كيف تحول ماسك من طفل بائس إلى ملياردير؟‎

تحل اليوم 28 يونيو ذكرى ميلاد إيلون ماسك، الذي ينتمي لقائمة أثرى أثرياء العالم، لكنه يتفوق عليهم بفارق حاسم هو أنه “العبقري” بينهم، أما انتماؤه إلى عالم عباقرة الابتكار والتكنولوجيا فلا ينفي حقيقة أنه الوحيد بينهم الذي كوّن ثروة تفوق ميزانيات العديد من الدول مجتمعة.

من يلقي نظرة سريعة على طفولته البائسة التي لم ينعم فيها بالحب أو الأمان أو الاستقرار، يصعب عليه أن يتصور أن هذا الطفل، المضطرب غير السعيد، الذي يعاني من صعوبات حقيقية في التفاعل الاجتماعي، سوف يكبر يوما ما ويصنع ثروة مذهلة، حتى أن قيمة شركاته سوف تتجاوز الألف مليار دولار.

ولد ماسك في جنوب إفريقيا عام 1971، لأب يعمل مهندسا في مجال الكهرباء والطاقة، من أصول بريطانية هولندية ومولود بدوره في هذا البلد الأفريقي. أما الأم فهي “ماي ماسك”، عارضة أزياء متخصصة في التغذية وكندية الجنسية.

لم يكن الأب شخصا تقليديا، فقد عمل لفترة طيارا وبحارا، كما امتلك منجما للتعدين في دولة زامبيا، لكنه كان يتبنى أيضا آراءعنصرية تجاه مواطني جنوب إفريقيا من ذوي البشرة السوداء. وعرف “إيلون” على يديه الحرمان العاطفي وجفاف المشاعر.

وازداد الأمر سوءا حين تعرّض للعديد من حوادث التنمر من أصدقائه، حتى أنه نُقل ذات يوم إلى المستشفى نتيجة اعتدائهم عليه حين ألقوه من أعلى السلم وسقط على الأرض فاقدا للوعي، وأكملوا ضرباتهم العشوائية الموجهة إلى أماكن متفرقة من جسده.

يؤكد والتر آيزاكسون، مؤلف السيرة الذاتية للملياردير الشهير، أن ثمة أشخاصًا بعينهم “يحتلون زاوية شيطانية” في دماغ ماسك، ويثيرون غضبًا باردًا لديه، وكان والده هو الأول بينهم.

ويلفت “آيزاكسون” إلى أنّ الطفل والمراهق “إيلون” لم يكن لديه “المستقبِلات العاطفية التي تنتج اللطف والدفء اليومي والرغبة في أن تكون محبوباً”.

وكان الشغف بالتكنولوجيا والغرام بالابتكار هما الملاذ الآمن للمراهق الحزين، الذي انفصل والداه عن بعضهما وهو في مرحلة مبكرة.

استطاع وهو في الثانية عشرة من العمر أن يطور “كودا برمجيا” لأحد ألعاب الفيديو ويبيعه لمجلة متخصصة في مجال الكمبيوتر بمبلغ 500 دولار.

غادر جنوب إفريقيا بعد إتمام دراسته الثانوية ليقيم بمعرفة والدته في قرية كندية على الحدود مع الولايات المتحدة رفقة أحد أبناء أخواله لمدة عام، حيث مارس الزراعة وعمل في مطاحن القرية لمدة عام.

جزء كبير من فهم شخصيته يكمن في معرفة أنه جمع بين الاقتصاد والابتكار في معادلة مذهلة، وهو ما يتضح في انتقاله إلى الولايات المتحدة عام 1992 ليكمل تعليمه العالي في جامعة بنسلفانيا ويحصل على بكالوريوس علوم الفيزياء وبكالوريوس الاقتصاد.

ورغم نباهته العلمية، إلا أنه انسحب من دراسته للدكتوراه في علوم الفيزياء بجامعة “ستانفورد” ذات السمعة العالمية المرموقة ليتفرغ لمشاريع ريادة الأعمال وينهي عشرينياته وهو يمتلك مبلغ 165 مليون دولار.

تبدو الاهتمامات التي تهيمن حاليا على شركات ومعامل أبحاث إيلون ماسك وكأنها للوهلة الأولى تنتمي إلى سينما الخيال العلمي، فنحن نتحدث عن شرائح إلكترونية تُزرع بأدمغة البشر لتمنحهم قدرات فائقة. وكذلك هناك سفن فضاء قابلة لإعادة الاستخدام ووسائل خيالية في النقل السريع، فضلا عن “روبوتات” يصعب تمييزهم عن البشر.

وحين سئل العبقري الخمسيني عن أمنيته قبل الموت، قال إنه يتمنى أن يساهم في جعل البشر يعيشون على كواكب متعددة، لافتا إلى أنه لا يتمنى محاربة الموت أو الشيخوخة أو شراء الخلود، فهو على العكس يرى الموت ضروريا حتى تأتي أجيال جديدة تنقل البشرية بأفكار مختلفة إلى الأمام.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى