أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، في خطاب تاريخي أمام الكونغرس الأميركي، يسعى عبره إلى الحصول على دعم واشنطن للعمليات العسكرية المستمرة في غزة، أن تل أبيب لا تسعى إلى تهجير سكان القطاع، مبيناً أن حرب غزة ستنتهي لو استسلمت حماس.
كما قال في كلمة أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس إن هجوم حركة حماس يوم 7 أكتوبر أشبه بأحداث 11 سبتمبر مضاعفاً 20 مرة، مشيرا إلى أن حرب غزة ستنتهي باستسلام حماس.
وتابع “نحتاج أميركا إلى جانبنا لنحقق أهدافنا”، مشيرا إلى أن تل أبيب أعادت 135 من الرهائن لدى حركة حماس.
وأضاف على وقع تصفيق الحاضرين “أتيت لأؤكد لكم شيئا واحدا هو أننا سننتصر”، مبيناً أن الجهود السلمية لإعادة الأسرى ستنجح.
كذلك قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن تل أبيب لن تهنأ قبل استعادة جميع الرهائن، مخاطبا أميركا “أعطونا الأسلحة بسرعة لإنجاز المهمة بأقرب وقت”.
“إدارة مدنية فلسطينية”
أما بشأن الوضع الإنساني المأساوي في غزة فقال “الجوع في غزة سببه سرقة حماس للمساعدات الإنسانية”.
وتابع “حماس تكذب لتضغط علينا كي ننهي الحرب”، مضيفاً “لا نسعى إلى تهجير سكان غزة”.
كذلك قال “لا نمانع أن تدير غزة إدارة مدنية فلسطينية”، مشيرا إلى أن غزة يجب أن تدار من فلسطينيين لا يسعون لتدمير إسرائيل.
وقال نتنياهو أنه يجب أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على غزة، مضيفاً “يجب إزالة العسكرة في اليوم التالي للحرب”.
كما أضاف “حرب غزة ستنتهي لو استسلمت حماس”.
لعبة في يد إيران
إلى ذلك، قال نتنياهو إن إيران تمول الاحتجاجات التي تحدث في أميركا.
وتابع “إيران تهدد إسرائيل ودول المنطقة”.
وتعليقاً على الاحتجاجات خارج الكونغرس، قال نتنياهو للمتظاهرين “أغبياء لقد أصبحتم رسميا لعبة في يد إيران”.
وقبيل وصول بنيامين نتنياهو إلى الكونغرس، تجمع آلاف المحتجين المعارضين للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة قرب مبنى الكابيتول وحمل بعضهم الأعلام الفلسطينية.
مظاهرات في واشنطن قبيل خطاب نتنياهو في الكونغرس – رويترز
وهذه هي المرة الرابعة التي يخاطب فيها نتنياهو الكونغرس، وهو رقم قياسي بالنسبة إلى زعيم أجنبي، وهو أمر عادة ما يكون مخصصا للقادة الذين يُجرون زيارات دولة، وفقا لفرانس برس.
تأتي تلك الزيارة وسط احتجاجات واستياء بين بعض المشرعين الأميركيين بشأن إدارة الحرب في غزة، وبينما يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ضغوطاً داخلية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس يسمح بإطلاق سراح المحتجزين في غزة.
هجوم مباغت.. ورد إسرائيلي مدمر
يذكر أن حماس شنت هجمات غير مسبوقة على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، واحتجاز نحو 250 رهينة، وفقا لأرقام رسمية.
في المقابل، ردت إسرائيل بقصف مكثف وعمليات برية مدمرة تسببت بمقتل 39 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى جرح عشرات آلاف المدنيين، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
وكانت إسرائيل قد استعادت 110 من الأسرى، خلال وقف إطلاق النار الذي استمر 7 أيام وانتهى في الأول من ديسمبر الماضي.
وتقول إسرائيل إن 120 رهينة ما زالوا في غزة، 32 منهم من النساء والأطفال وكبار السن المسنين الذين يجب إطلاق سراحهم، خلال تعليق أولي للأعمال القتالية مدته 6 أسابيع، بموجب مسودة الاتفاق الذي طرحه بايدن.
ومع ذلك، قال شخصان مطلعان على المفاوضات إن حماس تصر على أن لديها 18 رهينة على قيد الحياة فقط في تلك الفئة من الأسرى، بحسب “بلومبيرغ”.
وهنا ردت إسرائيل بأن حماس “يجب أن تعيد بعض الرهائن في سن التجنيد للاقتراب من حصة 32 شخصا”، لكن الحركة الفلسطينية قالت إن إطلاق سراح المحتجزين من تلك الفئة “لن يتم إلا في مرحلة وقف إطلاق النار”.