في كل مرة تطل الفنانة ساشا دحدوح بعمل جديد، تأسر المشاهدين لجهة أدائها المميز وإتقانها ببراعة للدور الذي تجسده. وبعد إطلالتها اللافتة بدور قمر في مسلسل “النار بالنار” الذي عرض في رمضان العام الفائت وحققت من خلاله نجاحاً باهراً، ها هي تحصد اليوم إعجاب الجمهور بدورها سيرين في مسلسل “لعبة حب” الذي تم تصويره في تركيا ويعرض حالياً على mbc ومنصة شاهد ويحقق نجاحاً كبيراً. عن دورها في العمل تحدثت ساشا دحدوح في حوار خاص لـ”سيدتي” بالاضافة لكواليس المسلسل المعرّب المأخوذ من المسلسل التركي الشهير “حب للإيجار”.
أحببت دور سيرين وشعرت أنه مستفز
نبدأ معك ساشا من دور سيرين الذي تجسدينه وتحققين من خلاله ضجة كبيرة ولفتاً للأنظار في المسلسل الشهير “لعبة حب”، كيف تلقيت العرض للمشاركة بالعمل، وتحديداً لدور سيرين بالتحديد؟
تواصلوا معي من الـmbc. وهم المشرفون على الإنتاج وكل تفاصيل المسلسلات التركية المعرّبة. وعرض عليّ هذا الدور من الأساس. في البداية طلبوا مني مشاهدة حلقتين من المسلسل نفسه بالنسخة التركية لأتعرف على العمل وآخذ فكرة عن دوري. وللأمانة قد أكون الوحيدة من شاهد المسلسل التركي بأكمله ليس لرغبتي برؤية سيرين أم ياسمين بالتركي وماذا كانت تفعله. شاهدت أول حلقتين ومن الحلقة الثالثة شعرت أنني بدأت أتعلق بالمسلسل. فصرت مشاهِدة على غرار كل الناس الذين شاهدوا المسلسل التركي بمقدار ما أحببت قصته ولفتت نظري بكل شخصيات العمل. فشاهدت المسلسل بأكمله. وأحببت دور سيرين وشعرت أنه مستفز وكان يجب أن يكون لدي هذه النقلة من بعد دور قمر الذي قدمته في مسلسل “النار بالنار” في رمضان العام الفائت. شخصية سيرين معاكسة لشخصية قمر ومختلفة عنها تماماً. فشعرت أن سيرين جاءت في الوقت المناسب حتى “أكسر” قليلاً من شخصية قمر التي نجحت بها والناس أحبوها.
الشخصيتان مختلفتان تماماً، كيف استطعت الخروج من دورك قمر في مسلسل “النار بالنار” ودخلت بشخصية سيرين المختلفة جداً، هل وجدت صعوبات أم أنت جاهزة دائماً للتفاعل مع أي شخصية جديدة؟
هذا دور كل ممثل، فكل شخصية يلعبها يجب أن تكون مختلفة عن سابقتها ومن باب التنويع أيضاً. على الممثل أن يلوّن بالأدوار التي يلعبها كي لا يكرر نفسه ويقع في نمط واحد. فيصير الناس بالتالي يرونه في إطار واحد. برأيي على كل ممثل أن يكون جاهزاً للعب أدوار مركبة ومستفزة وتتحداه على الصعيد الشخصي والمهني. وهذا يفرحه. وتنقله إلى مكان آخر ويكتشف أدوات وقدرات ربما لم يكتشفها من قبل. وبالتأكيد دور سيرين مختلف تماماً عن دور قمر وجاء بوقته. وبالطبع العمل لا يتم إنجازه بمفرده فنحن فريق عمل متكامل من المخرج التركي فيدات أويار ومن الشركة المنتجة mbc، ومن سارا دبوس وديما وO3 ميديا. كلنا وضعنا جهودنا لإنجاح العمل وليس شخصية سيرين فقط كي يكون لكل شخصية مشاركة بالعمل هوية خاصة من اللباس أي الشكل الخارجي، للمضمون والأداء ومدرب الممثلين.
دور سيرين الذي جسدته مستفز ولكن الناس أحبوه جداً. حتى تعليقاتهم على السوشيال ميديا تنقسم أحياناً بين من يهاجمونك وأحياناً أخرى تكون طريفة خشية من مكائدك.
هنا كانت الصعوبة. ألعب دوراً فيه نوع من الشر، ولكن الشر الذي لا يندرج ضمن القتل أو الشر المؤذي البشع. سيرين لديها غاية معينة تريد الوصول لها ويهمها نفسها بالتأكيد. لذلك تلجأ لتلك الألاعيب كلها. وبنفس الوقت هي مستفزة جداً. وأضافت ساشا دحدوح :” هنا تكمن الصعوبة أنا لا أريد ألا يتقبلوها الناس إنما أن يشعروا أن خلف هذه الشخصية هناك شخص طيب. الأحداث ستتغير وشخصية سيرين ستتلون وتتعرض لظرف قد يغيرها. هذا ما سنشهده في الأحداث القادمة واشتغلنا على هذا الموضوع سواء أنا أو المخرج وبإدارة مدرب الممثلين العربي. وكل مشهد، عملنا عليه حتى نظرة سيرين وحركاتها واستفزازها. هناك جزء فيها مضحك. هي شخص “مهضوم” ولديها إيفيهات تقوم بها بمَشاهدها مستفزة ولكنها مضحكة. حاولنا أن “نكسر” قليلاً من هذه الناحية حتى يتقبلها الناس. صدقيني لا أزعل عندما أرى تعليقات تتحدث كم أن “سيرين مستفزة ولا نحبها”. هذا يعني أننا قدمنا الدور بشكل صح. بالنهاية هم يتحدثون عن سيرين وليس ساشا. وهذا كان المطلوب. منهم من علق عندما أقول “ملّوكي” أنهم يشعرون أن سيرين مستفزة جداً. وهذا كان مقصوداً، والطريقة التي أنادي بها مالك مقصودة. أستطيع القول إننا لعبنا الدور بشكل صح”.
إنها المرة الأولى التي ألعب خلالها دوراً شريراً
هل أتعبك الدور حتى تمكنت من تجسيده بهذا الشكل من الشر؟
إنها المرة الأولى التي ألعب خلالها دوراً شريراً ومستفزاً. كل عمل فيه تعب. حتى الظروف التي كنا نعمل بها كانت متعبة. نحن في بلد غريب عنا وللمرة الأولى أشارك بتجربة المسلسلات التركية المعرّبة والمسلسلات الطويلة. أيضاً أن نعمل على شخصية لمدة 90 حلقة ليس بالأمر السهل. ولكن مع الوقت،
ذكرت أن تطورات ستطرأ على شخصية سيرين بالمراحل القادمة هل تستطعين كشف بعض الخيوط؟
من شاهد العمل بالنسخة التركية يعرف مجريات الأحداث للشخصية، ولكن سيكون ثمة اختلاف ببعض الأحداث عن المسلسل التركي. لا أستطيع الكشف عن العديد من التفاصيل ولكن ثمة أمراً قد يقلب نظرة سيرين للحياة. هناك موقف سيصادفها سيغير نظرتها للحياة ويغيرها على الصعيد الشخصي.
هل ستخفف سيرين من نسبة الشر؟
(ضاحكة) حسب الظروف والمواقف.
وهل ستبقى مصرّة على استمالة مالك إليها؟
(ضاحكة) من المبكر أن أخبر ماذا سيجري. من شاهد المسلسل التركي يعرف المجريات بالتأكيد. تعلقت كما ذكرت في سياق اللقاء بالمسلسل بنسخته التركية. وصار لدي رغبة بمتابعة أحداثه على غرار المشاهدين ولم أعد مهتمة بمتابعة دوري فقط بالمسلسل التركي. أنا لم أكن بعد أعطيت الجواب النهائي بشأنه. ولكن لهذه الدرجة أحببت المسلسل بالاضافة لحبي لشخصية سيرين وجدتها مستفزة ولديها إيفيهاتها.
الموسيقى بالنسبة لي حياة وتشحنني بالأحاسيس الجميلة قبل التصوير
هل جسدت شخصية سيرين تقريباً بنفس الطريقة التي أدتها الممثلة التركية؟
لا نستطيع الابتعاد كثيراً عن الالتزام بالشخصية أو نخلق شخصية جديدة لا تشبه الشخصية الأساسية التركية. علينا أن نتبع نفس النمط والأسلوب. أما في الأدوات التمثيلية فأستطيع الآن أن أتحدث عن تجربة شخصية معينة، مثلاً إذا طُلب مني أن أعود وألعب نفس شخصية قمر من “أول وجديد”، أقوم اليوم بتجسيدها بطريقة أخرى. أستطيع أخذ بعض تفاصيل الممثلة التركية ومن شخصيتها ولكن ليس استنساخاً وإلا لا أكون قدمت شيئاً من ذاتي لا أحد يشبه الآخر. كل دور أقدمه من قلبي ومن إحساسي وأعيش الحالة للنهاية. يجوز أن يكون إحساسي اليوم مختلفاً عن إحساسي عندما قدمت الدور من قبل. وقد أتعاطى مع هذا الموقف بشكل مغاير عن موقفي من قبل. عندما أقدم مشهداً درامياً لا أقول إنني الآن سأبكي أو لا، فأنا لا أخطط. أنا أعيش الحالة ولا أعرف الأحاسيس التي ستصدر عني أثناء التصوير. أعيش مشاعر حقيقية غير مخطط لها.
هذا يدل على مشاعرك الصادقة بالتمثيل.
أعتمد كثيراً على الصدق. وهناك طقوس معينة أتبعها قبل تصوير أي مشهد وإذا كان يتطلب الكثير من الإحساس. فإذا أنا لم أشعر بالدور فكيف سيشعر به المشاهد؟ هناك ممثلون لديهم أدوات أخرى. منهم نراهم يضحكون قبل تصوير المشهد وفوراً تتغير ملامحهم مع بدء التصوير. كل ممثل يرتاح على طريقته ولديه طقوس معينة ونظرته وأدواته. وهذا ما يميز ممثلاً عن آخر.
ذكرت أن لديك طقوساً معينة تعتمدينها قبل التصوير، ما هي؟
الموسيقى بالنسبة لي هي حياة وتشحنني وتمنحني الأحاسيس الجميلة قبل التصوير. كل شخصية وموقف أو حالة أضع لها موسيقى معينة وليس ضرورياً أن تكون لفنان معين، ممكن أن تكون مقطوعة موسيقية أو إيقاعاً يجعلني أعيش بهذه الحالة الحزينة أو الفرحة. أشحن نفسي بالموسيقى. هذا الأمر يساعدني جداً أو أن أعيش موقفاً عشته من قبل، أسترجعه من جديد كي أحس هذا الإحساس بالمشهد الذي أؤديه لأننا بالنهاية بشر ومررنا بالكثير من التجارب بالحياة. وهذه التجارب تعلمنا ويمكننا أن نستفيد منها بمهنتنا. الموسيقى تساعدني جداً.
وبمسلسل “لعبة حب” هل كنت تمارسين هذه الطقوس بسماع الموسيقى قبل البدء بالتصوير فتلهمك؟
دائماً وحسب كل مشهد. هناك مشاهد في الحلقات القادمة، أشعر أن الناس سيشعرون أكثر بسيرين ويتعاطفون معها. وهذه المشاهد حتى عشتها، كنت أسمع الموسيقى قبل تصويرها. كنت أشحن نفسي أكثر بالموسيقى، حتى بطريقة التنفس التي كنت أستعملها. كل هذه الأمور تساعدني لأعطي الإحساس أكثر.
هكذا كانت أجواؤنا خارج إطار التصوير
أخبرينا عن علاقتكم كممثلين خارج إطار التصوير أثناء تواجدكم في تركيا.
(ضاحكة) نور علي وأيمن عبد السلام ونهاد الجدة، كانوا المسؤولين أن كل ليلة سيطهو أحد منهم حيث نجتمع في غرفة أحدهم ونتشارك الطعام. أنا أحب الأكل جداً وأجد فيه متعة وأيمن جاراني بهذا الموضوع. فكنا مثلاً عندما ننتهي من التصوير فجراً ونعود إلى الفندق نقوم بتحضير الطعام. وكنا نأكل مثلاً ورق العنب فجراً. نور مثلاً تكون منشغلة بالتصوير طيلة اليوم أكثر من 12 ساعة، وعندما كانت تعود من العمل إلى الفندق، كانت تحضّر لنا الملوخية. والجدة نهاد كانت تعدّ لنا أيضاً كل يوم طبخة وتكون جاهزة لمن يزورها. جميلة جداً الأجواء التي عشناها خلال تصوير المسلسل في تركيا. وبالتأكيد كنا محظوظين، إذ ليس دائماً في الحياة نصادف مثلاً بالاضافة إلى أننا نعمل في الغربة مع فريق على مدى تسعة أشهر، أن ننسجم مع الممثلين معنا ونعمل معهم فنصبح بمثابة عائلة. الحمد لله عشنا أجواء رائعة ولا أدعي ذلك، فنحن مازلنا جميعاً على تواصل ونلتقي باستمرار ونطمئن على بعضنا البعض إن كان شكران مرتجى أو أيمن رضا والجميع. وأنا أعترف أنني كسبت أصدقاء جدداً في الحياة. شكران مرتجى على سبيل المثال أرسلت لي أمس رسالة تطمئن من خلالها عليّ وتقول لي من خلالها:” أشعر أنك لست على ما يرام”. فقلت لها أنت على حق. هذا بسبب موقف ما حصل لي. هذا يدل كم نحسّ ببعضنا.
وشكران مرتجى كيف كانت خلال التصوير وخارجه؟
شكران مرتجى حبيبة قلبي. هي يهمها الجميع وتحرص ألا ترى أحداً ليس بخير. ولديها إحساس فظيع. من عيوننا تعرف إذا كنا لسنا على ما لايرام، أو متعبين أو سعيدين. تحس مع الكل وتطمئن على الجميع. لا تحب أن تضايق أحداً.أحبها جداً على الصعيد الشخصي وأنا قبل أن نعمل سوياً في هذا المسلسل، كنا نتواصل كثيراً من دون أن نلتقي سوياً. ومؤخراً تقربنا أكثر بسبب عملنا في نفس المسلسل.
ومعتصم النهار؟
معتصم النهار هو الأخ والصديق و”مهضوم”. هو يضحكنا ويسلينا وإيجابي دائماً. ما من مرة نراه سلبياً أو ينقّ أو معصب. كل شيء له حل لديه.
ونور علي؟
هي الطاقة الإيجابة والشخص المحب تماماً هي “قلب يمشي”. مثلما نراها بدورها طيبة وحنونة، لهذه الدرجة هي هكذا في الحياة.
وأيمن عبد السلام؟
هو الشخص “المهضوم” المضحك والمحب الذي يسأل عن الكل وحاضر لمساندة الكل. لا أريد أن أظلم أحداً ولكن هذه الأسماء ترد الآن ببالي. أيمن رضا أستاذ كبير كوالدنا جميعنا. دائماً هاجسه أن يكون الجميع مرتاحاً. حسن خليل الحاضر دائماً والمساعد ويسمعنا أكثر مما يتكلم. ساندي نحاس المهضومة، لديها صوت جميل وتغني لنا بجلساتنا. حازم زيدان “المهضوم” والسلس ولا يزعج أحداً. أنا أتحدث عن الجميع من دون استثاء. الأجواء كانت رائعة حتى أننا في آخر يوم تصوير بكينا عندما ودعنا بعضنا. ولم نبك لأنه مشروع وانتهى. بكينا أنه بجد صعب أن يتكرر فريق العمل هذا مرة أخرى.
جميل حديثك عن فريق العمل وكأنكم عائلة.
جداً. لغاية الآن أشتاق وأتمنى أن نعود ونجتمع مع أشخاص محبين لهذه الدرجة. لم يكن يوجد بيننا القيل والقال. الأحاديث الجانبية التي نسمع عنها أحياناً أن يتكلم أحد أمامنا بطريقة ما وبطريقة مغايرة في غيابنا لم نشهدها ولم تحصل معنا ولا مرة.
متابعات