بعدما برهنت الطائرات من دون طيار على فاعليتها في الحروب الجوية والبرية، اتجهت الولايات المتحدة وأستراليا إلى تصنيع غواصات ذاتية القيادة، أو ما يمكن وصفه بـ”طائرات من دون طيار” تعمل تحت سطح البحر، وفق شبكة “سي إن إن” الأميركية.
وأصبح ظهور الطائرات من دون طيار في الحرب أمرا شائعا. إذ يجري استخدامها على نطاق واسع خلال الصراعات منذ التسعينيات، قبل أن تصبح النماذج الأصغر حجما والأقل سعرا، سلاحا أساسيا في الحرب، على نحو ما يحدث في الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبحسب الشبكة، فقد قدمت أستراليا والولايات المتحدة مؤخرا، نماذج أولية لغواصات ذاتية القيادة، أو “درون” تعمل تحت الماء، إذ أُطلق على النموذج الأسترالي اسم “غوست شارك”، وعلى الأميركي اسم “مانتا راي”.
ويمكن التحكم في الطائرات من دون طيار الجوية والسطحية باستخدام الأقمار الاصطناعية والموجات الضوئية. أما الغواصات المائية، فلا تعمل بنفس الطريقة.
ولم يوضح صانعو الجيل الجديد من المركبات العسكرية المائية كيف سيتغلبون على مشاكل الاتصالات.
وعندما كشفت أستراليا النقاب عن “غوست شارك” الشهر الماضي، قالت إن مركبتها الجديدة، ستزود قواتها البحرية بقدرة حربية سرية وبعيدة المدى.
وأشارت إلى أن “غوست شارك” يمكنها إجراء عمليات استخبارات ومراقبة واستطلاع وضرب مستمر. وتوقعت أن يتم الإنتاج الأولي منها بنهاية العام المقبل.
مركبة “غوست شارك”
وبحسب شبكة “سي إن إن”، فإن غواصة “مانتا راي” التي صنعتها شركة “نورثروب غرومان”، واختبرت نموذجها الأولي قبالة جنوب كاليفورنيا في فبراير ومارس الماضيين، لا تعد أول إنتاج أميركي، في مجال الغواصات المستقلة ذاتية القيادة.
وكانت البحرية الأميركية أطلقت في ديسمبر الماضي، غواصة “أوكرا” المطورة التي صنعتها شركة “بوينغ”، وقالت إنها تنفذ عمليات الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخبارية، كما أنها تتميز بحمولة معيارية من الأسلحة.
وقالت وكالة المنتجات البحثية الدفاعية المتقدمة التابعة للبنتاغون، إن “قوة مانتا راي تكمن في القدرة على تبديل الحمولات اعتمادا على المهمة”.
وتشير شركة “نورثروب غرومان” إلى أن ” مانتا راي” يمكن تقسيمها وتركيبها في خمس حاويات شحن قياسية، ونقلها إلى حيث سيتم نشرها، وإعادة تجميعها في الميدان.
وإلى جانب أستراليا والولايات المتحدة، تعمل الصين وكندا وفرنسا والهند وإيران وإسرائيل وكوريا الشمالية والنرويج وروسيا وكوريا الجنوبية وأوكرانيا والمملكة المتحدة، على إنتاج غواصات ومركبات ذاتية القيادة.