمتها الإنتاجية والجهد والمَشاهد القتالية والمطاردات الموجودة فيها، وبالتالي فإن العمل يجمع سلسلة من المعادلات التي تجعله لا يمر مرور الكرام عند المشاهدين”. وعن التحضيرات الجسدية، يقول سامر اسماعيل: “الشخصية تقدّم مشاهد الأكشن والقتال، فنحن نتكلم عن ضباط ومداهمات وعمليات قتالية، ويجب أن تتمتع الشخصية بالتكوين الجسدي المناسب”. ويضيف: “”أمير” هو شخص لم ترحمه الحياة… مكنوناته تتناقض مع ما يظهره، إذ إنه يبدو للناس شخصاً عنيفاً ومحتالاً، لكن هدفه في الحياة هو حماية عائلته وإيجاد أخيه وفضح العصابة، ونراه لا يكاد يخرج من مشكلة حتى يتورط في أخرى”.

ويُثني اسماعيل على الانسجام مع الممثل وسام فارس، الذي يلتقي به للمرة الأولى في الدراما، وكذلك على العلاقة الإنسانية بين جميع الممثلين في كواليس التصوير. ويتوقف أخيراً عند شخصية “ملحم”، واصفاً إياها بـ”الشر المطلق”… وهنا تكمن قدرة النجم أيمن زيدان على تقديم شخصية تتناقض كلياً مع طبيعة شخصيته الحقيقية. ويختتم حديثه بالقول عن “مجموعة MBC”: “لقد غيّرت حياتي تماماً عندما قدّمت معها مسلسل “عمر” (2012)، وأعود إليها اليوم، وهي المؤسسة التي تعرف كيف تُظهر الممثل بأفضل صورة”.

وسام فارس: سر يُفتضح ويكشف هوية “وسام” وحقيقته

أما الممثل وسام فارس فيقول بأن “مسلسل “العميل” يجمع بين التشويق والدراما والكوميديا”. ويوضح أن “”وسام” هو شاب لا يعرف هويته الحقيقية، ويراوده سؤال “مَن أكون!”، وعلاقته بـ”أمير” هي علاقة ندّية منذ البداية، فهم أبناء دفعة واحدة في كلية الشرطة، وعلى خلفية ما يتعرّض له “أمير” مع العميد “خليل”، تكون الأفضلية لـ”وسام”، لكن “أمير” يحاربه في الوقت نفسه من خلال علاقته بـ “ملحم” و”خولة”.

ويقول وسام فارس: “منذ لحظة افتضاح سر مهم في بداية الأحداث، تتعقّد الأمور، في ظل تنافس دائم ومستمر بين “أمير” و”وسام” من المشهد الأول، وهو تنافس على مَن يكون الأفضل في الدفعة، ومَن هو الأهم عند “ملحم” وفي حياة “نور” (ميا سعيد)، وحياة “ميادة” والدة “أمير” (يارا صبري)، ولاحقاً حياة “خولة” (رشا بلال)”، معتبراً أن “التنافس قائم على كل الصعد، وثمة غيرة بينهما، خصوصاً من جانب “وسام” بل ربما حقد منه على “أمير””. وعن الاستعدادات النفسية والجسدية للشخصية، يقول فارس إن “لكل ممثل أسلوبه في قراءة الشخصية، وكيفية تقديمها”، لافتاً إلى “إلقاء نظرة شاملة على تاريخ الشخصية يُظهر حجم العقد النفسية التي تعيشها، فالدور الذي ألعبه هو لشخص نشأ من دون أهل، ولا ثوابت عنده، وهذه الأمور يجب أن تكون واضحة في الشخصية وفي طريقة أدائها”. وعن العلاقة مع النجم أيمن زيدان، يقول وسام فارس: “الأستاذ أيمن هو أب وحاضن لنا ولكل الشباب الذين شاركوا في المسلسل، وأقدّر له دعمه وتوجيهاته لنا خلال التصوير”.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى