د. مايا الهواري
كلمات بسيطة نودُّ وَضعَهَا في أذن كلّ رجل، علماً أنّه ليس كلّ الرجال يحتاجون إلى هذه الكلمات، ولكن من باب التّذكرة بذلك، ولا مانع من سماعها، فأنت أيّها الرجل شريك المرأة في كلّ أمورها، فهي لا تريد منك سوى الحبّ، الاهتمام، الحوار، العاطفة، وفي المقابل ستراها تقدّم لك أغلى ما تملكه، فإن منعت عنها شيئاً ستجد ردّة فعلها،
والرجل هو دائماً صمغ الزّواج، هو الذي يتقدّم للزّواج، ويطلّق، ويعدّد الزوجات، في حين تجدُ المرأة هي صمغ الأسرة، أي أنّ الزّوج هو الحاضن لهذه الأسرة والحامي لها، وبالتّالي هو الأساس، والمرأة إن لم تشعر بالأمان والمحبة والاهتمام والثقة والاحترام والمودّة مع العشرة الطّيبة والرّحمة المترافقة مع الكلمات الحسنة التي يضعها الزّوج في أذن زوجته ويقدّم لها الهدايا الرمزية،
فلن يكون بمقدورها أن تُسعد أسرتها، أمّا إن حصلت على كلّ ما سبق، فستجدها أكثر عطاء وجوداً، علماً أنّها لا تحبّ أن يمنّنَها زوجها بشيء قدّمه لها، أو فعل أمراً من أجلها؛ لأنها تقدّم كلّ شيء عن طيب خاطر وبنفس سمحة، وترغب أن يقابلها الزّوج كذلك، وإلا ستشعر بالحزن، وللعلم فإنّ الرجل كتلة من المشاعر النّفسيّة، فإن شعر بالراحة والهدوء النفسيّ في المنزل،
قدّم أجمل ما عنده وأغلى ما لديه، بكلّ طيبة ورحابة صدر، كما المرأة إن أولاها اهتماماً قدّمت له الكثير، يعطيها بذرة تعطيه طفلاً، يعطيها خضاراً تعطيه طعاماً جاهزاً، أي أنّ الحياة عبارة عن مدّ وجذر، فإن أراد الزّوجان أن يتغيّرا للأفضل يجب أن يبدآ معاً، لا أن ينتظر أحدهما الآخر، بل يسيرا سويّة وإلا انتهت العلاقات في الدّنيا وعلى الدّنيا السّلام، لأن الأطفال مرآة أبويهم، فالطّفل يطبّق ما يراه أمام عينيه، ومن الأفضل أن يرى المحبّة بحيث يتوارث هذا الأسلوب، وبالتّالي يعامل أسرته عندما يكبر بنفس الطّريقة، فالآباء قدوة الأبناء.
نستنتج ممّا سبق أنّ الأسرة كائن متكامل، وعلى الزّوج أن يحبّ زوجته ويحتويها، ويقدّم لها كلّ الاهتمام والرّعاية، والزّوجة كذلك، وأن يتقبّل كلٌّ منهما الآخر، إذ لا أحد كامل في هذه الحياة، لأنّ الكمال لله تعالى، أمّا البشر فمملوءون بالعيوب والنّواقص، فالتّقبّل ثمّ التّقبّل لكلّ طرف من الأطراف، مع العمل على تطوير وتحسين العلاقة مع بعضهما، بما يخدم حياتهما الأسريّة ومستقبل أطفالهما.
متابعات