أسباب الصمت الاختياري عند الأطفال.. ومظاهره وطرق علاجه

يعد “الصمت الاختياري” للطفل، أو “الخرس الانتقائي” أو “الصمت السلبي”، أو حتى “التباكم”، من أكثر الأعراض الشائعة التي تصيب الأطفال في البيئة الدراسية، ويعتبر ظاهرة مرضية يختارها الطفل حلاً للهروب من بعض المشكلات النفسية والاجتماعية؛ فنجد الطفل يلتزم الصمت والخجل الكلامي، لدرجة الامتناع عن الكلام مع الآخرين في أماكن معينة، ومواقف محددة، ومع أشخاص معينين، بينما في مواقف أخرى يتحدث أحياناً وبطلاقة وبشكل عادي.
وهذا الاضطراب النفسي ينتاب الطفل في المواقف الاجتماعية، خاصة في المدرسة، وسط زملائه بالفصل أو أوقات الفسحة بالفناء المدرسي.
عن سمات هذا النوع من الصمت وأعراضه والتشابه بينه وبين الرهاب الاجتماعي وطرق علاجه، وتفاصيل أخرى كثيرة؛ يدور التقرير التالي.
اللقاء مع الدكتور أحمد الشايب، أستاذ طب المجتمع وعلم نفس الطفل؛ للشرح والتوضيح.

1-أسباب تؤدي للصمت الاختياري عند الأطفال منها:

العوامل الوراثية والمشكلات الأسرية سبب للصمت الاختياري للطفل

العوامل الوراثية التي اكتسبها الطفل من والديه تؤثر على مستقبله وصحته، وإذا استمرت الحالة بعد سن العاشرة دون علاج؛ فقد تصبح مزمنة.
قلقه الشديد من المشكلات الأسرية، كانفصاله عن والديه أو وفاة أحدهما، بجانب تعرضه في السنوات الأولى لصدمة نفسية نتيجة لتوبيخه باستمرار والاستهزاء به، بجانب ضغط الأهل عليه بعدم التحدث أثناء كلامهم أو أمام الآخرين.

2- أعراض وجود حالة الصمت الاختياري

نوبات غضب وحالات عصبية وتوتر من الأعراض
  • تدني المستوى التحصيلي والاجتماعي.

  • الشعور بالقلق الشديد عند الذهاب للمدرسة.

  • ظهور صفات مزاجية سلوكية منها الكبت، والحركة الجامدة، وصعوبة التواصل البصري مع الآخرين.

  • نوبات غضب، وحالات عصبية وتوتر، وخوف من الإحراج أمام المجموعة.

  • الخجل المفرط.

  • العزلة الاجتماعية مع كره الأماكن المزدحمة.

  • عدم حب التغيير والتجديد.

3- الصفات الإيجابية لطفل الصمت الاختياري

ارتفاع مستوى الذكاء وحب البحث والتفكير
  • ارتفاع مستوى الذكاء لديهم.

  • حب البحث والتفكير والتأمل.

  • إنهم مبدعون في الفن والرسم والموسيقى.

  • قادرون على التعاطف مع غيرهم بصدق.

4- العلاقة بين الصمت الاختياري والرهاب الاجتماعي

90 % من الذين يعانون الصمت الاختياري يعانون من الرهاب الاجتماعي
  • 90 % من الأطفال الذين يعانون من الصمت الاختياري يعانون أيضاً من الرهاب الاجتماعي، ويعانون صعوبة في النطق.

  • ويكونون في أقصى درجات الخجل، ولديهم أيضاً استعداد وراثي للقلق، فتظهر لديهم نوبات الغضب والبكاء الشديد وتقلّب المزاج ومشاكل النوم.

  • وأظهرت الدراسات أن 20% إلى 30% من الأطفال لديهم صعوبة في النطق ومشاكل اللفظ، والتأتأة، والتلعثم، ويمنعون أنفسهم من التحدث.

  • وتشير الأبحاث إلى أن هناك نسبة من الأطفال المصابين بالصمت أو الخرس الانتقائي ينتمون إلى أسر ثنائية اللغة، متعددة اللغات.

  • وعادة ما يكون مزاج هؤلاء الأطفال مثبطاً بشكل طبيعي، لكن الضغط وعدم الأمان في مهاراتهم كافٍ لزيادة مستوى القلق والخرس.

5- سمات الأطفال المصابين بالصمت الاختياري بالمنزل

يفضل العزلة الاجتماعية ووضع اليدين فوق العينين والأذنين

يصف آباء هؤلاء الأطفال المصابين بالصمت الاختياري أبناءهم بأنهم:

  • فضوليون ومزعجون، وكثيرو الكلام والصخب ومتسلطون وعنيدون.

  • يشعرون بالخوف من الانفصال والخجل، ويشعرون بعدم الاستقرار، ويخافون الأماكن الجديدة وغير المألوفة.

  • 90 % من هؤلاء الأطفال يعانون من القلق وعدم الشعور بالراحة مع أناس جديدين، والخوف والخجل من تناول الطعام مع الآخرين.

  • يفضلون العزلة الاجتماعية، ويعانون من ضعف مهارات الكلام والنطق والمهارات الاجتماعية.

  • ظهور الأعراض الجسدية، ومنها: وجع البطن والغثيان والصداع وضيق التنفس، والشعور بالتوتر والخوف.

  • التجمد وعدم إظهار التعبيرات أثناء الفترات التي لا يستطيعون التحدث خلالها.

  • عدم الشعور بالارتياح لدرجة تسبب توتراً عضلياً وشللاً في الحبال الصوتية.

  • يقوم بعضهم بحركات محرجة؛ مثل مضغ أو لف الشعر، وتجنب النظر بالعين، أو ينسحبون بعيداً.

  • تأخر النمو العاطفي، وقد يتم تشخيصهم بالخطأ على أنهم مصابون بالتوحد.

  • الانسحاب واللعب بمفرده، ووضع اليدين فوق العينين والأذنين؛ لتجنب الأضواء والأصوات العالية.

6- علاج الصمت الاختياري

العلاج السلوكي لإعادة تكيف الطفل وتنمية قدرته على التعبير

– يشمل العلاج مزيجاً من العلاج النفسي والأدوية التي تعطى للمصابين بالكآبة، والعلاج باللعب والرسم.
– العلاج السلوكي الإدراكي؛ لإعادة تكيفه مع سلوكيات جديدة بها شيء من التحفيز والرغبة والتعبير.
– العلاج النطقي، مزامنة مع العلاج النفسي، مع تجنب الاستهزاء بالطفل، وعدم القسوة في معاملته.
– إتاحة الفرصة للطفل لتعلم مهارات مختلفة، وإشراكه في نشاطات رياضية واجتماعية مناسبة لسنه، وعدم الضغط لتشجيعه على أن يتكلم.
– تجنب التسلط والقسوة في معاملة الطفل، مع عدم استخدام أساليب الضغط لتشجيعه على الكلام.
– العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد الطفل على التركيز على تفكيره في نفسه، وعلى العالم والأشخاص الآخرين.
– استبدال العادات السيئة وتمكين العادات الجيدة، مع استخدام التعزيز الإيجابي والسلبي؛ لتتم الاستجابة بشكل إيجابي لجميع أشكال الاتصال.
* ملاحظة: قبل تطبيق هذه الوصفة، أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى