القسمة والنّصيب

مايا الهواري

حياتنا مكتوبةٌ قبل أن نولد، سواء أكانت وفق مزاجنا أم لا. تقول إحدى الفتيات إنّها تتمتّع بمظهر حسن، وقد تقدّم لخطبتها العديد من الشّباب، لكنّ هذه الخطوبة لا تتمّ، والكل يغادر، فما السّبب في ذلك؟

إنّ هذه الحالة تتكرّر مع العديد من الفتيات، وليس مع هذه الفتاة فقط، وهذا السّؤال يتبادر لذهن الكثيرات، إذ تتمتّع الفتاة بقدر من الجمال والعلم والأدب، ولكن قد يتأخر ارتباطها، في حين فتيات أخريات لا يمتلكن ما تمتلكه ويتمّ ارتباطهنّ وزواجهنّ، ما أوقع الكثيرات في حيرة من أمرهنّ، والأمر ببساطة كبيرة أنّ الدّنيا أقدار ونصيبٌ مكتوب لكلّ إنسان، سواء نصيبه من المال، الزّواج، الأولاد، الصحة وكلّ شيء، إنّ بعضهم يرزقه الله المال لكنّه حُرِم من الذّرّيّة، وبعضهم رُزِقَ الذّرّيّة رغم فقره وسوءِ مادّيّاتهِ، وبعضهم يمتلك المال الوفير ولكن عجزَ الأطبّاء عن تسخير هذا المال في علاجه، والكثير الكثير من هذا القبيل، ذلك أنّ لكلّ إنسانٍ رزقه، يأخذه ولا ينقص منه مثقال ذرّة، فلا أحد يأخذ نصيب الآخر مهما حاول، وهنا يجب أن يقتنع المرء ويرضى بما قسمه الله له، وليبدأ بالابتعاد عن التّفكير في هذه الأمور، وخاصّة الفتيات، كما يجب إعادة ترتيب أولويّاتك أيّتها الفتاة، فبدل أن يكون الرّجل أول اهتماماتك اجعليه آخر بنود هذه الأولويّات، إن أتى أهلاً ومرحباً وإن لم يأتِ فهذا نصيبٌ اقبليه بروحٍ طيّبة مرحة، وأعيدي صياغة أهدافك في الحياة، وقدّري ذاتكِ، ولتعلمي أنّ ما يأخذه الله منكِ هو خيرٌ لكِ، لأنه لو كان خيراً لما ذهبَ، بل اختار الله لكِ الأفضل، لأنّك لو ارتبطتِ بشخصٍ لا يناسبك فستكون حياتك تعيسة ومملوءة بالسّلبيّات والمشاكل، لذلك استخيري الله في الأفضل دائماً حتّى لو تأخّر هذا الأفضل، واجعلي الرّضا زينة حياتك؛ لأنّ المؤمن القويّ هو الذي يجعل الرّضا والقبول بقضاء الله أساس حياتهِ، وصحيح أنّ المال والبنون زينة الحياة الدّنيا، ولكنّ الباقيات الصّالحات خير وأبقى.

نستنتج من ذلك أنّ الحياة قسمة ونصيب، وكلّ ما يصيب المرء مكتوب قبل ولادته، سواء من الزّواج، المال، البنون، أو العلم، وأنّ لكلّ إنسانٍ قدراً مكتوباً من الأرزاق، قد يحصل عليه جميعاً أو على بعضه، وكلّ ما يحصل عليه هو اختيار الله تعالى وفيه الخيرة، فلتكن القناعة والرّضا زينة حياته ليعيش الإنسان سعيداً هانئاً.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى