مسؤوليّة الزّواج

د. مايا الهواري

شرع الله تعالى الزواج وأمر به لمن يستطيع تحمّل أعبائه، علماً أن الاستطاعة لا تكون مادية فقط، بل تشمل القدرة على تحمّل مسؤولية بناء أسرة متوازنة، وإعطاء حقوق كل فرد منها، والقيام بالواجبات المترتبة على كل من الزوجين وإيجاد التوازن بين كل ذلك، فإن كان كل منهما مسؤولاً أدّى العمل المطلوب منه على أكمل وجه.

إن بعضهم ينظر للزواج على أنه تعب ولا يستطيع تحمّله رغم استطاعته على ذلك، فيعدل عن الزواج خوفاً ممّا ينتظره من الواجبات، ولكن إن فهم كل شخص سواء أكان شاباً أو فتاة معنى الزواج وكيفية التعاون بينهما لإنشاء أسرة سليمة، ومعرفة كل منهما لحقوقه وواجباته وتنظيم الأمور، كان الزواج ناجحاً مع الانتباه لنقطة مهمة وهي أنّ الزواج لا يمنع المرء من القيام بالمهام الخارجية ولا يلهيه عن الأمور المتعلقة بالأسرة، خاصة الزوجة إذ نخصّ بها مسؤولية الأمومة التي وضعها الله على عاتقها، حيث تُعتبر من أعظم المهام من تربية الأولاد والاهتمام بهم وبالمنزل والاعتناء بدراستهم.. إلخ، فإن منعتها وظيفتها الأساسية وهي الأمومة عن متابعة أمورها الأخرى كالعمل وممارسة الهوايات فلا بأس في ذلك، خاصة عندما يكون الأطفال صغاراً فهم بأمسّ الحاجة للرعاية والاهتمام، ولا يجب أن تشعر الأم بالانهزام أو الفشل في حياتها، أو تعتقد بأنّ الأمومة أخذت جلّ وقتها، بل ينبغي أن تشعر بالفخر لأن تربية الأولاد ومسؤوليتهم من أنبل ما يلقى على عاتقها، وعليها أن توازن وتنظم أمورها فيما بين المنزل والأمور الخاصة، وبذلك لن تشعر بالفشل أو الإحباط، كما عليها أن تكون الإيجابية والتفاؤل محور حياتها، وهنا يجب على الزوج أن يكون سنداً وداعماً لها، وأن يقف جنباً إلى جنب معها، فنجاح الأم هو نجاح الأسرة بأكملها.

نستنتج ممّا سبق أن الأمومة من أعظم المهام والمسؤوليات التي تقع على كاهل المرأة، وعليها أن تكون فخورة بما تقوم به من أعمال حيال ذلك، وأن تطرد الفشل ولا تجعله يسيطر على تفكيرها، حتى وإن أخذت الأمومة مساحة كبيرة من مهامها، فمسؤولية الزواج مسؤولية عظيمة وكبيرة لا حدود لها.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى