الحياة علاقات، وتختلف هذه العلاقات بين الأشخاص، كعلاقات الأصدقاء، الأهل، العمل، إلخ، إحدى هذه العلاقات أنّ صديقة العمر تركت صديقتها لأنّها نصحتها نصيحة بأنّ الشّخص الذي تقدّم لخطبتها لا يناسبها، وأنّه كان سبباً في تغيّرها عن طبيعتها، ولكنّ هذه النّصيحة كانت سبباً في تركها لصديقتها، وانزعاجها منها، فتركتها وابتعدت عنها وألغت صداقتهما القديمة، إنّ هذه القصّة طبيعيّة وتحصل مع الكثيرات، ذلك أنّه كما للآجال عمرٌ فإنّ للعلاقات عمراً محدّداً، له بداية وله نهاية، ومن ثمّ تبدأ علاقات جديدة، فالنّاس تدخل في حياتنا تضيف شيئاً جديداً عليها، إمّا خدمةً أو إضافة أو دعماً خلال فترة معيّنة، والله تعالى وحده هو الذي يعلم ما سيقدّمه كلّ شخص للآخرين، فالعلاقات إضافات، وعندما تنتهي الخدمة تنتهي الإضافة، وعند انتهاء أيّ علاقة لا يجب أن يسبّب ذلك حزناً لصاحبها، بل عليه أن يعلم أنّ أيّ علاقة ستنتهي وتزول، إمّا بالانفصال وإمّا بالموت، سواء أكان الانفصال انفصال أصدقاء أم أزواج، وهذه هي سيرورة الدّنيا، وقد تتعدّد أسباب الانفصال لكنّ النّهاية واحدة، وهي الانفصال، ومن ناحية هذه الصديقة فهناك سبب لتركها صديقتها، وهو أنّ العلاقة انتهى عمرها.
نستنتج ممّا سبق أنّ لكلّ شيء عمراً محدّداً، ومن ضمنه العلاقات التي لها توقيت ابتداء وتوقيت انتهاء، فمهما طال عمر العلاقة لابدّ لها من نهاية محتّمة، كما يجب أن نرضى بنهاية العلاقة؛ لأنّ نهايتها بداية لعلاقة جديدة، وهذه سنّة الحياة، التجدّد والاستمرار.
متابعات