يحظى “فنان العرب” محمد عبده بمكانة خاصة لدى مدير أعماله شربل دوميط الذي يشغل أيضاً منصب المدير التنفيذي لإدارة الأعمال والشؤون الفنية في شركة “روتانا”، ليس على الصعيد العملي فقط، إنما امتدت العلاقة بينهما بمرور الأعوام لتدخل في إطار الصداقة وتأخذ منحى الأخوة، وفق تأكيد شربل وهو الذي يرافق “فنان العرب” في مشواره الفني منذ العام 2008، ويتواجد بكل حفلاته وأسفاره وتحضير أغنياته.
ومثلما رافقه في جميع نشاطاته الفنية، رافقه شربل أيضاً، كما أكد في حديثه لـ”سيدتي”، في رحلة مرضه بسرطان البروستات الذي ظهرت عوارضه عليه منذ سنتين وكذلك رافقه في رحلته العلاجية أيضاً. “سيدتي” التقت شربل دوميط في حوار عن المراحل التي مر بها “فنان العرب” في مرضه وآخر تطوراته الصحية.
محمد عبده يعلن عن إصابته بالمرض
وكان أعلن المطرب السعودي محمد عبده، إصابته بمرض السرطان، من خلال مقطع فيديو تضمن رسائل صوتية متبادلة بينه وبين الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبدالمحسن، وأشار “فنان العرب” في المحادثة إلى بدء تلقيه العلاج الكيماوي في باريس. وطمأن محمد عبده جمهوره بأنه متفائل بالشفاء، وأنه سيواصل تقديم أعماله الفنية.
شربل دوميط: كان وقع الخبر عليّ قاسياً
استهل شربل دوميط اللقاء قائلاً:” أتوجه بالشكر لـ”سيدتي” لسؤالها عن أخينا وأستاذنا وحبيب قلبنا الفنان محمد عبده. أستطيع القول إنه الحمد لله بألف خير وصحة وعافية”.
وأضاف قائلاً:” عندما انتشر خبر إصابة الفنان محمد عبده بالمرض، بالفعل كان وقعه قاسياً على الجميع حتى على كل الذين لديهم علم بمرضه، ومن ضمنهم أنا. نحن المقربون منه كنا نعلم بمرضه منذ سنتين واعتدنا عليه كما يقال، وتقبلنا الفكرة لأن الأستاذ محمد يمر حالياً بالمراحل الأخيرة من العلاج”.
لغط رافق السؤال حول مرضه
وعن اللغط الذي رافق تصريحه بشأن أن الفنان محمد عبده ليس مصاباً بالسرطان إنما يعالج من عدوى أصابته، أجاب شربل دوميط قائلاً:” صحيح صدر مني هذا التصريح الذي أعتبر أنه جاء وقتها رداً على سؤال طرح عليّ من صحفي يؤكد من خلاله أن الأستاذ محمد مصاب سرطان. فوقع عليّ هذا السؤال بمثابة الصاعقة. وكان الصحفي يرسل لي تسجيلات صوتية هاتفية عبر الواتساب، فجاءت ردة فعلي أنني كنت “حابب” أخفف قليلاً من الهلع لديه. وقلت له إنه مصاب بعدوى بسيطة. ولم أكن أعلم بالأساس أنه سينشر المعلومة”.
المرض أصبح بمراحله الأخيرة
وأضاف شربل قائلاً:” بالفعل وكما صرح الأستاذ محمد عبده بالضبط أنه مصاب بمرض السرطان. والحمد لله أن المرض بمراحله الأخيرة. ولكن عندما سألني الصحفي، كنت غير متقبل للأمر المتعلق بهذا الشخص الذي تربطني به عِشرة عمر طويلة وأهتم بعمله طبعاً من خلال عملي بشركة “روتانا”، ونحن الحمد لله “ماسكين” أغلب أعمال الفنانين في الوطن العربي المتعاقدين مع شركة “روتانا” وأستاذ محمد على هرمها. فعندما أرسل لي التسجيلات الصوتية للاستفسار عن الأمر، جاءت ردة فعلي على غرار الجمهور الذي لم يتقبل فكرة أن فناننا الذي يعدّ ذا شأن كبير والذي نفخر ونتباهى به في هذه الدنيا، قد تعرض لوعكة صحية من هذا النوع”.
النشاطات الفنية مؤجلة للأشهر القادمة
وعن النشاطات الفنية للفنان محمد عبده، قال شربل دوميط:” نحن أخذنا قراراً سوياً كشركته “روتانا”، من خلال اجتماع تم بيني وبينه أن نؤجل كافة النشاطات الفنية للأشهر القادمة على أن يعاود نشاطاته في المواسم الجديدة وإن شاء الله يكون قد تعافى. واتفقنا أيضاً أن نخصص هذه الفترة ليرتاح خلالها. فالفنان حتى لو لم يكن يشكو من عوارض صحية ووعكات مرضية، يجب أن يأخذ استراحة فنية. وأنا أعتذر أنني أتكلم عن الأمر بشكل نصيحة لأن أغلب الفنانين الذين نحبهم يجب أن يكون لديهم استراحة فنية ليعيدوا حساباتهم بالعديد من الأمور ومنها تفرغهم لسماع الألحان واختيار كلمات الأغاني والإشراف على توزيعها مع الموزعين والذهاب للاستديو لوضع صوتهم على الأغاني. فورشة العمل هذه لم يكن لها الوقت الكافي لديه من قبل. كل الأشخاص الذين يعملون بالفن -وأنا منهم-، نراهم يبتعدون ويتأخرون بمرحلة من المراحل عن العائلة ومتابعة تفاصيلها بسبب انشغالاتهم. وهذه نقطة مهمة أن يفرّغ الفنان نفسه لهذه الأمور بالاضافة لحياته العائلية”.
يملك “فنان العرب” أكبر مطبعة بالشرق الأوسط
وأضاف شربل دوميط:” هناك مواضيع عدة يتابعها حالياً “فنان العرب” ما شاء الله مع أبنائه الكبار والصغار، بالاضافة لأشغاله الخاصة. والكل يعلم أنه فنان ورجل أعمال ولديه مشاريع وورش ولديه أكبر مطبعة بالشرق الأوسط. وكل ذلك بحاجة لمتابعة منه علماً أن أولاده ما شاء الله غير مقصرين ويتولون الإشراف على أعماله بدقة. ولكن تبقى بصمة المؤسس هي الأساسية. وهو سيتفرغ لهذا الموضوع. وبنفس الوقت، سيبدأ فصل الصيف قريباً، وسيقضي الفنان محمد عبده إجازة جميلة مع أبنائه وعائلته وأصدقائه. وقد تزامنت المرحلة العلاجية له مع التفرغ لأعماله الخاصة والألحان والأغاني التي بعض منها سيصدر قريباً ويشرف عليها شخصياً ويتابعها من الألحان والكلمات والتوزيع ويسعد بها جمهوره، بالاضافة لإجازته الصيفية وأعماله الخاصة.
قصة التسجيل الصوتي الذي انتشر
وعن التسجيل الصوتي الذي انتشر بصوت الفنان محمد عبده معلناً عن مرضه، أضاف شربل: “الأستاذ محمد عبده هو من طمأن بنفسه جمهوره بصوته أنه بخير وعافية لأنهم خافوا عليه بعد انتشار التسجيل الصوتي الذي كان أرسله بنفسه لبعض الأصدقاء عن مراسلاته الأخيرة مع الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن. وكان أرسله إلى أصدقاء مقربين منه. إذ اعتبر أصدقاؤه الذين تلقوا التسجيل أن على الجمهور أن يكون على بينة كيف يتواصل الأصدقاء المحبين مع بعضهم. وتم نشر التسجيل الصوتي من هذا المنطلق. وهذه كانت آخر الرسائل بينهما، أي بين فنان العرب والأمير بدر بن عبد المحسن. والتسجيل لم يتم تسريبه إنما تم تداوله بين العديد من الأشخاص من أصدقاء الفنان محمد عبده ومقربين منه على نفس “غروب الواتساب” معه. وصاروا يتبادلون إرساله عبر الواتساب ويترحمون على الأمير الراحل بدر بن عبد المحسن. فمن نشره لم يقم بذلك بغرض التسريب إنما لإيصاله للناس من باب المحبة. وكانوا على “غروب الواتساب” يتداولون ماذا كان الأمير بدر يرسل لـ”فنان العرب” والعكس صحيح حتى أن هناك أشخاصاً آخرين على “غروب الواتساب” كانوا يضعون مراسلاتهم أيضاً مع الأمير الراحل بدر بن عبد المحسن”.
محمد عبده بخير وعافية
وأضاف شربل: “فور انتشار التسجيل الصوتي، نزل الخبر كالصاعقة علينا نحن المقربون منه والذين نعرف يومياته، فكيف بالتالي جمهوره الذي يعشقه ويحبه والذي كان يجهل أنه مصاب بالمرض. وهو لديه شريحة كبيرة جداً من الجمهور. ولم تهدأ الاتصالات الواردة لي للاطمئنان عليه حتى من الأشخاص الذين مضى وقت طويل على عدم تواصلهم معنا، ومن آخرين كانوا يعلمون بمرضه وبيومياتنا معه لدرجة أنه عندما انتشر الخبر، بدوا كأنهم يعلمون به للمرة الأولى، علماً أننا نعيش الحالة معه منذ سنتين وأنا منهم وبالرغم من ذلك كان وقعه عليّ كالصاعقة، رغم أنني متابع منذ فترة طويلة لأدق التفاصيل بشأن مرضه مع الأطباء في فرنسا وأميركا والإمارات والسعودية.
الحمد لله هو بخير وعافية وسيتحسن إن شاء الله أكثر فأكثر ويعود بشكل أفضل لجمهوره. الفنان إنسان مثلنا ولكنه تحت الأضواء والناس يكون لديهم هوس تجاهه وعشق له ولأغانيه وفنه وتاريخه. وهذا ما يجعله مختلفاً عن الناس كحياته الفنية. ولكن بالنهاية هو يعيش يومياته الطبيعية مثلنا”.
فنان العرب أصيب بالمرض منذ سنتين وهو قوي
وعن مرافقته لـ”فنان العرب” بمراحل مواجهته للمرض، أضاف شربل:” فنان العرب أصيب بالمرض منذ سنتين. وهو ما شاء الله إنسان قوي ومنحه الله القدرة ليقوى على الصعاب ويتغلب عليها. وهو لا يستسلم لأي مشكلة أو أمر ما واجهه. ويسلم أمره لله. وبهذه الأمور هو قوي ويواجه. وهو من النوع الذي لا يبين عن ضعف أو يظهره حتى لو كان يمر بأصعب الأوجاع. وفي أوقات كثيرة، يكون متعباً ويطل على المسرح أمام جمهوره. وعن بروفات حفلاته أشار:” كان لا يقوم بكل عدد بروفاته. وهذا بالطبع لم يكن ينتقص من قيمة عمله”.
أتشرف أنني أعمل مع أهم فنان بالوطن العربي
ويصف شربل دوميط الذي يعمل مع محمد عبده منذ العام 2008، علاقته بـ” فنان العرب” ضمن الصداقة والأخوة، مضيفاً:” هذا أمر أتشرف به أنني أعمل مع أهم فنان بالوطن العربي وأتابع مسيرته وأراه مهماً جداً”.
متابعات