البابا يعتذر: الكنيسة “تعاونت” في “تدمير” ثقافة الشعوب الأصلية

بعد السكان الأصليين في كندا.. تاريخ اعتذارات الكنيسة الكاثوليكية

اعتذر البابا فرنسيس، يوم الاثنين، لمجتمع السكان الأصليين في كندا عن الدور الذي لعبته الكنيسة الكاثوليكية في الإشراف على عقود من الانتهاكات في بعض المدارس الداخلية في البلاد، والتي كانت تديرها كل من الكنائس والحكومة الفيدرالية الكندية.

وإذا كان البابا الحالي، قد اعتذر عن أخذ حوالي 150 ألف طفل من السكان الأصليين من عائلاتهم واستخدام الجوع والعنف الجنسي والتلقين الديني بالقوة، فقد سبق لأسلافه أن قدموا اعتذارات مماثلة، وفقا لما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست”.

وكان الباب فرانسيس، وهو من الأرجنتين، قد تحدث بلغته الإسبانية الأصلية: “أنا أعتذر بشدة، وآسف للطرق التي دعم بها، للأسف، العديد من المسيحيين العقلية الاستعمارية للقوى التي اضطهدت الشعوب الأصلية”.

وفرانسيس هو أول بابا في أمريكا اللاتينية وقد قدم عدة اعتذارات منذ أن أصبح رئيسًا للكنيسة الكاثوليكية في عام 2013، وأبرزها عن الاعتداء الجنسي، ففي رسالة إلى أساقفة في تشيلي في العام 2018، اعترف بارتكاب “أخطاء جسيمة” في التعامل مع فضيحة اعتداء جنسي.

وفي وقت لاحق من ذلك العام، كتب رسالة مطولة للكاثوليك في جميع أنحاء العالم أعرب فيها عن أسفه العميق لدور الكنيسة في الإساءة للقصر والتستر عليها، قائلاً: “لم نظهر أي اهتمام بالصغار، فهذا يعني أننا قد تخلينا عنهم”.

وفي العام 2015، في رحلة إلى بوليفيا، اعتذر فرانسيس عن “العديد من الخطايا الجسيمة التي ارتكبت باسم الرب بحق السكان الأصليين في القارة الأميركية”

وتابع “أطلب بتواضع الصفح، ليس فقط على إهانة الكنيسة لنفسها، ولكن أيضًا على الجرائم التي ارتكبت ضد السكان الأصليين خلال ما يسمى بغزو أميركا”.

البابا بنديكتوس السادس عشر
شغل بنديكتوس السادس عشر منصب البابا من 2005 الى 2013، قبل أن يستقيل متذرعًا بأسباب صحية، وخلال فترة جلوسه على الكرسي البابوي اجتذبت أزمة الاعتداء الجنسي في بعض الكنائس وتورطه المزعوم في المساعدة فيها قدرًا غير عادي من اهتمام وسائل الإعلام، وركز الكثير منها على بنديكت نفسه، وفقًا لمركز بيو للأبحاث.

وفي العام 2010، عندما اجتاحت فضائح الاعتداء الجنسي أبرشيات أوروبا، كتب بنديكتوس السادس عشر رسالة إلى الطائفة الكاثوليكية في أيرلندا يعتذر فيها عن عقود من الإساءة “المنهجية” ضد الأطفال، ولكن دو أن يتخذ أي إجراءات بحق أي كهنة وقساوسة هناك.

وفي هذا العام، أعرب البابا السابق عن “خجله العميق”، بعد أن اتهمه تحقيق ألماني بتكليف من الكنيسة بارتكاب مخالفات في تعامله مع قضايا الاعتداء الجنسي خلال فترة إدارته لأبرشية ميونيخ بين عامي 1977 و 1982.

قال بنديكت: “لا يسعني إلا أن أعبر لجميع ضحايا الاعتداء الجنسي عن خزي العميق، حزني العميق وطلب مني الصادق العفو”.

وتابع: “لقد كان لدي مسؤوليات كبيرة في الكنيسة الكاثوليكية، ومما يزيد ألمي حدوث انتهاكات في تلك الأماكن المختلفة خلال فترة ولايتي “.

البابا يوحنا بولس الثاني
دامت بابوية البابا يوحنا بولس الثاني 27 عامًا، من 1978 حتى وفاته في 2005، وقد كانت أول رسالة بريد إلكتروني له في نوفمبر 2001، وقد اعتذر فيها عن “سلسلة من الظلم، بما في ذلك الاعتداء الجنسي، التي ارتكبها رجال الدين الكاثوليك الرومان في المحيط الهادئ الأمم”، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية.

وقبل ذلك، قدم يوحنا بولس الثاني كفارته عن عدد من خطايا الكنيسة، وذكرت وكالة أسوشيتد برس أنه في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وأثناء زيارته لدول في إفريقيا، “اعتذر باستمرار عن دور الكنيسة في تجارة الرقيق”.

كما كتب اعتذارًا مؤثرا للنساء “اللواتي غالبًا ما تم إقصائهن على هامش المجتمع لدرجة استعبادهن جنسيا”، وألقى باللوم على “التكييف الثقافي” وبعض “أعضاء الكنيسة”.

كما اعتذرت الكنيسة رسميًا في أوقات سابقة لفشلها في اتخاذ إجراءات أكثر حسماً خلال الحرب العالمية الثانية لوقف الحرب الطاحنة التي أودت بحياة أكثر من 60 مليون شخص.
متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى