العالم يتغير بوتيرة شديدة السرعة، وتتغير مع ذلك احتياجات سوق العمل، فحسب خبراء، هناك مهن مهددة بالاختفاء التام ليحل محلها الذكاء الاصطناعي، بينما منتظر أن تظهر مهن أخرى لم تكن في الحسبان.
لذلك على رواد الأعمال أن يتتبعوا مؤشرات تحليل السوق والتي توجه أفكار شركات المستقبل. فحسب دراسة أجرتها جامعة واترلو الكندية، من المتوقع أن يعمل مستقبلاً 65% من الأطفال الذين يلتحقون حالياً بالمدارس الابتدائية في وظائف غير موجودة بعد.
وتُشير أبحاث أجرتها الجامعة الكندية سالفة الذكر إلى أن ثمة مهارات ستكون مطلوبةً للنجاح في عالم المستقبل المدعوم بالتطور والتكنولوجيا، لذا نصح الخبراء بضرورة اكتساب المهارات المتوقع البحث عنها سواء للالتحاق بشركة أو لتأسيس شركة.
المجالات اللازمة ومهن المستقبل
تُشير الدراسة السابق ذكرها إلى أنه من المتوقع أن يشهد السوق تغييرات جذرية من شأنها أن تسبب ظهور وظائف لم تكن موجودة من قبل، وحددت الدراسة مجموعة من المهارات التي سيقوم عليها سوق الوظائف مستقبلاً، وتشمل:
الوظائف الابتكارية
على مدار السنوات الماضية ظهر عدد الاختراعات الجديدة مثل الإنترنت، والهواتف الذكية، ورسم خرائط الجينوم البشري، والطابعات ثلاثية الأبعاد، وغيرها من الاختراعات التي غيرت شكل الحياة، المتوقع أن تتضاعف هذه الابتكارات لتشمل مجالاتٍ أخرى تؤثر هذه التقنيات والأفكار والأدوات الجديدة على كيفية تفاعل الناس، وتنافس الشركات، وعمل الصناعات. تشير الدراسة إلى أن 375 مليون عامل حول العالم يحتاجون إلى تعلم مهارات جديدة وتغيير مهنهم بحلول عام 2030.
لذلك، ستحتاج الشركات إلى تأمين مؤسساتها للمستقبل من خلال توظيف أشخاص على دراية بالتكنولوجيا يمكنهم التكيف بسرعة، كما أن المستقبل بحاجة للمبدعين، مَن لديهم الشجاعة للاستفادة من التكنولوجيا الجديدة واتجاهات السوق، ستشمل وظائف المستقبل أدواراً جديدةً بألقاب مثل Master of Edge Computing وTransformation Consultant.
تحليل البيانات الضخمة
وفقاً للدراسة فإن الشركات في المستقبل ستحدد الإيرادات على مدار سنوات وليس شهوراً، ويخلق هذا النهج في العمل مناصب مثل محلل تقارير بيئية واجتماعية والحوكمة ومحلل الاستدامة، هناك شركات استشارية كاملة ستكون مخصصة لمساعدة الشركات والمستثمرين على تقييم السوق بتحاليل طويلة الأجل.
يقوم العالم حالياً بإنشاء 2.5 كوينتيليون بايت من البيانات من الهواتف الذكية، لذلك من المتوقع أن يزداد الطلب على محللي البيانات، والأشخاص الذين يمكنهم العمل مع البيانات، والعثور على رؤى داخل البيانات، واستخدامها لاتخاذ قرارات أفضل.
التحول نحو الاستدامة
إذا كنت مهتماً بالبيئة، فهذا هو أفضل وقت لبدء مهنة تجمع بين العمل والاستدامة. الاقتصاد العالمي يتحول إلى اللون الأخضر. بدأت اللوائح الحكومية الجديدة والتطورات التكنولوجية وسوق العمل بالفعل في تغيير طرق ممارسة الأعمال، ومن المتوقع أن ينمو هذا الاتجاه. في الوقت نفسه، تواجه الشركات بالفعل طلباً على الذين لديهم فهم لتحول السوق نحو الاستدامة.
الذكاء الاصطناعي
يُشير مركز التوظيف التابع لـUniversity of Oregon الأمريكية لا عمل قادم في المستقبل دون فهم أدوات الذكاء الاصطناعي ومهارات العالم الافتراضي وغيرها من المهارات التقنية لتحقيق النجاح. ويتوقع الخبراء أن المستقبل سيشمل وظائف مثل تطوير الخرائط ثلاثية الأبعاد باستخدام الذكاء الاصطناعي إلى تسويق خدمات الواقع الافتراضي أو تطوير تكنولوجيا لمراقبة للمرضى بعد العمليات الجراحية. وسيكون الجمع بين المعرفة التقنية وخبرة الموضوع ومهارات العمل وتحديثها أمراً ضرورياً.
البلوك تشين
إن تقنية البلوك تشين عبارة عن دفتر حسابات آمن إلكترونياً، حيث يتم التحقق من كل مرحلة من مراحل المعاملة بشكل آمن. ورغم أنها لا تزال تقنية ناشئة، إلا أنها تتمتع بالقدرة على إحداث تغييرات جذرية في صناعات متنوعة مثل التمويل والترفيه والطاقة. ويتوقع البعض أن تدعم تقنية البلوك تشين Web3. وسوف يتطلب الأمر الاستعداد للاستفادة من تقنية البلوك تشين، أو المساعدة في دمجها في ممارسات الأعمال الحالية.
الأمن السيبراني
تُشير شركة Forage الإسترالية والمتخصصة في التوظيف، أن النمو المتوقع في وظائف الأمن السيبراني 32% بحلول 2032، وتوضح في بيان أنه مع تخزين الكثير من معلوماتنا الشخصية في الحوسبة السحابية، أصبحت هذه المستودعات أهدافاً لأشخاص ودول، لذلك باتت مهارات الأمن السيبراني شديدة الأهمية، يمكنكم العمل لدى شركة تعمل على تأمين موقع ما ضد الهجمات وضمان بقاء بيانات العملاء آمنة. أو يمكنكم إطلاق شركة الآن متخصصة في توفير خدمات الأمن السيبراني.
وفي النهاية علينا أن نكرر أن العالم يتغير على نحو متسارع، وسوف تحتاج الشركات إلى قادة قادرين على توجيه فرق العمل لمواكبة التغيير، من خلال القدرة على التكيف والانفتاح نحو التعلم لكل ما هو جديد وعصري، فإذا كنتم أصحاب شركات عليكم التفكير في المستقبل واختيار أشخاص أكثر تطوراً، كما يجب على صاحب العمل تقديم الفرص مثل الكورسات لتطوير الموظفين.