قد تكون أصعب لحظة يمر بها رائد الأعمال هي تنفيذ قرار الإغلاق سواء لتراجع نشاط الشركة أو لتغيير النشاط التجاري، الأمر هنا لا يقتصر على الحسابات الاقتصادية للشركة بينما ثمة اعتبارات إنسانية تتعلق بالعاملين والتفكير في مستقبلهم وكيفية إخبارهم بقرار “الإغلاق”.
عملية خروج الموظفين تتطلب التعامل بمرونة وذكاء عاطفي حتى لا يتسبب صاحب العمل في صدمة للموظفين، وهنا يشير خبراء إلى استراتيجية الخروج من هذا المأزق.
قواعد إبلاغ الموظفين بـ “إغلاق” الشركة
تقول جيسيكا فيالكوفيتش، مؤسس ورئيس شركة Exit Factor المتخصصة في استشارات الشركات ورواد الأعمال، في حوار أجرته مع “entrepreneur” إن هناك نصائح معينة تقدمها لرواد الأعمال المقبلين على مرحلة الإغلاق أياً كانت الأسباب، من شأنها تخفيف وطأة التوتر والآثار المترتبة على الإغلاق فيما يخص الموظفين، وتضمنت هذه النصائح التالي:
إتمام البيع أولاً
على عكس المتوقع، لا تنصح فيالكوفيتش رواد الأعمال إبلاغ العاملين بالشركة بقرار البيع قبل إتمام جميع الإجراءات، يجب ألا يعلم بذلك إلا المالك وفريق الانتقال التابع له وربما أحد أعضاء الفريق الأساسيين حتى اكتمال الصفقة.
وتبرر هذه القاعدة قائلة ” انتشار قرار البيع قد يتسبب في المغادرة المبكرة كنتيجة لإثارة الخوف غالباً ما يفترض الموظفون أن الشركة معروضة للبيع لأنها تفشل، أو يخشون أن يتخلى عنهم المالك الجديد، قد يغادرون الشركة قبل الانتهاء من البيع ، مما يضر بقيمة الشركة”.
البعد الآخر الذي أشارت له هو أن الهدوء وعدم إثارة القلق قد يساعد رائد الأعمال في إتمام الصفقة مع ضمان بقاء الموظفين، من ثم لن يضر بمستقبلهم، على عكس ما يحدث حال إفشاء الخبر، قد يثير الموظفون قلق المشتري الجديد ما يعطل الانتقال السلس.
التفويض لفريق موثوق
كجزء من سرية المرحلة، يجب ألا يتمم صاحب الشركة جميع الإجراءات بنفسه، بينما يفضل أن يفوض فريقاً موثوقاً يتمتع بالمهنية والإلمام بمطالب صاحب الشركة، تجنيد فريق من المستشارين ذوي الخبرة يضمن السرية وحماية المعلومات الحساسة حول عمليات الشركة والعملاء والموظفين.
إذا حدث وانتقل خبر الإغلاق أو البيع للموظفين، يجب التعامل بحكمة مثل الإجابة بأن صاحب الشركة لا يزال يدرس المرحلة و العروض المقدمة دون الإفصاح عن أي تفاصيل من شأنها الإضرار بالشركة والموظفين.
إعلان البيع بإيجابية
بمجرد إتمام الصفقة تأتي مرحلة الإعلان للموظفين، وهنا تنصح مستشارة الأعمال بإعلان الخبر باعتباره خبراً ساراً وإيجابياً يبشر بتحسن الأوضاع، لأن عادةً قرار البيع يأتي بعد مرحلة تعثرات، يجب أن يتحدث صاحب الشركة عن المالك الجديد بإيجابية ليبشر العاملين بأن القادم جيد.
التعبير عن الامتنان
من القواعد شديدة الأهمية عند إخبار الموظفين بقرار إغلاق الشركة أو بيعها هو أن يعبر صاحب الشركة عن امتنانه لموظفيه مع التأكيد على أن الصفقة راعت أوضاعهم، لأن الموظف في هذه اللحظة قد يظن أن صاحب العمل غير معني سوى بحصوله على أمواله ما يثير تخوفات.
إبلاغ الفريق تدريجياً
ينصح بألا يتم إبلاغ جميع الموظفين في مرحلة أو وقت واحد، بينما يجب إبلاغ فريق الإدارة أولاً. قدم نقاط نقاش لمساعدة فرقهم على التعامل مع عملية الانتقال، و بعد ذلك، قم بعقد اجتماع كامل للفريق بحضور البائع والمشتري. احتفل بالحدث، وعبر عن امتنانك لموظفيك فهم الأشخاص الذين اجتذب عملهم المشتري المثالي- وسلط الضوء على الفرص التي يجلبها المالك الجديد. بالنسبة للشركات الصغيرة، يمكن للاجتماعات الفردية مع كل موظف معالجة المخاوف والأسئلة الشخصية.
الإجابة على الأسئلة
وفقاً لخبراء succession resource، طبيعي أن يكون لدى الموظفين الكثير من الأسئلة، و التي قد يكون بعضها مربكاً،
أحد الأسئلة الأولى التي ستطرح هي ما إذا كان المالك الجديد سيسمح للموظفين بالرحيل أو سيجري تغييرات أخرى. وهنا يجب التأكيد على أن الموظفين كانوا جزءاً من الصفقة، لاسيما وأنه نادراً ما يتم الاستغناء عن الموظفين في الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. يرغب المشترون عادةً في الاحتفاظ بالموظفين لأنهم جزء من نجاح الشركة.
الفترة الانتقالية
بعد إتمام البيع يجب أن تأخذ الفترة الانتقالية فرصتها كاملة، وهي مرحلة تسليم وتسلم وتعارف بين المالك الجديد و الموظفين، يمكن أن تستمر هذه الفترة الانتقالية لمدة تصل إلى عام، اعتماداً على طبيعة العمل داخل الشركة، طول هذه المرحلة شيء إيجابي للموظفين لأنها تشعرهم بمزيد من الاطمئنان، كما أنها طريقة لتحفيز الموظفين لإظهار كفاءتهم للمالك الجديد.
أما من جانب المالك الجديد يجب عدم إجراء تغييرات كبيرة خلال الأشهر الستة الأولى للحفاظ على الاستقرار داخل الشركة، كما أن هذه الخطوة تساهم في تحقيق التكيف بين المالك وفريق العمل.
سياسة الباب المفتوح
سواء بالنسبة لصاحب الشركة المغادر أو للمالك الجديد يجب اتباع سياسة الباب المفتوح والتي تسمح للموظفين بالتعبير عن مخاوفهم والشعور بأنهم مسموعون، وهو ما يبني الثقة ويحقق الاستقرار.
الثقة
المحرك الرئيسي لأي شركة هو فريق العمل، لذلك يجب تعزيز الثقة في الموظفين للاستمرار في عملهم، على صاحب العمل أن يظهر أهميتهم وقيمتهم في كل مراحل الانتقال ومن هنا يضمن استقرار الشركة.
في النهاية، إن التخطيط والإدارة الدقيقة للانتقال يضمن عملية أكثر سلاسة ويحافظ على سلامة الشركة وأدائها.