الجدل المُثار أخيرًا، حول شخص ” أحمد علي ” أو فلنقل حول “طفل الرئيس السابق” حسب رأيي لا يمثل شيئًا خارقًا أو اهتمام يجعلنا نقف بين مؤيد ومعارض نتحدث ونلوك الكلمات بتبذير يقودنا نحو توصيف الرجل واعتباره إما شخصية عسكرية أو سياسية وطنية.
من هو أحمد علي ؟..
يجب أن نتوقف عن تسويق الوهم وأنَّ الرجل شخصية اعتبارية تحبهُ الجماهير وأنه ” غودو” المخلص لهذه البلاد والأمل الذي لابد من التشبث به في حالة الاحتراب التي هو منذُ والده والسلطة التي كانوا من ذويها، جزء كبير وسبب من هذه الحرب…
من هو أحمد علي ؟.. فربما يكون غير الذي أعرف عنه تاريخه..
لقد تم تسويقه للشعب كقائد عسكري وأختارتهُ قوى المؤتمر التقليدية المؤمنة بشخص الرئيس والباحثة عن الزعامة لأن يتمثل واقعها السياسي، وعلى النحو الذي شكل في الوعي الشعبي مجده الشخصي ولذلك أسباب، من بينها على الأقل، تحطم رمز الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وموته وتصفيته سياسيًا وجسديًا، هذا والأسباب كثيرة منها الحزبي والاعلامي والجغرافي والخارجي الطامع واللاهث في تخريب بلد كاليمن.
من هو الرجل غير شخص الحزب العائلي وابن الرئيس المدلل؟
ليس هنالك مجد جاء به “أحمد علي “، وأعتبره ضمن قياسات سلطوية محظوظ، نال عسكريًا عهد والده، من
وظيفة ومنصب عسكري مهم، وبدا على ماهي عليه، متوكئًا بالعائلة ومؤسسات الدولة التي كانت في حيازتهم.
لذلك لم يأتي الرجل من الصفر، أو نتيجة دراسة أكاديمية وحق انتخابي، لم يكن كل ذلك ليكون جديرًا بمنصبه، ورغم الحيازة والظروف العائلية فإنه أثبت جدارته في تطويع بعض الوحدات العسكرية على محبته مقابل عطائه ومحبته المتبادلة التي استخدمها لغرض الحضي بولاء عسكري لذاته وقراراته بعيدا عن الانتماء الوطني كوحدة عسكرية رهينة الشعب ويمكننا الوثوق بها لنتجاوز الخلاف السياسي ..
من هو هذا الرجل ؟ .. لا زلت أجهله سياسيًا فهو إلى حد ما مرتهن
أما البعض ممن يوفرون شخص الرجل اعلاميًا في كل مرحلة من تاريخ البلاد، فإنهم يستمدون ذلك عن جهل عميق بالتاريخ معتقدين به الذكاء السياسي والتأثير الدولي كورقة رابحة، وليس ذلك فقط، بل ثمة شوق
متبطن لإعادة إنتاج الماضي الذي كانوا يعيشونه في ظل حكم الوالد ” رحمه الله ” الذي أمن لهم بشكل كلي استقرار عائلي معيشي على حساب مستقبل ملايين اليمنيين.
إذًا، مالذي يجعل بعض الجماهير تطلق أحكامها وقناعتها في هذا الرجل؟ بلا شك فشل النخب بكل مكوناتها في إدارة الأزمة اليمنية ومخرجات الحوار الوطني من بعد فبراير والتي حاول البعض تصويرها في الفعل السياسي بالقرار الخاطئ، ولا نجهل تآمر كثير من الأحزاب والأطراف الخارجية على سريان مفعول القرارات التي تطلعت لها آمال وأحلام ملايين الشباب الذين خرجوا لأجل مستقبل حقيقي واعد يليق بهم وبالبلاد..
نحن في ظرف سياسي عصيب ولا مانع من أن نكرر هذا السؤال : من هو أحمد علي عبدالله صالح ؟!
جدًا الرجل ضعيف، يريدون به القوة، ومغلوب مرتهن، يريدون به الغلبة، وشخصية من اليوم للتاريخ، هو رجل لا تحكمه صناديق الاقتراع بل مدى العمالة والارتهان للقوى الخارجية التي تمكنها مثل هذه الشخوص من إدارة المشهد اليمني ونهب ثرواته، وليس بالضرورة، أن تكون في الظاهر إذ أن من مظاهر الإستعمار الحديث أن تتبطن القوى الغازية وتخوض حروبها وتسيطر على الشعوب وتنهب ثرواتها عن طريق الوكالة.
ربما كانت الفرصة بعد فبراير متاحة بشكل أكبر لأحمد علي صالح ليتنافس وفق الرؤية الديمقراطية او الإنقلاب العسكري الأبيض أو الأحمر المعمد بالدم، وذلك لعدم وجود قوى موازية يمكنها الاعتراض، لكننا اليوم أمام واقع وقوى متصارعة، لا يد واحدة للبطش، ولا عائلية سادية وسيادية حتى آخر متر مربع، إنما أكثر من مكون سياسي وقوى وجماعات لديها جميعًا القوة العسكرية والحلفاء الاقليمين، حتى أشبه سياسيًا أمام أحمد علي حلم الزعامة بالمستحيل.
ليست مشكلتنا مع احمد علي كمواطن يمني يتقدم لأي منصب سياسي يمكنه الحصول عليه، بل في إعادة إنتاج الماضي بشخصيه الرئيس وابن الرئيس. اعتبارًا من أن اليمن رقعة جغرافية تحقق قانون الملكية والوراثة.
لا يمكن لأحد أن ينكر حقيقة إحتياجنا المرحلي لقائد عسكري كالنموذج المصري ولكن هذا من غير الممكن في ظل تعدد القوى وتوازنها الراعب الماثل في أدواته المادية من سلاح وحشود..
إذًا من هو أحمد علي ؟
بقلم : شوقي نعمان