فورين أفيرز: “الناتو الآسيوي” الاقتراح الأسوأ لمواجهة الصين

ذكر تقرير نشرته مجلة “فورين أفيرز”، أن اقتراح “الناتو الآسيوي” هو الأسوأ على الإطلاق لمواجهة النفوذ الصيني، المتنامي في القارة الآسيوية، “فهو يغذي المخاوف بشأن نوايا حلف شمال الأطلسي، كما أنه يثير حفيظة بكين دون إعطاء الشركاء الآسيويين الوسائل اللازمة لردع الصين بشكل أكبر”.

وعدّ التقرير أن حلف شمال الأطلسي ليس مناسباً لمنطقة تتمتع دول فيها مثل الهند وإندونيسيا بتقاليد طويلة في عدم الانخراط في تحالفات عسكرية، وقد رفض الزعماء في العواصم الآسيوية الرئيسية فكرة “حلف شمال الأطلسي الآسيوي”.

وشكك بأن يكون لدى حلف الناتو الإرادة السياسية أو القدرات العسكرية اللازمة لتقديم مساهمة ذات معنى في الأمن والردع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

الدور الأوروبي في آسيا

وعدّ كاتبو التقرير أنه وحتى لو تجنب حلف شمال الأطلسي التدخل بشكل أعمق في آسيا، فإن المشاركة الأوروبية الأكبر في المنطقة تظل بالغة الأهمية لمواجهة قوة الصين المتصاعدة وعدوانيتها.

واعتبروا أن ذلك يشمل مسارات عدة من بينها قيام الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف بإعطاء الأولوية لتعزيز الردع التقليدي والدفاع عن أراضيهم، وبناء قدراتهم العسكرية للسماح للولايات المتحدة بتحويل المزيد من الموارد إلى آسيا.

وشددوا على أنه يجب على أعضاء الناتو الانخراط في تعاون دبلوماسي مع الحلفاء الآسيويين، بما في ذلك الانتخاب المشترك للمرشحين لمناصب عليا في الأمم المتحدة، من أجل التصدي بشكل فعال لجهود بكين.

وقالوا إنه يتعين على أوروبا أيضاً أن تستفيد من مكانتها كقوة اقتصادية لتوسيع التجارة والاستثمار الأجنبي المباشر مع الشركاء الآسيويين، وتوفير ثقل اقتصادي موازٍ للصين.

وأضافوا: “يجب على الاتحاد الأوروبي بحسب المقال أن يبدأ بوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقيات التجارة الحرة مع الهند وإندونيسيا والفلبين والوفاء بوعده باستثمار 10 مليارات يورو في مجالات مثل البنية التحتية المستدامة والاتصال الرقمي في جنوب شرق آسيا من خلال مبادرة البوابة العالمية على مدى السنوات القليلة المقبلة”.

ستولتنبرغ

ناقش الكتّاب، آراء الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، التي نشرها في المجلة ذاتها، الأسبوع الماضي، عن طبيعة العلاقة بين الناتو والصين، حيث أعلن أن الحلف قد دخل حقبة جديدة من “المنافسة الدائمة مع الصين”.

وأدان ستولتنبرغ، في الوقت ذاته، دعم بكين للحرب الروسية في أوكرانيا، مشيرًا في مقاله بالمجلة، إلى أن هذا الوضع “يظهر أن الأمن في عالم اليوم ليس مسألة إقليمية بل مسألة عالمية”، مضيفا أن “أمن أوروبا يؤثر على آسيا، وأمن آسيا يؤثر على أوروبا”.

ورأوا أن الفكرة التي تحدث عنها ستولتنبرغ ليست فكرة جديدة، فلطالما دافع الأمين العام للناتو عن دور أكبر لحلف شمال الأطلسي في مواجهة صعود الصين.

وأوردوا، تصريحات ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في يونيو/حزيران، حيث قال إن ” كل شيء متشابك”، في إشارة إلى الأمن الأوروبي والآسيوي، “وبالتالي، نحن بحاجة إلى معالجة هذه التحديات معًا”.

ورأوا أن تصريحات ستولتنبرغ ترددت أصداؤها داخل واشنطن. وشكلت ركيزة أساسية لرؤية الرئيس الأمريكي جو بايدن في مواجهة الصين وروسيا.

وأردفوا: “لقد أحرز حلف شمال الأطلسي، بدعم من واشنطن، بعض التقدم نحو تحقيق هذا الهدف المتمثل في تعزيز التعاون مع الشركاء الرئيسيين في آسيا، وفي عام 2022، حدد الناتو الصين رسميًّا باعتبارها تحديًا أمنيًّا للمرة الأولى في تاريخ الحلف”.

وشدد تقرير المجلة على أن الحلف يعمل الآن على تعزيز الحوار السياسي والتعاون العملي مع شركائه في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بشأن مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك الدفاع السيبراني، والتقنيات الجديدة، والفضاء، والأمن البحري.

كما أكد أن حضور مراقبين من حلف الناتو لتدريبات عسكرية إقليمية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ عام 2022 تعد سابقة تاريخية فيما يشارك حلفاء الناتو، مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة، بصفتهم الوطنية، بشكل متزايد في تدريبات عسكرية واسعة النطاق مع الشركاء الآسيويين.

وأرسلت هذه الدول سفنًا بحرية إلى المياه الاستراتيجية المهمة بما في ذلك بحر الصين الجنوبي، وسط تصاعد التوترات بين الصين وجيرانها.

وخلال قمة الأمن في آسيا والتي يطلق عليها اسم حوار شانغريلا الأمني ​​الذي انعقد في سنغافورة في يونيو/حزيران، اتهم جنرال صيني رفيع المستوى واشنطن بمحاولة بناء ما سماه “نسخة آسيا والمحيط الهادئ من حلف شمال الأطلسي”.

وخلص التقرير إلى أن حلف شمال الأطلسي ليس المنتدى الصحيح لتعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة الصين.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى