توني بلير ناصحا كير ستارمر: مهارات الوصول للحكم ليست نفسها التي تتطلب البقاء فيه

قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير “إن إنجاز كير ستارمر هائل، هو التحول الأبرز في تاريخ الانتخابات البريطانية الحديث، والأكثر إذهالاً في تاريخ حزب العمال الممتد على مدى 120 عاماً.”، لافتا إلى أن المهارات التي تعين للوصول إلى السلطة ليست هي ذاتها التي يحتاجها المرء للبقاء فيها.

وأضاف بلير، في المقال الذي نشرته “التايمز” البريطانية: “لقد كانت قيادته، وتغييره لحزب العمال، مركّزة وحازمة وفعالة بلا رحمة، وكان يتمتع بموهبة استثنائية في التغيير ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب بالنسبة للحكومة المستقبلية، وهو ما يبشر بخير في قيادته للبلاد”.

وأشار إلى أن الشعب صوت لصالح أحزاب مختلفة، وهم يعلمون جيدًا أن القيام بذلك من شأنه أن يمنح حزب العمال أغلبية كبيرة، وكان آخر ما قام به حزب المحافظين هو دعوة الناخبين إلى عدم منح حزب العمال فوزا ساحقا، وشرح كيفية حدوث ذلك بدقة.

“على الرغم من أن البلاد اختارت يسار الوسط للحكم، فإن مركز ثقلها السياسي يحمل أيضاً علامات على التحرك نحو اليمين، وهنا يكمن قرار ستارمر برفض تقليد البيان الانتخابي لحزب المحافظين المليء بالوعود المستحيلة”، بحسب ما قال بلير.

منوها الى  أن “الأحزاب السياسية التقليدية تعاني من الاضطراب في جميع أنحاء العالم الغربي”.

وأردف قائلاً: “إن المهام الخمس لستارمر التي تعنى بالنمو الاقتصادي والخدمات الصحية الوطنية والجريمة والتعليم والطاقة النظيفة هي الطموحات الصحيحة تمامًا، وتغطي مجالات الاهتمام التي تمتد في معظم أنحاء البلاد، ولم يتبقَ سوى التنفيذ”.

وأوضح أن أصعب جزء من الانضمام للحكومة هو إدراك أن مجموعة المهارات التي أوصلتك إلى الحكومة هي ليست المهارات نفسها التي تحتاجها للبقاء فيها.

وبيّن بلير أن الدور الأول يكمن في الخطابات ولحظات من التواصل مع عامة الشعب والشعارات والتودد للناخبين، وكل الفنون الأدائية من أجل الحملة الانتخابية، لكن الدور الأخير يقتصر على الاكتساب الفكري والعملي للسياسة وتنفيذها، فضلاً عن تخمين ما هو أصعب.

وختم قائلاً: “إن هناك أشياء يمكن القيام بها لدفع عجلة النمو الاقتصادي، خاصة إصلاح نظام التخطيط البطيء والبيروقراطي، سواء البنية التحتية أو الإسكان، ولكن ما سيغير قواعد اللعبة هو الاحتضان الكامل لإمكانات التكنولوجيا، خاصة التطورات الجديدة في الذكاء الاصطناعي”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى