أقيمت مساء الجمعة 7 يونيو جلسة حوارية للمخرجة التونسية كوثر بن هنية ضمن فعاليات برنامج “أيام الفيلم الوثائقي” والتي تشهد عرض 7 أفلام وثائقية، والتقت “سيدتي” بالمخرجة التونسية كوثر بن هنية والتي تحدثت عن السبب وراء تفوق المخرجات العربيات على المستوى العالمي قائلة: “إنه في الفترة الأخيرة رأينا أصوات المخرجات العربيات تُسمع بقوة مثل المخرجة السعودية هيفاء المنصور واللبنانية نادين لبكي، والعديد من المخرجات الفلسطينيات، ومن المغرب المخرجة أسما المدير والعديد من المُخرجات اللاتي يُشاركن في المحافل الدولية.
فريق الفيديو:
حوار وتصوير – ولاء حداد
أعده للنشر – حاتم سعيد حسن
كوثر بن هنية: “المخرجات العربيات نجحن في الحديث بصدق عن قصصهن”
وأضافت المخرجة كوثر بن هنية خلال حديثها لـ”سيدتي” بأن ذلك يعود إلى أن هؤلاء المخرجات لديهن رؤية ويستطعن التحدث بطريقة صادقة عن القصص التي يهتممن بتقديمها، مؤكدة بأنه من المهم الحضور العربي في المهرجانات السينمائية العالمية ممثلاً بالنساء والرجال أيضاُ، حيث إن اختلاف الأصوات يخلق حالة من الثراء المهمة جداً.
وبسؤالها عن ترشيحها للمرة الثانية لجائزة أوسكار ومع الأنباء التي ترددت حول أن فيلمها كان يحتاج لدعاية أكبر لكي يفوز بالجائزة وما إذا كانت المشاركة بالمهرجانات العالمية تحتاج أشياءً أخرى غير صناعة فيلم متميز؟، قالت المخرجة كوثر بن هنية لـ”سيدتي” إن مهنة صناعة الأفلام مهنة خاصة لأنه يوجد بها جانب فني وأيضاً يوجد بها الجانب التمويلي، موضحة بأنها بدأت بالسينما الوثائقية لأنها تتكلف مالاً أقل، ومساحة الحرية بها أكثر، ومع الوقت تعلمت أشياءً بالسينما الوثائقية وظفتها عقب ذلك في السينما الروائية.
كما أوضحت أن فيلمها الروائي السابق عُرض بالأوسكار وكانت تتوقع أن تعمل عقب ذلك بفيلم أوروبي أو فيلم أمريكي ناطق بالإنجليزية إلا أنها كان لديها مشروع فيلم تونسي ووثائقي وبدأت بالعمل عليه، وحينما ذهب فيلم “بنات ألفة” الوثائقي التونسي إلى الأوسكار سبب لها حالة من الخيبة حولها، ولكنها ترى بأنه من المهم أن تتم رواية قصصنا بلغتنا، وحينما عدت للأوسكار بـ”بنات ألفة” وبالفعل الفوز بجائزة الأوسكار يحتاج تمويلاً كبيراً، وتعتقد أيضاً بأنه من ضمن الأسباب أن يكون الفيلم جيداً، واستشهدت بفيلمها “الرجل الذي باع ظهره” بأنه كان بوقت فيروس كورونا وحينها لم يكن هناك وجود للعروض الخاصة والحفلات الكبيرة لعروض الأفلام، وحينما عادت بـ”بنات ألفة” إلى الأوسكار كان يحتاج للكثير من الإمكانيات لعرضه بشكل مميز وعلى الرغم من أهمية الإمكانيات إلا أنه لابد وأن تكون لدينا ثقة في عملنا وأن يعجب الجمهور وبشكل عام المشاركة في الأوسكار عملية معقدة للغاية.
كوثر بن هنية: “يوجد خلط لدى المُشاهد العادي بين السينما الوثائقية والصحافة”
كما أجابت المخرجة التونسية كوثر بن هنية خلال لقائها بـ”سيدتي” عن تساؤل بأن السينما الوثائقية بعيدة عن اهتمام المُشاهد العربي العادي وأسباب ذلك؟. قالت: إن السينما الوثائقية أنواع ولدى المُشاهد العربي خلفية بأن السينما الوثائقية أقرب للصحافة ولكنها في الحقيقة غنية وثرية وتعد حقل تجارب مهماً جداً، حيث يوجد عدد كبير من الأفلام الكبرى في هوليوود مستوحاة أفكارها وطريقة تصويرها من أفلام وثائقية.
وأضافت بأنه للأسف عدد كبير من الجمهور العربي لديه خلط ونظرة دونية للسينما الوثائقية، إلا أنهم حينما يكتشفون فيلماً وثائقياً جيداً يتناول الواقع الذي يعيشه يتم خلق حالة حب غريبة بين المشاهد والسينما الوثائقية مؤكدة أن طريقة التناول والتصوير هي ما تخلق فيلماً وثائقياً جيداً.
كوثر بن هنية: “لا توجد وصفة للوصول للمهرجانات العالمية”
وعن أن الأفلام العربية التي تصل للمهرجانات السينمائية العالمية يكون أغلبها مأخوذاً عن واقع محلي بدرجة كبيرة مثل الفيلم السعودي “نورة” والفيلم التونسي “بنات ألفة” وهل يوجد وصفة للوصول بالأفلام العربية للمهرجانات العالمية؟. قالت المخرجة كوثر بن هنية: إنه لا توجد وصفة للوصول للمهرجانات العالمية ولكن من المؤكد أن القصص المحلية والقصص المعبرة عنا يكون لديها وقع كبير في العالم لو استطعنا تقديمها بطريقة مميزة، مؤكدة بأن الوصول للعالمية ليس أمراً غير ممكن أو شيئاً صعباً حينما نتمكن من فن الرواية والسرد لأن القصص المحلية ثروات محلية ولكن عليها الكثير من الغبار، فعلى الفنان الحقيقي أن يُقدمها بأجمل شكل يعجب العالم أجمع.
متابعات