ما هي متلازمة عدم التجشؤ (RCPD) وكيف يمكن علاجها؟
هناك متلازمة نادرة تمنع الإنسان من التجشؤ ورغم أنها قد تبدو بسيطة إلا أنها ترتبط بعدد من المضاعفات مثل انتفاخ البطن المفرط وصوت الغرغرة العالية في العنق والجذع.
تُعرف متلازمة عدم التجشؤ بـ “الخلل الوظيفي الحلقي البلعومي الرجعي”، و تم التعامل معها كمتلازمة رسمياً في عام 2019، لكنها ظهرت في حالات متفرقة قبل هذا التاريخ بسنوات وتحديداً عام 1987، ويُرمز لها علمياً بـ (R-CPD).
وكما تبدو من الاسم فهي تحول دون خروج الهواء من البطن إلى الخارج، من ثم لا يشعر الشخص بالرغبة في التجشؤ. عادة لا يطلب المصابون بهذه المتلازمة المساعدة الطبية ربما لأنهم يعتقدون أنها لا ترتقي لأن تكون حالة طبية من الأساس، وقد يظن البعض أنها مؤقتة، لكن من الأفضل فهم الحالة جيداً والتدخل للحدّ من آثارها.
أسباب الإصابة بمتلازمة عدم التجشؤ
تعود الإصابة بمتلازمة عدم التجشؤ إلى مشاكل في العضلة الحلقية في البلعوم، وهي عضلة على شكل حلقة توجد في الجزء العلوي من القصبة الهوائية. أثناء التجشؤ، تسترخي هذه العضلة لتسمح للغاز الزائد في المعدة بالخروج، ولكن الأشخاص المصابين بمتلازمة عدم التجشؤ يعانون من خلل في هذه العضلة، حيث تظل هذه الأخيرة منقبضة طوال الوقت ولا تسمح للهواء بالخروج.
أعراض متلازمة عدم التجشؤ
هناك مجموعة من العلامات التي تشير إلى الإصابة بمتلازمة عدم التجشؤ، وأن الشخص يعاني من هذه الحالة المرضية وليست أمراً عرضياً. فيما يلي الأعراض الأكثر شيوعاً والتي ساعدت كثيراً من المصابين في تحديد الحالة:
-
عدم التجشؤ إطلاقاً حتى مع الرغبة الشديدة في حدوث ذلك.
-
الانتفاخ.
-
أصوات الغرغرة في الحلق.
-
ألم في المعدة بسبب الانتفاخ.
-
ارتجاع في محتويات المعدة دون خروج غاز.
-
الغثيان.
-
صعوبة في القيء.
هذه الأعراض تستمر مدى الحياة ولا تنتهي أبداً. الأشخاص الذين يعانون من هذه الأعراض لليلة واحدة بسبب شيء تم تناوله لا يعني أنهم مصابون بالمتلازمة.
كيف يتم تشخيص متلازمة عدم التجشؤ؟
يبدأ تشخيص هذه المتلازمة عن طريق الكشف عن الأعراض، لكن المشكلة أنها تتشابه كثيراً مع حالات أخرى مثل أمراض القولون، لكن الفحص البدني للحلق قد يوضح الإصابة، كذلك استبعاد الأسباب المتشابهة.
في حالات أكثر تعقيداً قد يطلب الطبيب إجراء منظار البلعوم الأنفي المرن، ويتم هذا الإجراء داخل العيادة، من خلال إدخال منظار مرن عبارة عن أنبوب رفيع مزود بضوء وكاميرا من خلال الفم أو الأنف، وصولاً إلى الحلق والمريء العلوي.
لتأكيد التشخيص، سيقوم طبيبك بحقن توكسين البوتولينوم، أو البوتوكس، في العضلة الحلقية البلعومية. يحدث هذا عندما تكون هذه العضلة غير قادرة على الاسترخاء. يعمل البوتوكس على إرخاء هذه العضلة، لذلك بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من متلازمة عدم التجشؤ يجب أن تسمح لهم الحقن بالتجشؤ وتساهم في تخفيف الأعراض. بهذه الطريقة، يمكن للحقن أن تعمل كاختبار تشخيصي وعلاجي.
علاج متلازمة عدم التجشؤ
هناك طرق محدودة لعلاج متلازمة عدم التجشؤ، لكنها عادة ما تأتي بنتيجة في وقت قليل، وتشمل طرق العلاج التالي:
حقن البوتوكس
كما سبق وذكرنا، فإن أهم طريقة لعلاج متلازمة عدم التجشؤ هي حقن البوتوكس في العضلة الحلقية البلعومية. معظم المرضى يتمكنون من التجشؤ ويشعرون بتلاشي الأعراض في غضون أسبوع بعد حقنة واحدة. لكن هناك حالات لا تستجيب من المرة الأولى، فيوصي الطبيب بجرعة إضافية بعد عدة أشهر إذا استمرت الأعراض.
جراحة المنظار
بعض الحالات التي لا تستجيب لحقن البوتوكس قد تتطلب إجراءً جراحياً بسيطاً، يقوم الجراح بإدخال منظار داخلي من خلال الفم إلى الحلق. بعد ذلك، يقوم بقطع جزئي في العضلة الحلقية البلعومية. وهذا يسمح للعضلة بالاسترخاء، مما يسمح للهواء بالخروج من المعدة والمريء.
الآثار الجانبية لحقن البوتوكس
رغم فعاليتها إلا أن حقن البوتوكس لعلاج متلازمة عدم التجشؤ لها بعض الآثار الجانبية التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار، مثل:
-
الشعور بأن الطعام يعلق في الحلق؛
-
الشعور بوجود كتلة في الحلق؛
-
ارتجاع أحماض المعدة.
لكن عادة ما تختفي هذه الآثار الجانبية من تلقاء نفسها بعد بضعة أيام أو أسابيع.
الآثار الجانبية لجراحة البلعوم
هنا نتحدث عن أعراض جانبية قد تكون مرتبطة بأي جراحة، وليس فقط في حالة متلازمة عدم التجشؤ، وتشمل:
-
العدوى؛
-
أضرار تلحق بالمريء؛
-
تلف الأعصاب القريبة ما قد يؤدي إلى بحة في الصوت أو ضعف في الحبال الصوتية.
