تُطل النجمة المصرية ليلى علوي من جديد على شاشات السينما بفيلمها الكوميدي “جوازة توكسيك”، لتواصل رحلتها المتميزة في عالم الكوميديا التي بدأتها قبل سنوات، وتُثبت قدرتها على التجديد والتألق في مختلف الأدوار.
ومنذ ظهورها الأول في فيلم “ماما حامل” عام 2021، نجحت ليلى علوي في كسر قواعد النجومية التقليدية، وتحدّت توقعات الجمهور لتتجه نحو الكوميديا، وتُثبت براعتها في هذا المجال.
ولم يكن “ماما حامل” مجرد مغامرة عابرة، بل كان بداية لرحلة إبداعية مميزة، إذ واصلت ليلى علوي تقديم أعمال كوميدية مميزة مثل “شوجر دادي” و”آل شنب” و”مقسوم”، لتُثبت قدرتها على تجسيد مختلف الشخصيات الكوميدية ببراعة وتلقائية.
وتُعدّ “جوازة توكسيك” أحدث محطات ليلى علوي في رحلة الكوميديا، إذ تُقدم فيه دور الحماة التي تواجه تحديات الحياة الزوجية في قالب كوميدي خفيف.
وفي حوار خاص مع موقع “فوشيا”، تتحدث ليلى عن تجربتها في الفيلم، وخططها المستقبلية، وتُشاركنا أفكارها حول الفن والكوميديا.
هل كانت ردود أفعال الجمهور على “جوازه توكسيك” تناسب حجم توقعاتك؟
سعادة غامرة أشعر بها بعد ردود الفعل الرائعة التي حظي بها الفيلم من قِبل الجمهور والنقاد على حدٍ سواء، فقد تصدر شباك التذاكر في مصر والسعودية ودول الخليج، وهو ما يُعدّ شهادة تقدير رائعة للفيلم وصُنّاعه.
ما المختلف في “جوازة توكسيك”؟
دائمًا ما أسعى إلى الاختلاف والتنوع في أدواري، فمن واجبي احترام ذكاء الجمهور وتقديم شخصيات جديدة لا تشبه ما قدمته من قبل.
وفي “جوازة توكسيك”، أقدّم شخصية الحماة التي تنتقد زوجة ابنها باستمرار، بسبب عدم تقبُّلها للحرية الزائدة التي تعيش بها، ما يخلق العديد من المواقف الكوميدية بيننا.
هل تُعيد هذه الشخصية إلى الأذهان الممثلة الكوميدية المعروفة ماري منيب؟
ماري منيب أيقونة لا مثيل لها، ولا يمكن لأحد أن يُقلّدها، فهي تتمتع بفردية استثنائية، لكنني في “جوازة توكسيك” سعيتُ إلى خلق شخصية حماة حديثة تتناسب مع الزمن الحالي.
لذا، عملتُ على دراسة شخصيات الحماة المختلفة في محيطي، لفهم النمط الجديد لهنّ وكيف تطورن مع الزمن، وحرصتُ على أن تتمتع حماة “جوازة توكسيك” بروح خفيفة تتماشى مع أحداث الفيلم، مع اختيار الشكل المناسب لها.
ما سبب اختيار اسم “جوازة توكسيك”؟
“توكسيك” مصطلح يعكس واقعًا نعيشه في كثير من الأحيان، إذ نجد أنفسنا في علاقات مليئة بالتحديات والصراعات، وفي “جوازة توكسيك”، نُقدم قصة فريدة وكريم، والتي تبدأ علاقتهما بمشكلة أثناء السفر، وتنتهي بزواجهما، لكنها ليست نهاية القصة، بل هي بداية رحلة جديدة مليئة بالعقد والمشكلات، لكن هذه المرة مع عائلتيهما.
ماذا عن أصعب المشاهد خلال تصوير العمل؟
واجهتُنا خلال تصوير مشاهد الفيلم في مدينة مرسى علم ظروف جوية متقلبة أثرت في سير العمل. بينما تتطلب بعض المشاهد ملابس صيفية خفيفة، واجهنا انخفاضًا مفاجئًا في درجات الحرارة، ما اضطرنا إلى ارتداء ملابس شتوية لضمان راحة الممثلين وفريق العمل.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل واجهنا أيضًا تغيراتٍ سريعة في الطقس، ففي بعض الأحيان كانت الشمس تُشرق ساطعةً لتصبح سماء مرسى علم صافيةً، وبعدها بنصف ساعة فقط، تتبدل الأحوال الجوية ليصبح الجو غائمًا وباردًا.
كيف ستتعاملين في الحياة الحقيقية مع زوجة ابنكِ؟
أنا بعيدة كل البُعد عن شخصية الحماة الشريرة في الواقع، فأنا أؤمن بأنّ سعادة ابني هي أهم شيء بالنسبة لي، وسأكون سعيدة باختياره مهما كان، فأنا أثق بتربيته وقِيمه، وأعلم أنه سيبحث عن شريكة تُسعده وتُكمل حياته.
وبالنسبة للشخصية التي أقدّمها في الفيلم، فأنا لا أعتقد أنّ هناك تشابهًا كبيرًا بيننا، فبينما تُجسّد الشخصية معتقدات راسخة نشأت في بيئة تقليدية، فأنا أؤمن بأنّ العلاقات يجب أن تُبنى على الحب والتفاهم والتواصل.
لكنّ ما قد يشابهنا هو روح الشخصية وحبها للحياة، فشخصيتي في الفيلم تتمتع بروح مرحة، وتحبّ الاستمتاع بالحياة، وهو ما أسعى إليه في حياتي الشخصية أيضًا.
ما السر وراء تركيزكِ في الفترة الأخيرة على الكوميديا؟
أُقرّ بأن الكوميديا هي أصعب أنواع التمثيل، فهي تتطلب مهارات دقيقة وفهمًا عميقًا للنفس البشرية، لكن هذا لا يعني أنني ركزت عليها بنحو خاص في الفترة الأخيرة.
وفي الواقع، حرصتُ على تنويع أدواري خلال السنوات الماضية، وتقديم شخصيات متنوعة، فالشخصيات التي قدّمتها مؤخرًا في “شوجر دادي” أو “مقسوم” أو “آل شنب” مختلفة تمامًا عن بعضها البعض.
أعتقد أن هذه الاختلافات في الأدوار تُظهر قدرتي على التكيّف مع مختلف الشخصيات، وتُثبت أنني لستُ محصورةً في نوع واحد من التمثيل.
ما سر التعاون للمرة الثالثة تواليًّا مع نفس فريق عمل “شوجر دادي” و”ماما حامل”؟
أعتقد أن أجواء العمل المميزة والتعاون بين جميع أفراد الفريق كانا من أهم العوامل التي أسهمت في نجاح الفيلم، فمن الجميل أن يكون لديك فريق متعاون، وتجمعه أجواء عمل مميزة مليئة بالضحك في كل مرة، وحينما يحقق هذا الفريق النجاح في كل مرة، يصبح الجميع متحمسًا لإعادة التعاون من جديد.
ماذا عن فيلم “المستريحة”؟
في هذا الفيلم، أُجسّد دور سيدة من الطبقة الأرستقراطية تعمل “نصّابة”، وهو دور لم أتوقع قط أن أُقدمه، خاصةً أنّ هذه الشخصية تتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة تُضفي عليها ثقة الجميع، ما يُسهّل عليها تنفيذ عمليات النصب دون أيّ حذر من ضحاياها.
وتكمن صعوبة هذا الدور في التناقض بين مظهرها الهادئ والراقي من ناحية، وسلوكها المُخادع من ناحية أخرى، وحرصتُ على تجسيد الشخصية ببراعة ودقة، مع إظهار التطور الذي يطرأ على سلوكها وتفكيرها مع تقدّم الأحداث.
كيف استعدت ليلى علوي للدور؟
أقدّم دور سيدة أعمال تُدعى “شاهيناز” تحتال على من حولها، وهو دور جديد بالنسبة ليّ، لذا حاولت من خلال بعض الأصدقاء المحامين التعرف على شخصية النصابين، وما أكثر الصفات التي تتوافر فيهم ليكونوا على قدر كبير من إقناع ضحاياهم.
ماذا عن كواليس الفيلم؟
الكواليس كانت جميلة جدًّا، كما هي العادة في كل أعمالي، فأنا أعشق العمل مع فريق مرح وخفيف الظل، وهذا ما وجدته مع عمرو عبد الجليل ومصطفى غريب.
منذ اللحظة الأولى التي بدأنا فيها التصوير، سادت أجواء من المرح والضحك بيننا، فكلاهما يتمتع بخفة دم مفرطة، ما خلق جوًّا إيجابيًّا انعكس على أدائنا في كل مشهد.
هل حُدد موعد طرح فيلم “آل شنب” بعد عرضه في مهرجان الجونة؟
موعد العرض هو مسؤولية الشركة المنتجة، فهم مَن يقررون التوقيت المناسب للعرض.
كيف وجدتِ التعاون مع لبلبة وسوسن بدر وهيدي كرم في “آل شنب”؟
كانت الكواليس رائعة للغاية، فقد جمعتني هذه التجربة بمجموعة من الفنانات الرائعات صديقاتي في الأساس. كان العمل معهنّ متعة مفرطة، فكُنّا نذهب للتصوير ونحن متحمسات للقاء، ونُشارك بعضنا بعضًا مشاعر الفرح والحماسة.
ولم تقتصر علاقتنا على أوقات التصوير فقط، بل كُنّا نجلس معًا في كل الأوقات التي ليس بها تصوير، ونُشارك بعضنا بعضًا وجبات الطعام، ونُجري أحاديث ممتعة مليئة بالضحك والمرح.
صرّحتِ من قبل بأنكِ تحلمين بتقديم دور أم فلسطينية في فيلم عالمي.. هل ما زال يراودكِ؟
الحلم يُراودني منذ زمن طويل، حلم تجسيد شخصية الأم الفلسطينية بكل ما تحمله من قوة وصمود وكبرياء في مواجهة الظلم والاحتلال.
أبحث باستمرار عن النص المناسب الذي يُجسد هذه القوة الاستثنائية، عن قصة تُظهر إرادة الأم الفلسطينية في مواجهة المعاناة اليومية وفقدان كل ما تملك، مع الحفاظ على شموخها وكرامتها، ورحلة البحث مستمرة، ولن أتوقف حتى أجد النص المناسب الذي يُحقق هذا الحلم.
كيف تقضين فترات الإجازة وما الأماكن المحببة إليكِ؟
في فترة الصيف غالبًا ما أقضيها برفقة العائلة والأصدقاء على البحر للاستجمام، وتجديد الطاقة والنشاط.