الاستقرار المالي في الشركات: كيف يمكن تحقيقه؟ وماذا ينتج عنه؟

سواء أكنتم تمتلكون عملاً أو مشروعاً خاصاً أم تعملون مع أشخاص يمتلكون شركات ومؤسسات؛ فإن اطلاعكم على المفاهيم والمبادئ الاقتصادية والإدارية يساعدكم على تشكيل مفهوم واسع حول عالم الأعمال وكيفية جذب الأرباح من خلال تسييره بشكل صحيح.
ولمساعدتكم على معرفة هذه المفاهيم والمبادئ؛ تطرقنا عبر هذا المقال إلى مفهوم الاستقرار المالي في الشركات وفقاً لرأي خبير وموقع إلكتروني مختص.

الاستقرار المالي ووظائفه الثلاث

تقييم المخاطر المالية وتسعيرها بدقة معقولة -الصورة من Pexels – المصور: karolina grabowska

بداية أشار موقع “Investopedia” المختص في التحليل المالي وأخبار السوق العالمي؛ إلى أن الاستقرار المالي هو الوضع الذي يكون فيه النظام المالي قادراً على أداء وظائفه الرئيسية الثلاث بشكل مرضٍ، وتتمحور وظائفه الثلاث في:

  1. يعمل النظام المالي بكفاءة وسلاسة على تسهيل تخصيص الموارد بين الفترات الزمنية من المدخرين إلى المستثمرين، وتخصيص الموارد الاقتصادية عموماً.

  2. يتم تقييم المخاطر المالية وتسعيرها بدقة معقولة، وتتم إدارتها بشكل جيد نسبياً.

  3. يكون النظام المالي في وضع يسمح له باستيعاب المفاجآت والصدمات المالية والاقتصادية الحقيقية بسلاسة.

أهمية الاستقرار المالي

ذكر الموقع أهمية الاستقرار المالي؛ فهو يُعد متطلباً أساسياً ليس فقط على نطاق الشركات، بل على النطاق الدولي؛ وذلك لأن عدم الاستقرار المالي ينطوي على تكاليف باهظة للاقتصاد، حيث يزداد تقلب متغيرات الأسعار في الأسواق المالية، وقد تتعرض المؤسسات أو الشركات المالية للإفلاس.

مؤشرات الاستقرار المالي

تقييم المخاطر المالية وتسعيرها بدقة معقولة -الصورة من Pexels – المصور: karolina grabowska

كما ذكر الموقع العالمي المختص؛ أن قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها تجاه الدائنين والمؤسسين، فضلاً عن ملاءمتها المستمرة وقدرتها على العودة إلى حالة التوازن بمواردها الخاصة في مواجهة التغيرات غير المواتية في البيئة الخارجية والداخلية هي من مؤشرات الاستقرار المالي المهمة، وعلى نطاق البنوك التجارية، فإن الاستقرار المالي يتمثل في قدرة البنك على الوفاء بالتزاماته، وضمان الربحية، وتحمل تأثير العوامل الخارجية والداخلية، كما يتطلب تقييم الاستقرار المالي استخدام مؤشرات متعددة، بما في ذلك تلك المتعلقة بالسيولة، ونسبة حقوق الملكية، ونسبة السيولة الحالية، وكفاءة استخدام الموارد.

أربع خطوات لتحقيق الاستقرار المالي في الشركات

الخبير المتخصص في إدارة المشاريع، محمد الشمري، يعتقد أن تحقيق الاستقرار المالي مهم للشركات؛ إذ يُعد تحقيق أساس مالي قوي هو الهدف النهائي ليس فقط للتغلب على التحديات التي تواجه العمل وجني الأرباح، بل أيضاً لخلق الثقة مع العملاء والموردين. كما تطرق الشمري إلى أربع خطوات تساعد الشركات على تحقيق الاستقرار المالي وهي:

الحصول على صورة واضحة عن الماضي والمستقبل

يعتمد الاستقرار المالي على البيانات والأرقام والأرباح المستقبلية المتوقعة والعقبات المحتملة، وفي هذا السياق، إعداد التقارير المالية أمر بالغ الأهمية للبقاء مستقراً، وبالنسبة إلى معظم الشركات، يعني هذا الأمر مراقبة المقاييس المالية أو مؤشرات الأداء الرئيسية “KPIs” عن قرب مثل نسبة الدين إلى حقوق الملكية التي تتيح تقييم مستويات ديونك وقدرتك على خدمتها، كذلك نسبة رأس المال العامل الذي يُعد مقياساً للسيولة، وهامش صافي الربح الذي يساعد على تحديد مدى ربحية الشركة وتقييم صحتها المالية، جنباً إلى جنب مع التدفق النقدي الذي يقيس الوقت المستغرق في بيع المخزون والدفع للبائعين وتحصيل الفواتير.

إدارة التدفق النقدي

إدارة التدفق النقدي أمر بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار المالي، وهذا يعني إعداد ميزانية التدفق النقدي، وهي تُعد خارطة طريق للتدفقات الداخلة والخارجة المتوقعة لشركتك على مدى الأشهر الستة إلى الاثني عشر شهراً القادمة وتحديثها بانتظام؛ إذ تساعد هذه الطريقة على توقع النقص المتوقع مبكراً والتحكم في التكاليف، لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة حيثما أمكن ذلك.

القيام باستثمارات رئيسية

القيام باستثمارات رئيسية -الصورة من Adobestock

بلا شك أن الاستثمار الأول ينبغي أن يكون في الأيدي العاملة، ومن ثَم إيجاد علاقات قوية مع الموردين؛ فقد يكونون سنداً معيناً في الأوقات الصعبة، ويعملون على تقديم شروط دفع مرنة لك أو توفير أسعار أقل وخصومات استثنائية لك؛ ما يوفر لك المال على المدى الطويل، ويزيد من التدفق النقدي لشركتك، إضافة إلى تحقيق الاستثمارات الإستراتيجية في التكنولوجيا والمعدات التي تعزز كفاءة العمل وتقلل من التكاليف.

التخطيط لما هو غير متوقع

في مجال الأعمال التجارية، قد تتغير الثروات من وقت إلى آخر، وتمر الأسواق بالعديد من التقلبات مثل الانكماش الاقتصادي، أو فقدان الطلب على قطاعات معينة، وغيرها من الظروف الخارجية الاقتصادية أو الداخلية من محيط الشركة، التي قد لا تكون متوقعة وتؤثر سلباً في بعض المنظمات؛ لذا يُعد التخطيط للطوارئ جزءاً أساسياً من الاستقرار المالي للشركات، وهنا على صاحب الشركة التحلي بأساليب القيادة القوية، ومن ثَم تقدير المخاطر ووضع خُطَّة استباقية لكيفية معالجتها.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى